تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ويوم اجتمع عمر، رضي الله عنه، مع أصحابه، تمنى ملء بيت رجالا من أمثال الأمين: أبي عبيدة، ذلكم الحليم النحيف خفيف العارضين، ولو كان بيننا اليوم، أبو عبيدة واحد، لاستغنت أمة الإسلام عن رجالات الشرق والغرب، ولكنه عمر، العبقري، حتى في أمانيه!!!!.

رحم الله والدة أخينا الحبيب، مغربي، سدده الله وحفظه لنا، وجمع بينهما في جنات ونهر، في مقعد صدق عند مليك مقتدر.

وعن العراق الحبيب:

عن أمة تولد، قد طال مخاضها، ولا تولد الأمم إلا بمخاض كمخاض العراق، ومصداق ذلك في كتاب ربنا:

(الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ)

و:

ما الذي عنده تدار المنايا ******* كالذي عنده تدار الشمول

فلا يسوي الله، عز وجل، بين قوم فتنوا في دينهم وأنفسهم وأعراضهم وأموالهم، فصبروا واحتسبوا، وبين قوم جلسوا على المقاعد الوثيرة، يتكلمون، يتجادلون، يكتبون، يحللون ................. الخ.

ويا أهل السنة في العراق:

صبرا فإن ظلمة ليلكم ستنجلي عن صبح، تشرق فيه أنوار الرسالة، وترفع فيه أعلام الملة، ويعز فيه أهل السنة، ويذل فيه أهل البدعة.

وما جئت بكلام من كيسي، وإنما هو موعود ربنا عز وجل:

(وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)، فبعد الذل عز، وبعد الضعف قوة، وبعد الهزيمة نصر، وبعد الخوف أمن.

والعراق هو العراق، دار الخلافة، بيضة الإسلام.

منه انطلقت جيوش الفاتحين لتدك معاقل الأكاسرة عباد النار.

منه خرج محمد بن القاسم، إلى بلاد السند في أقصى المشرق، فأشرقت شمس الرسالة على أرجائها.

وبغداد هي بغداد، عاصمة الدنيا، مدينة المنصور، قصبة ملك بني العباس، فيها نشأ أحمد، وإليها وفد الشافعي، وعنها يقول الخطيب البغدادي، رحمه الله، حافظ المشرق، المتوفى سنة 463 هـ، صاحب السفر البديع "تاريخ بغداد":

"لم يكن لبغداد في الدنيا نظير في جلالة قدرها وفخامة أمرها وكثرة علمائها وأعلامها وتميز خواصها وعوامها وعظم أقطارها وسعة أطرارها وكثرة دورها ومنازلها ودروبها وشوارعها ومحالها وأسواقها وسككها وأزقتها ومساجدها وحماماتها وطرقها وخاناتها، وطيب هوائها وعذوبة مائها وبرد ظلالها وأفيائها واعتدال صيفها وشتائها وصحة ربيعها وخريفها، وزيادة ما حصر من عدد سكانها وأكثر ما كانت عمارة وأهلا في أيام الرشيد إذ الدنيا قارة المضاجع دارة المراضع خصيبة المواقع موردة المشارع".

وأيام هارون، ذلكم الخليفة العابد المجاهد، أعيا السحاب الإفلات بقطره، واليوم:

إني تذكرت والذكرى مؤرقة ******* مجدا تليدا بأيدينا أضعناه.

اللهم انصر الموحدين في العراق وبيت المقدس وأفغانستان والقفقاز، وفي كل بقاع الدنيا.

ولا تنسوا، إخواني الكرام، سهام الليل، يصوبها الساجد بين يدي ربه إلى صدور أعدائه، فتكشف الغمة وترفع المحنة.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير