تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

2 - إعطاء المثال والقدوة من نفسك. واعلم يقينا أن الفعل أقوى أثرا من القول، وأن القول إذا صاحبه ما يؤيده من الفعل وقر في الضمير واستقر داخل النفس. واعلم أيضا أن الإسلام لم ينتشر في أنحاء كثيرة من العالم إلا بفضل أخلاق تأدب بها التجار المسلمون الذين يجوبون العالم يحملون بضائعهم معهم. كما أن الله تعالى ذمّ الذين يفعلون غير ما يقولون، فقال عز وجل: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} [البقرة: 44]. لذا يجب أن تتطابق أقوالك مع أفعالك عند الدعوة إلى الإسلام.

3 - إتباع الأسلوب الحسن عند الدعوة إلى الإسلام، وإظهار لين الجانب لمن تدعوه. واعلم أن النفوس جُبلت على حب من يحسن إليها، وأن الفظاظة في الدعوة قد تدفع أحيانا إلى المكابرة والإصرار والعناد، فتؤدي بذلك إلى عكس المرجو منها.

4 - العلم بأن لكل مقام مقال، وبأن نجاح أسلوب معين مع شخص ما قد لا يفيد استخدامه مع غيره، بل إن نجاح أسلوب ما مع شخص ما في وقت معين قد لا يفيد استخدامه مع نفس هذا الشخص في وقت آخر. وهذا يستدعي ضرورة معرفة الشخص المدعو والتعرف على أفكاره ومفاهيمه وتصوراته.

5 - عدم تعجل النتائج. فأنت مأمور بالدعوة إلى الإسلام، وليس لك أن تنتظر ثمرة لهذه الدعوة في الدنيا. فإذا تحققت ثمرة عاجلة لدعوتك، فاحمد الله لذلك. أما إذا تأخرت نتائج دعوتك، ولم تر ثمارها قد أينعت سريعا، فلا تدع اليأس يتسرب إلى قلبك. واعلم أن يوم القيامة قد يأتي بعض الأنبياء والرسل وليس لهم تابعين على الإطلاق. إذن فالمعيار هو أن تبذل الجهد في الدعوة، ولا تنتظر النتيجة.

6 - الصبر على مشاق الدعوة. واستحضر في نفسك دائما قول لقمان لابنه وهو يعظه: {يَا بُنَيَّ أَقِمْ الصَّلاَةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنْ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ اْلأُمُورِ} [لقمان: 17]. فقد أوصاه بالصبر على الدعوة عقب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. فطريق الدعوة ليس مفروشا بالورود، فيجب توطين النفس على ذلك الأمر من البداية، حتى لا تترك نفسك للفرار عند أول محنة تواجهك في هذا الطريق.

7 - التضحية بالمال والوقت في سبيل الدعوة لدين الله. فيجب تقديم مصلحة الدين على أية مصلحة أخرى. ويجب هدم مقولة " اللي يعوزه البيت يحرم على الجامع "، فهذه دعوة خبيثة لتفضيل الأمور الخاصة على الأمور العامة. بل يجب أن يترسخ في الذهن عقيدة " اللي يعوزه الدين له الأولوية القصوى ".

*****

وبعد ... فهذه مجموعة من النقاط التي أردت أن الفت بها انتباه من يريد أن يسلك طريق الدعوة لدين الله. ويبقى علينا جميعا أن نعرف أننا نلعب دورا أهم كثيرا من أية مجموعة أخرى في المجتمع، ذلك أن معرفتنا بلغتين تحتم علينا سلوك الدعوة إلى الإسلام والتعريف به وبنبيه صلى الله عليه وسلم لجميع شعوب الأرض.

وفي عصر الانترنت والمعرفة التكنولوجية الهائلة التي توافرت لنا، أصبح من السهل للغاية التواصل مع غيرنا وبسرعة. فلماذا لا يتبنى كل منا مسئولية اختيار شخص واحد، يقوم بتعريفه بدين الإسلام، ويراسله باستمرار من أجل تحقيق هذا الهدف؟

كما أرجو ممن لديه تجربة دعوية ناجحة أن ينشرها في هذا المنتدى، أو يرسلها على بريدي الخاص، وسوف أقوم بنشرها هنا. فهذا باب مهم للغاية، وهو باب التعاون على الخير إن شاء الله. فحينما تنتشر بيننا القصص الدعوية الناجحة، يعم التنافس بيننا على هذا الأمر والاستزادة منه.

23 من ذي القعدة عام 1427 (الموافق في تقويم النصارى 14 ديسمبر عام 2006).

ـ[أبو طارق]ــــــــ[23 - 12 - 2006, 07:03 م]ـ

سلمك الله , وجزاك الله خيرًا على جميلك

وجعله في ميزان حسناتك

ـ[ابن غالي]ــــــــ[23 - 12 - 2006, 08:17 م]ـ

جزاك الله خير الجزاء اخوي الزمخشري

وأحب أضيف لموضوعك فائده وهي عمل ميسر كما في الاعلان وارجو منكم ان تنشروها في المنتديات الدعويه

ولاتنسونا من دعائكم

http://www.6rp.net/upload/files/img.jpg

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير