تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

حيث لا غرو أن يحصل من الراوي وهمٌ بظنِّهِ سماع كتاب أو عدمه، فمثل هذا الأمر قد لا يكاد يُضبط مع كثرة المسموعات، وطول الملازمة، ومع بعد أهل العلم عن الحرص على الإجازات في وقت مضى، وإهمالهم للتوثيق، فقد ينسى الطالب الملازم لشيخه بعض مقروءاته عليه، كما قد يظن أنه قرأ كتاباً ما عليه فيتبين فيما بعد أنه لم يقرأه، وهذا يحصل للكثير، ولا ضير في ذلك.

إذا عُلم هذا، فالكلام عن شيخنا جاء في ثلاثة أمور:

الأول: نفي السماع من والده بالكلية.

الثاني: نفي بعض سماعه دون بعض.

الثالث: نفي إجازة بعض العلماء له، لذكره لهم بآخره بعد عدم ذكرهم من قبل.

أما الأمر الأول: فهو مردودٌ غير مقبول، فسماعه من أبيه ثابت يقيناً، وقد شهد العدول بصحة سماعه من والده، ومن الوثائق المنشورة وغير المنشورة ما يثبت سماعه وإجازة أبيه له، فالطعن في سماع شيخنا من أبيه وإجازته خطأ محض من قائله.

أما الأمر الثاني: فهو أولى الانتقادات بالنظر، وهو محل الاهتمام، وهو تمييز ما سمعه الشيخ مما لم يسمعه، والمرجع الوحيد في تصويب ذلك طريقان:

الطريق الأولى: الوثائق الخطية الدالة على ذلك، ولدى شيخنا من الوثائق الخطية بخط الشيخ عبدالحق وخاتمه أو بخط غيره وإذنه وخاتمه ما يثبت سماع بعض تلك الكتب، كما سيأتي نقل بعضها بإذن الله تعالى.

الطريق الثانية: شهادة العدول من الأقران، وقد شهد بصحة سماع شيخنا عدولُ أقرانِهِ، ومنهم شيخنا عبدالعزيز الزهراني وغيره.

وفي عام 1428 طلبتُ من شيخنا جمع ما عنده من وثائق، وحصر ما لديه من مسموعات لكي أضعها في رسالة مفردة، واتفقت مع الشيخ على تسميتها بـ"تحقيق الرغبات بذكر ما لي عن العلماء من مقروءات ومسموعات" فوافق شيخنا، وحال الترحال والأشغال بيني وبين مواصلة الشيخ بعد ذلك.

إذن فالكلام في تمييز ما صح سماعه أو سماع بعضه من غيره موقوف على الشيخ وإظهار ما عنده، وإليه المرجع في ذلك.

وأجدر من يشهد بصحة السماع والدُهُ فهو صاحب الشأن، ويجد الناظر الكريم برفقته شهادةً خطيةً بخطِّ والدِهِ الشّيخِ عبدِالحق الهاشمي يُثبت فيها بعض مسموعات ابنه منه، وقد كان كتبها تزكية وشفاعة رفعها إلى سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ مفتي الديار السعودية رحمه الله، وهذه صورتها:

بسم الله الرحمن الرحيم

حضرة صاحب الفضيلة والسماحة فضيلة الشيخ محمد بن إبراهيم المحترم الموقر حفظه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بعد التحية والاحترام أرفع لسماحتكم أن ولدي عبدالوكيل هو ولد حسن العقيدة وحسن السيرة وقد فرغ من دراسة تفسير القرآن والكتب الستة: الصحيحين والسنن الأربعة ومن قراءته لمسند الإمام أحمد ومسند الدارمي وله معرفة تامة في إلقاء الدروس في اللغة الأردية أيام الحج، وأيضاً له استطاعة في إلقاء الدروس عند طلبة العلم ..... .

إلى آخر الشهادة الموثقة في المصورة التالية [تراها في المرفق] بخط الشيخ عبدالحق الهاشمي وتوقيعه.

وهذا يقيناً خط شيخ المشايخ العلامة أبي محمد عبدالحق الهاشمي رحمه الله تعالى وفيه التصريح ببعض مسموعات ابنه منه.

وكذلك شهد له الشيخ المحدث العلامة أبو الحسن عبيدالله الرحماني بذلك، ونص على بعض مسموعات عبدالوكيل من والده بناء على كتابٍ وجهه الشيخ أبو محمد عبدالحق الهاشمي إلى الشيخ عبيدالله الرحماني يطلب منه أن يجيز شيخنا عبدالوكيل، وذكر فيه الشيخ عبدالحق مسموعات ابنه منه، فكتب الشيخ عبيدالله الرحماني:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه محمد خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آله وأصحابه أجمعين إلى يوم الدين.

أما بعد: فإن فضيلة الشيخ العلامة المحدث الجليل أبا محمد عبدالحق الهاشمي المدرس في المسجد الحرام ودار الحديث، وقد كتب أنه أقرأ ولده أبا خالد عبدالوكيل القرآن الكريم وتفاسيره من الجلالين وابن كثير، وغيرهما وأقرأه أيضاً كتب الحديث من الصحيحين والسنن الأربعة ومسند الدارمي والمنتقى لابن الجارود ومسند الإمام أحمد ومشكاة المصابيح ثم أجازه هو برواية الكتب المذكورة وغيرها، من كتب الحديث والتفسير وقد طلب مني أن أكتب لولده المذكور الإجازة فأسعفته بما طلب وأحب وإن كنتُ لست أهلا لذلك، ولكن تشبها بالأئمة الأعلام السابقين الكرام فأقول، وبالله التوفيق:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير