ـ[عبدالله ابن عَبيدِه]ــــــــ[08 - 03 - 09, 02:40 ص]ـ
وهذا موقف لأحد فضلاء المحدثين المحبين للرواية وهو يتعلق بالمقام، أدعو أخي صاحب الموضوع وبقية الإخوان إلى تأمله والاعتبار به
نقل الحافظ الذهبي في ((تاريخ الإسلام)) عن السيف بن المجد - حفيد الإمام الموفق ابن قدامة وأحد فضلاء العلماء وطلاب الحديث- قال (45/ 400):
سمعت غير واحد يحكي أنّ جماعةً منهم البرزاليّ (وهو الزكي محمد بن يوسف جد الحافظ المشهور معاصر الذهبي) سمعوا أجزاء على شيخ، ثمّ تقاسموا أنّهم لا يظهرون ذلك-زادني عبد الرحمن بن هارون أنّ الشيخ كان عبد الرحمن بن عمر النسّاج_ فسهّل الله ظهور عمر ابن الحاجب عليه من غير جهتهم، فجمع جماعةً، وجاء فسمعه عليه، واشتهر ..
فتأمل كيف وقع ذلك الصنيع وهو التكتم على بعض الشيوخ أو المرويات من بعض فضلاء المحدثين كالبرزالي وقد يكون لهم في ذلك تأويل ما .. ولكنه نقص البشر ..
وتأمل صنيع ابن الحاجب في مقابل فعلهم كيف عمل بضد عملوا به، ولعله ببركة حسن قصده للإفادة أطلعه الله تعالى على ذلك الشيخ المضروب عليه الحجاب والحصار فهذا من فوائد (إن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاً)
وابن الحاجب المذكور ترجم له الذهبي في ((التاريخ)) فقال: تاريخ الإسلام للإمام الذهبي - (45/ 399)
عمر بن محمد بن منصور. الحافظ، المفيد، عزّ الدين، أبو حفص وأبو الفتح، ابن الحاجب، الأمينيّ، الدّمشقيّ.
عني بالحديث أتمّ عناية، وأوّل سماعه سنة ستّ عشرة بعد موت ابن ملاعب فسمع من: هبة الله بن الخضر بن طاووس وهو أقدم شيخٍ له، وموسى بن عبد القادر، والشيخ الموفّق، وابن أبي لقمة، وابن البنّ، وطبقتهم بدمشق. والفتح بن عبد السّلام، وطبقته ببغداد. وعبد القويّ ابن الجبّاب، وطبقته بمصر. وسمع بإربل، والموصل، والإسكندرية، والحجاز. وعمل معجم البقاع والبلدان التي سمع بها، ومعجم شيوخه وهم ألف ومائة وبضعة وثمانون نفساً. قال الحافظ زكيّ الدّين المنذريّ: يقال إنّه لم يبلغ الأربعين. وكان فهماً، متيقّظاً، محصّلاً. جمع) مجاميع. وكانت له همّة. وشرع في تصنيف تاريخ لدمشق مذيّلاً على الحافظ أبي القاسم. وقرأت بخطّ السيف ابن المجد، قال: خرّجه خالي الحافظ، ثمّ طلب وسافر، وسمع منه الزكيّ البرزاليّ، وأبو موسى الرّعينيّ، والجمال ابن الصّابونيّ، وغيرهم، وخرج له وللمشايخ تخاريج كثيرة.
ونقل عن السيف بن المجد أيضاً قوله: وحجّ معادلاً للتقيّ أحمد ابن العزّ، فكان يمشي كثيراً لطلب السماع في الأماكن من أقوامٍ في الرّكب، وكان التقيّ يتأذّى بركوبه وسط الجمل. ورأيته حين قدم بغداد صام أوّل يوم قدومها، إذ قيل: إنّ الفتح بن عبد السلام في الأحياء. وكان يصوم كثيراً يستعين بذلك على طلب الحديث. وأقام ببغداد مدّة اشتهر، فما ونى ولا فتر، كان يسمع المحدّثون ببغداد يتعجّبون منه ومن كثرة طلبه. وقال الضياء: توفّي في ثامن وعشرين شعبان صاحبنا الشاب الحافظ أبو حفص ابن الحاجب بدمشق ولم يبلغ أربعين سنة. وكان ديّناً، وخيّراً، ثبتاً، متيقّظاً، قد فهم وجمع)) فهذا تعريف بابن الحاجب صاحب ذلك الموقف النبيل في طلب الحديث وإفادة الغير، وعدم مجاراة المستاثرين.
ـ[محمد بن مسفر]ــــــــ[04 - 04 - 09, 07:56 ص]ـ
نذكر هؤلاء بارك الله في إيمانهم بحديث النبي صلى الله عليه وسلم.
عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " رواه الشيخان.
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[04 - 04 - 09, 08:12 ص]ـ
أحسنت موضوعاً ومضموناً ووصفاً.
وهذا وللأسف يدلُّ على خلل عقدي في طلب العلم , إذ العلمُ يزكي النفوس ويخلص القلوب من شوائب الأغراض الشخصية , والمؤمنُ لا يتم إيمانه إلا إذا أحب لغيره ما يحب لنفسه.
وفرقٌ بيننا اليوم وبين سلفنا الذين كان أحدهم وهو الشافعي يقول وددتُّ أن لو لم ينسب إلي حرفٌ مما كتبتُ , فسبحان الله حرصٌ على الفائدة للناس وحرصٌ على هضم النفس وإفراغ القلب من حظوظه الدنيوية.
كتب العلم متوفرة وموجودة يا شيخ عبيدة , ولكنَّ هواتف العلماء مفقودة ومعرفة أماكن صلاتهم في الحرمين أو مساجد مدنهم مجهولةٌ لغير أهل البلد.
فلماذا يجعلُ بعضنا الشيخَ يتيماً هو الوصيُّ عليه.؟
¥