وفى الأقوال والأفعال يقف الناس فى مراتب أربع فمنهم ما تتفق أقواله وأفعاله ومنهم من يفعل ولا يقول ومنهم من يقول ولا يفعل أما الصنف الرابع الذى لا يقول ولا يفعل فهو فى عداد الأموات.
والمسلم الحق يكون اما من الصنف الأول الذى تتطابق أقواله وأفعاله أو ربما تفاضل على ذلك فزادت أفعاله عن أقواله. ولعلك تلاحظ الاشارات القرآنية التى تحمد كلا الصنفين ففى الانفاق يثنى الله سبحانه وتعالى على المؤمنين ووصفهم بأنهم "ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية" فالسر هنا مفاده الاخلاص وعدم الرياء والعلانية محمودة لما فيها من حث للناس على الاقتداء بالسنة الحسنة. والصنف الثالث الذى تسبق أقواله أفعاله قد تلقى من القرآن أيما نهى ومذمة "كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون" فالآمر بالمعروف الذى لا يأتيه والناهى عن المنكر الذى يأتيه له من العذاب ما صوره الحديث الشريف تصويرا بليغا كفى به رادعا.
وإذا كان الرياء هو الاتيان بالعمل من أجل التفاخر والتباهى أمام الناس فان من البشر من أخذ الرياء والسمعة خطوة اضافية فهو يفتخر ويتباهى بما ليس فيه وبما لا يفعله وهؤلاء ليسوا بمفازة من العذاب "لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب" ولعلك ترى أننا فى هذا الزمن حيث تكثر السرقات الادبية والعلمية بحاجة الى فهم أعمق وادراك أشمل لمعانى هذه الآية الكريمة.
ويدلنا الهدى النبوى والبيان القرآنى أن الأقوال عند المسلم القويم لا يمكن أن تأتى من فراغ فلا بد لها من بنية ايمانية تحتية فالإيمان ما وقر فى القلب وصدقه العمل تأتى القلوب فيه أولا وتصدقها الأفعال ولا تحتل فيه الأقوال الا مرتبة ثالثة. وحسن القول انما يأتى بعد الايمان والعمل الصالح وهو ما أشار اليه قوله تعالى "ومن أحسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا وقال اننى من المسلمين" حيث يأتى الايمان ثم العمل ثم القول والاخير انما يهدف الى غاية واضحة ومحددة المعالم فهو ليس للتفاخر ولا للتعالى وانما للدعوة الى الله سبحانه وتعالى.
اللهم اجعل سريرتى خيرا من علانيتى وأصلح لى سريرتى
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[21 - 07 - 2008, 12:20 م]ـ
يرفع للتذكير.
ـ[العبد اللطيف]ــــــــ[21 - 07 - 2008, 01:57 م]ـ
جزاك الباري في صحيح البخاري أخي الفاضل.
بحثت ما وجدت أجمل من كلمة أدخلك الله جنة الفردوس بلا حساب.
هل تعرف أين سعادة الدنيا و سعادة الآخرة إنها في طريق الالتزام.
يوم أن تشعر بفراغ وضيق ردد لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[21 - 07 - 2008, 02:42 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[21 - 07 - 2008, 02:52 م]ـ
ما أجمل ما كتبت أخي نائلا!
أنالك الله الجنة بلا حساب ولا عقاب.
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[21 - 07 - 2008, 05:45 م]ـ
الإخوة الكرام:عبدالعزيز بن حمد العمار، مُبحرة في علمٍ لاينتهي، العبد اللطيف، أشكر لكم المرور الكريم.