تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[علي المعشي]ــــــــ[07 - 02 - 2007, 10:25 م]ـ

السلام عليكم و رحمة الله

سررت جدا بالتعرف إليك أستاذي علي المعشي و هنيئا لمن حاز شرف المحاورة المباشرة.

لي سؤال أتمنى الإجابة عنه:

ما نصيحتك لمن يريد الإنطلاق في الشعر من نقطة الصفر؟ (إن لم تكن أقل:))

جزاك الله خيرا

سيدي الكريم الخالد

وأنا بك أسعد، ولإَطلالتك البهية شرف لي، وثقتك وسام فخر أباهي به ..

أخي الكريم .. لقد سألتَ سؤالا تكمن صعوبته في أن المجيب ـ كائنا من كان ـ يعلم أن إجابته وإن نمقها لن تفيد السائل إلا قليلا قليلا ما لم تكن لديه الموهبة.

ذلك لأن أقصى ما يستطيع تقديمه هو مجموعة من الأدوات التي يحتاج إليها الشاعر، تماما كالأدوات التي يحتاج إليها الفنان الرسام، إلا أن هذه الأدوات لن تخلق رساما حقيقيا مبدعا في غياب الموهبة الإبداعية، كذلك الشعر لا يمكن أن يبدع فيه إلا من وجد في نفسه الموهبة، ثم بعد ذلك يصقلها بالتدريب وحسن استعمال الأدوات، أما إذا أتقن الأدوات ولم يكن موهوبا فأقصى ما يمكن تحقيقه أن يكون ناظما مقلدا فحسب.

فإذا كنت ممن يجد في نفسه الرغبة والقدرة على تعاطي الشعر فإليك بعض الأدوات التي تحتاجها لتطوير موهبتك وإنضاجها:

1ـ الثروة اللغوية وأساليب الاستعمال اللغوي، وفنون البلاغة، وهذا يتحقق بالقراءة الأدبية شعرا ونثرا مع التأمل والتذوق، وكذلك دراسة علم البلاغة في الكتب الميسرة.

2ـ النحو والإعراب والصرف، وهذا يتحقق بالدراسة والمراجعة.

3ـ القدرة على تمييز الجرس الموسيقي والأوزان الشعرية (البحور) وما يتعلق بها من علمي العروض والقافية. وهذا يتحقق بأمرين: أولهما كثرة القراءة في الشعر خاصة، مع التركيز على الإيقاع، وملاحظة الفروق بين الأوزان المختلفة. وثانيهما دراسة أسس علم العروض والقافية على يد متمكن، ثم بعد ذلك يمكن أن تستزيد من هذا العلم بمفردك مع ربط ذلك بالتطبيق على النصوص الشعرية.

4ـ الاهتمام بتفاصيل الحياة وإتاحة الفرصة للنفس لكي تعيشها عاطفيا بحيث تتأثر بما فيها من جمال وقبح وأفراح وأتراح ... إلخ، ونتيجة لهذا التأثر يكون المُخرَج الشعري، وليس شرطا أن تصف الواقع كما هو بل يمكن أن يكون شعرك من الخيال، ويمكن أن تصف الأشياء ليس كما هي كائنة وإنما كما تحب أنت أن تكون عليه، وعلى ذلك نجد الشعر يجمل القبيح ويقبح الجميل أحيانا .. باختصار: الشعر يلغي جميع الحدود ويهمش المنطق، وإنما يقتصر دور الواقع على الشاعر في كون مفردات هذا الواقع مدخلات، ولكن الشاعر يتعامل مع هذه المدخلات في أعماقه تعاملا خاصا به خياليا غالبا فيصبغها بذاته وينضجها بعاطفته ويخرجها كيفما يشاء خياله شعرا مطبوعا بطابعه الخاص.

أخي كان هذا شيئا من أدوات الشاعر، وأكرر (لن يجدي ذلك ما لم توجد الموهبة)، ولا أزعم أني من أصحاب الموهبة، ولا أزعم أني أطبق كل ما نصحتك به لأنها أدوات يستعمل كل شاعر منها ما يستطيع.

أطلت عليك أخي فالمعذرة، وتقبل خالص تحياتي.

ـ[نسيبة]ــــــــ[09 - 02 - 2007, 12:01 ص]ـ

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

جزى الله خيرا أستاذينا الكريمين مغربيا و أبا طارق على هذا الحوار الشائق الثري

و بارك الله في أستاذنا الفاضل علي المعشي و نفع به.

ـ[محمد ماهر]ــــــــ[09 - 02 - 2007, 12:17 ص]ـ

أستاذي الفاضل أكرمكم الله وزادكم تألقاً، ورفعة، وعلماً ...

وجزى الله الأخوين الكريمين مغربي وأبي طارق على جهودهما الطيبة في التعريف بالإخوة الكرام ...

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير