ـ[محمد الجهالين]ــــــــ[02 - 12 - 2006, 10:01 م]ـ
الأستاذة وضحاء
قرأتُ لك الآتي:
في آخر ندوة ثقافية حضرتها -وهي شبيهة بسابقاتها-، كانت القاعة تغصّ بالحاضرات -وهذا مما يبهج كل مهتم بدور المرأة الثقافي-، حاولت الاندماج مع المحاضِرات قدر استطاعتي، وإن لم أحرص على تسجيل النقاط كحال بعض المهتمات .. بل أتطقّس وأستمع .. تهاجم إنصاتي بين فينة وأختها إحدى الساقيات، تمدّ إما فنجان قهوة أو شاي .. وتارة كأس ماء! تُلحق بها أصنافًا متعددة من الحلويات والفطائر، التي تسعى هي الأخرى لإفساد الإنصات ..
وفي خضمّ الحماس، وربما النعاس .. تُفاجأ بثلة ربما اتفقت لحضور حفلة شاي كما يبدو! فهن في واد آخر يرتعن. إما في لفت انتباه البقية لمظهر مارّة ما، أو في أحاديث تسوقية .. إلخ. من سواليف النساء المعتادة .. كل شيء طبعاً غير محاور الندوة!! لا مباليات بمشاعر الحاضرات، ومستهترات بنظرات الغضب من البعض!
في زمن ٍ قريب ٍ مضى تعالت الأصوات تناقش ضعف المشاركة النسوية في المجتمع الثقافي والعلمي، وسمعنا أصوات الاستنكار لهذه الحال وطلب فتح المشاركة لنون النسوة في صنع وتشكيل الساحة الثقافية العامة، وتوقّعنا على إثر ذلك نتائج رائعة وحضورًا متميزًا، فمَنْ حُرم من شيء يحاول إثبات جدارته به وأحقيته له ما استطاع إلى ذلك سبيلا.
ولكن -للأسف- أغلب ملتقيات النساء الثقافية تحولت إلى حفلات شاي، ولقاءات ترفيهية؛ لحضورٍ أساء فهم الآليات والإمكانات، ليقلبها - متجاهلاً أصحاب الدعوة- لاجتماعات (تغيير جو!).
فبوركت قلما يقشر لحاء الثناء، ويكسر جذوع المراء.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[05 - 12 - 2006, 07:55 ص]ـ
الأستاذ المبدع محمد الجهالين
شكرا لك ..
هذا ما يجب أن يكونه القلم؛ وإلا فليُغمد.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[11 - 12 - 2006, 11:34 م]ـ
الأخت الأديبة الناقدة وضحاء التي أمتعت بأثرها القلوب والأرواح، وجعلتنا نعيش حاضرنا في صورة أمسنا بوجه غدنا .. نسأل الله لك التوفيق والسداد، وأن يمنّ عليك بالإبداع في النقد الأدبي وأدب النقد ..
ـ[رائد عبد اللطيف]ــــــــ[12 - 12 - 2006, 12:42 م]ـ
أختنا الفاضلة:
سررنا بالتعرف على هذه السيرة المشرقة، ونرجو الله تعالى أن يجعل من قلمك، حاكم صدق، وإمام عدل يضع الأمور في نصابها.
وفقك الله
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[12 - 12 - 2006, 01:59 م]ـ
الأستاذ الفاضل لؤي الطيبي سلمه الله وعافاه
أشكر لك كلماتك الجميلة، ودعمك .. و لك بمثل ما دعوت لي.
الأخ الفاضل رائد. ع
شكر الله لك مرورك و دعاءك. و كذلك أرجو أن أكون هذا القلم.
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[12 - 12 - 2006, 02:04 م]ـ
سيرة زكيّة من مشرفةٍ لامعةٍ و ناقدةٍ بارعة ..
وفقك الله و بارك فيك وفي والديك,,
والسلام,
ـ[أبو حاتم]ــــــــ[13 - 12 - 2006, 10:49 ص]ـ
حوار ماتع.
يدور في ذهني سؤال:
هل من الممكن تشكيل نظرية نقدية حديثة تقوم على تصور عربي وفكر عربي لأننا نعلم مدى العلاقة الوثيقة بين الفكر والنقد. بمعنى آخر أن موقف النقاد العرب موقف مضحك فهم إما أن يجتلبوا نظريات غربية تراجع عنها روادها وهم مازالوا يدندنون عليها، أو الاكتفاء بإحياء التراث النقدي مرة أخرى.
لكن هل من الممكن انطلاق نظرية نقدية عربية. ثم هل النقد ينبغي أن يصطبغ بالصبغة العلمية، أم أن طبيعة الإبداع الذاتي تحتم معاملة النص في أجواء انطباعية لا تتقيد بالعلمية.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[14 - 12 - 2006, 12:12 ص]ـ
الأخ المبدع رؤبة بن العجاج ..
شاكرة لك ثناءك، و دعاءك.
الأستاذ الكريم أبا حاتم ..
شكرا لمرورك ..
هل من الممكن تشكيل نظرية نقدية حديثة تقوم على تصور عربي وفكر عربي لأننا نعلم مدى العلاقة الوثيقة بين الفكر والنقد. بمعنى آخر أن موقف النقاد العرب موقف مضحك فهم إما أن يجتلبوا نظريات غربية تراجع عنها روادها وهم مازالوا يدندنون عليها، أو الاكتفاء بإحياء التراث النقدي مرة أخرى.
لكن هل من الممكن انطلاق نظرية نقدية عربية.
أتوقع أن بإمكاننا إنشاء منهجية نقدية عربية، وليست نظرية فقط. وللأسف أن النقاد الآن على طرفي نقيض في غالب كتاباتهم ..
إما اتجاه انغمس في لتراث -ولاغير التراث- وحينما تأتي لهم بغيره وإن كان مكسبا لعملك فتحمّل ما يصيبك من تهم، وتشكيك.
واتجاه آخر عكسه تماما يتلقف ما لدى الغرب دون تمحيص أو حتى قراءة فقط. ولا يكتفي بذلك، وإنما يصم من يخالفه بالرجعية.
التوسط مطلب نكاد نفتقده ..
عندي أمل وتفاؤل بالقادم من الأيام لمستقبل النقد العربي ..
أنت وأنا أخي الكريم لبنة من لبنات ذلك المستقبل؛ فلنعمل لتحقيق تلك المنهجية.
ثم هل النقد ينبغي أن يصطبغ بالصبغة العلمية، أم أن طبيعة الإبداع الذاتي تحتم معاملة النص في أجواء انطباعية لا تتقيد بالعلمية.
لا أجمل من التوسط .. و لا أنصف منه.
العلمية الجافة تقتل الإبداع، وهي موجودة في بعض الدراسات النقدية، ولك أن تلقي نظرة على منهجيات الفلاسفة الذين قتلوا الإبداع بهذه الصبغة.
وكما أن العلمية مفسدة كذلك الانطباعية البحتة؛ فهي لا تعطي النص حقه من القراءة العادلة؛ وإن سُلِّم بهذه النظرة لأصبح بإمكان الكل أن يعطي انطباعه الذوقي ويقتل نصوصا بهذا الانطباع ..
فالنقد علم وفن لا ينفصلان.
¥