فِي ضِيافَةِ الْفَصيح (لؤي الطيبي)
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[15 - 12 - 2006, 11:34 م]ـ
أعزائي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لمرات تجر وراءك أحلاما تمتشق يرقاتها المعرفية لتكون شيئا نابضا بالعفوية والثقل المعرفي 000هذا ما أحسسته وأنا أمتشق أسئلتي لتكون سبيلا لحوار هنا!!
حوار يأخذ لبك فترنو بطرف خفي إلى ينبوع ثقافة ترتشف منه عذب الكلام، وكلام العذوبة!! لا يهم مادام في الأمر بعض جمال، فمع حوارنا التالي:
- بطاقتك الشخصية
* لؤي غازي سلامة عبد الرحمن الطيبي.
وُلدتُ سنة 1967م في مدينة الطيبة في فلسطين .. متزوّج وليَ من الأولاد اثنان: غازي وعبد الهادي .. غادرتُ فلسطين سنة 1986م إلى ألمانيا، فدرستُ الطب لسنتين في جامعة ديسلدورف، ثمّ التحقتُ بجامعة آخن وأنهيتُ فيها البكالوريوس والماجستير في الهندسة الطبية سنة 1998م .. وأعمل منذ سنة 1999م كمهندس لمكنات طبية في شركة باير .. التحقتُ في سنة 2004م بكلية الحوار للدراسات الإسلامية لنيل البكالوريوس .. ولئن نفّس الله تعالى في البقاء، وصرف بفضله الهموم التي تقسّم الفكر بالعوارض التي لا تُحتسب، والأسباب التي لا تُعرف، فإنّ المنى أنْ أحصّل العالمية في دراسات القرآن الكريم وعلومه ..
- ماذا يعني تخصص " الهندسة الطبية "
* الهندسة الطبية من العلوم الهندسية الحديثة نسبياً، وقد نشأتْ مع تطوّر الطب الحديث. وهي بالجملة جمع بين علوم ثلاثة: هندسة المكنات، وهندسة الكهرباء والحاسوب، والطب. وكغيرها من العلوم فإنّ للهندسة الطبية تخصّصات واتجاهات، منها تصميم وتطوير الأجهزة الطبية التي أصبحت اليوم رديفاً أساسياً للطبيب في التشخيص والمعالجة ومراقبة المرضى .. ومنها أيضاً تصميم وتطوير "الأعضاء الصناعية" كالقلب الصناعي مثلاً، وغيرها ..
- تعاملت من خلال جولاتك العلمية لدول أوربا للغات شتى كيف تقارن اللغة العربية مع سرب اللغات الحديثة؟
* لقد امتنّ الله العليّ القدير على أمّتنا بأنْ خصّ اللسان العربي بالبيان .. ولمّا تبيّن ذلك عُلم أنّ سائر اللغات قاصرة وواقعة دونه .. فمن فضل الله تعالى على هذه الأمّة أنْ جعل للغتها خصائص ومزايا لا نجدها في أيّ لغة أخرى .. من ذلك أنّها تخلو من أيّ تنافر فى حروف كلماتها، وعلى هذا فأنتَ حين تقرؤها أو تتكلّمها لا تجد فيها ما يثقل على لسانك أو أذنك أو ذوقك .. وهذا ممّا لا يتوفّر لغيرها ممّا أعرفه من اللغات الأوربية .. ومن ذلك أيضاً أنّ كلّ كلماتها موزونة، ولهذا كانت العربية لغة مُوَقَّعَة تمتع الأذن .. وفضلاً عن هذا فهي تمتاز كذلك بثراء فاخر فى معجمها اللفظي، فما من شيء أو صفة أو معنًى مهما كان من دقّته إلا وضع له العرب عدّة كلمات، تنظر إليه من كلّ زواياه، مثلما قالوه في الأسد والسيف والمشي ... إلخ ..
- لماذا كانت ألمانيا وجهتك للدراسة والعمل، هل اقترحت هذه الوجهة أم أنها لسبب ما؟
* لَمْ يُسمح لطلبة الداخل في فلسطين بالدراسة في الدول العربية .. لذلك اضطررتُ لأنْ أبحثَ عن بلد يأويني ويلبّي احتياجاتي، فوقع اختياري على ألمانيا لأسباب مادية بالدرجة الأولى، ولتواجد بعض أقاربي فيها ثانياً ..
- توقيعك: " قال الإمام الشافعي رحمه الله: لا يحيط بالعربية إلا نبي ". مقولة فيها ما فيها من التقاطعات البلاغية البيانية، هل توضح لنا شيئا من ذلك؟
* اللغة العربية أوسع اللغات، وأكثرها بياناً وإفهاماً بحاجة الإنسان .. فهي غنيّة بثروة لغويّة لا قدرة لأحد على أنْ يحصيها على سعتها وضخامتها .. وإذ قد عُلم أنّ أكثر مواد اللغة العربية غير مستعملة اليوم، وأنّ كثيراً منها غير معروف أصلاً، فكان حرياً لكلام الشافعي رحمه الله أنْ يكون صحيحاً، فضلاً عن أنّه لم يبلغنا عن أحد ممّن مضى أنّه حفظ اللغة كاملة ..
- لك كتاب باللغة الألمانية، وغيرها باللغة العربية 000 ترى هل وجدت فرقا ما بين ما كتبته باللغة الألمانية عما كتبته باللغة العربية؟
* قد مرّ في جملة الكلام آنفاً أنّ ثمّة فروقاً بين العربية واللغات الأخرى .. وما من شكّ في أنّ الكتابة باللغة الألمانية لا تعين في أحايين كثيرة على إنارة المراد المخزون في كثير من التعابير ..
¥