تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

البرهان الأول: قالالحافظ في الفتح (13/ 410) ((قال ابن بطال اختلف الناس في الاستواء المذكور هنافقالت المعتزلة معناه الاستيلاء بالقهر والغلبة واحتجوا بقول الشاعر: قد استوى بشرعلى العراق من غير ودم مهراق وقالت الجسمية معناه الاستقرار.

وقال بعض أهل السنةمعناه ارتفع، وبعضهم معناه علا، وبعضهم معناه الملك والقدرة ومنه استوت له الممالك، يقال لمن أطاعه أهل البلاد، وقيل معنى الاستواء التمام والفراغ من فعل الشيء، ومنهقوله تعالى (ولما بلغ أشده واستوى) فعلى هذا فمعنى استوى على العرش أتم الخلق، وخصلفظ العرش لكونه أعظم الأشياء وقيل إن " على " في قوله على العرش بمعنى: إلى، فالمراد على هذا انتهى إلى العرش أي فيما يتعلق بالعرش لأنه خلق الخلق شيئا بعدشيء، ثم قال ابن بطال: فأما قول المعتزلة فإنه فاسد لأنه لم يزل قاهرا غالبامستوليا، وقوله "ثم استوى " يقتضي افتتاح هذا الوصف بعد أن لم يكن، ولازم تأويلهمأنه كان مغالبا فيه فاستولى عليه بقهر من غالبه، وهذا منتف عن الله سبحانه، وأماقول المجسمة ففاسد أيضا، لأن الاستقرار من صفات الأجسام ويلزم منه الحلول والتناهي، وهو محال في حق الله تعالى، ولائق بالمخلوقات لقوله تعالى (فإذا استويت أنت ومن معكعلى الفلك) وقوله (لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه) قالوأما تفسير استوى: علا فهو صحيح وهو المذهب الحق، وقول أهل السنة لأن الله سبحانهوصف نفسه بالعلي))

قلت في هذا النص فوائد

الفائدة الأولى اعتبارتفسير الإستواء بالعلو من أقوال أهل السنة وهذا ما لا يرتضيه السقاف ولا أشاعرةالحواشي

الفائدة الثانية جعل تفسير الإستواء بالإستيلاء من أقوال المعتزلة _ وهو كذلك _ وهو جمهور مؤولة الأشاعرة وهذا يثبت أن الأشاعرة يتابعون المعتزلة فيالعديد من بدعهم التي أنكرها عليهم السلف، بل وجماعة من متقدمي الأشاعرة

البرهان الثاني: قال الحافظ (13/ 372) ((الذي يظهر من تصرف البخاري في " كتاب التوحيد " أنه يسوق الأحاديث التي وردت في الصفات المقدسة فيدخل كل حديث منهافي باب ويؤيده بآية من القرآن للإشارة إلى خروجها عن أخبار الآحاد على طريق التنزلفي ترك الاحتجاج بها في الاعتقاديات، وإن من أنكرها خالف الكتاب والستة جميعاً))

قلت في هذا النص فوائد

الأولى هي أن البخاري عقد كتاب التوحيدلإثبات الصفات ولا يخفى على المتابع لتبويباته أن عقد باباً في الإستواء وآخر فيصفة اليد وآخر في صفة الوجه

الثانية هي إثبات الحافظ أن مذهب البخاريالإحتجاج بأخبار الآحاد في العقيدة غير أنه يتنزل مع الجهمية المنكرين لذلك

البرهان الثالث:قال الحافظ في الفتح (13/ 314) ((وقال الكرماني قيل المرادبالوجه في الآية والحديث الذات أو الوجود أو لفظه زائد أو الوجه الذي لا كالوجوه، لاستحالة حمله على العضو المعروف، فتعين التأويل أو التفويض.

وقال البيهقي: تكررذكر الوجه في القرآن والسنة الصحيحة، وهو في بعضها صفة ذات كقوله: إلا رداءالكبرياء على وجهه وهو ما في صحيح البخاري عن أبي موسى، وفي بعضها بمعنى من أجلكقوله (إنما نطعمكم لوجه الله) وفي بعضها بمعنى الرضا كقوله (يريدون وجهه)، (إلاابتغاء وجه ربه الأعلى) وليس المراد الجارحة جزما والله أعلم))

قلت انظر كيفأقر البيهقي على كلامه وجعله آخر ما يختم به الكلام على صفة الوجه وقد تقدم الكلامعلى إثبات البيهقي للوجه وما يلحقه من الزاماتٍ للأشاعرة

البرهان الرابع:نقل الحافظ في (13/ 401) عن البيهقي قوله ((قال ولأهل الكلام في هذه الصفات كالعينوالوجه واليد ثلاثة أقوال: أحدها أنها صفات ذات أثبتها السمع ولا يهتدي إليهاالعقل، والثاني أن العين كناية عن صفة البصر، واليد كناية عن صفة القدرة، والوجهكناية عن صفة الوجود، والثالث إمرارها على ما جاءت مفوضا معناها إلى اللهتعالى.

وقال الشيخ شهاب الدين السهروردي في كتاب العقيدة له، أخبر الله في كتابهوثبت عن رسوله الاستواء والنزول والنفس واليد والعين، فلا يتصرف فيها بتشبيه ولاتعطيل، إذ لولا إخبار الله ورسوله ما تجاسر عقل أن يحوم حول ذلك الحمى، قال الطيبي: هذا هو المذهب المعتمد وبه يقول السلف الصالح.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير