تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وكان إذا حصل له جزء يجيء إلي ويقول: تجيء ونقرأه على الشيخ الفلاني حتى يقع سماعك واسمك على هذاالجزء، فكنت أجيبه في بعض الأوقات، وفي بعضها أقول له: إذا لم تكن النسخة لي لا أقرأه.

ـ•ــ•ــ•ــ•ــ•ــ•ــ•ــ

الفائدة الثَّامنة والثَّمانون (2/ 1271)

حال من رضي من دنياه بالمآكل والمشارب

ترجمة أبي الحسن علي بن نصر بن محمد بن عبد الصمد الفندروجي الأسفراييني الكاتب

وفندروجة قرية بنواحي نيسابور، سكن أسفرايين، وكان يرجع إلى فضل، ومعرفة تامة باللغة والأدب، وخط، وبلاغة، وله شعر مليح، ... ويكتب الكتب باللسانين، لقيته باسفرايين وكتبت عنه في المذاكرة شيئا كثيرا، من الطرف والملح، له ولغيره.

أنشدنا أبو الحسن الفندروجي لنفسه:

ألم تستحي أن أفنيت عمرا ... جليل القدر في طلب الرَّغيف

وتغدو طالبا شبعا وريا ......... لبطنك، رائحا نحو الكنيف

ـ•ــ•ــ•ــ•ــ•ــ•ــ•ــ

الفائدة التَّاسعة والثَّمانون (3/ 1289)

حمل ابنه على عاتقه من هراة إلى فوشنج ليُسْمِعه الحديث

ترجمة أبي عبد الله عيسى بن شعيب بن إبراهيم بن إسحاق السجزي الصوفي من أهل سجستان سكن هراة

شيخ صالح معمر كبير السن له جد في الأمور الدينية، حريص على سماع الحديث وطلبه، حمل ابنه أبا الوقت عبد الأول على عاتقه من هراة إلى فوشنج، ليسمع من الإمام أبي الحسن الداودي، وسَمَّعَهُ عنه:

1 - " الصحيح " [أي صحيح البخاري]

2 - و " المسند " للدارمي

3 - و " المنتخب " لعبد بن حميد

وكان عبد الله الأنصاري يكرمه ويراعيه

كتب إلى الإجازة بجميع مسموعاته من هراة في سنة سبع وخمسمئة ومن جملتها كتاب " مناقب الشافعي " لمحمد الحسين بن الحسين الأبري ... .

ـ•ــ•ــ•ــ•ــ•ــ•ــ•ــ

الفائدة التِّسعون (3/ 1293)

يخشى حضور الموت قبل أن يُروي عنه فينقطع ذكره

ترجمة أبي المعالي عشاير بن محمد بن ميمون بن مراد المعري التميمي من أهل معرة النعمان سكن حمص

شيخ صالح، حسن السيرة معمر ... لقيته بحمص ورأيت سماعه في جزء شيخنا أبي البيان محمد بن عبد الرزاق التنوخي قاضي حمص، فسألته عن منزله، ودخلت عليه، فرأيت شيخا بهي المنظر.

وسألني: من أين أنت، ولأي شيء جئت؟

فذكرت له: جئت لأسمع الحديث.

فبكى، وقال: كنت أفكر أني سمعت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ببلدة معرة النعمان، ولقيت أهل العلم وأذكر أبا العلاء المعري، وخرجت مع والدي في جنازته بمعرة النعمان، وكَبِرْتُ ولم يسمع مني أحد، وربما أموت عن قريب وينقطع ذكري، فبلغت أمنيتي، وقيض الله تعالى حضورك عندي، وقراءتك علي، لتسمع مني، ويبقي ذكري مخلدا.

فقرأت عليه " جزءا "، وأنشدني أ قطاعا من الشعر لأبي العلاء المعري وغيره من حفظه والله يرحمه.

ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[28 - 01 - 10, 08:13 ص]ـ

الفائدة الرَّابعة والثَّمانون (2/ 1234)

يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على طاعتك

ترجمة أبي الحسن علي بن الحسين بن محمد بن سعيد الزاهد الجبيري النوقاني الطوسي من ولد سعيد بن جبير من أهل نوقان

شيخ صالح من أهل العلم، ورع نظيف الظاهر والباطن، حسن الهيئة، منوَّر الوجه، كثير العبادة من التهجد وتلاوة القرآن، على هذا زجى عمره.

ثم سمعت السَّديد النوقاني بمرو مذاكرة يقول لمَّا سألته عن علي بن الحسن الجبيري فقال:

اتَّفق أنَّه عَلِقَ فتاة ممن تغنِّي وتضرب بالمزهر، وصار يسمع غناءها، ويسأل النَّاس أن يضيِّفوه بسماعها والاجتماع والقعود معها، بقي على ذلك مدَّة، ثم تاب وأعرض عنها، ورجع إلى ما كان عليه من الزُّهد والورع والنَّظافة، وكان يبكي على الواقعة الَّتِيْ وقعت له، ومات على ذلك

... سمعت منه جزءا ضخما في " فضائل القرآن " من جمع أبي إسحاق الثعالبي بروايته عن الفرخزاذي عنه.

هذه درَّةٌ من الدُّرَرِ.

ولو أذنتَ لي أخانا المفيد أبا عبد الرَّحمن؛ فإني لا أجد لقصَّة هذا الزاهدِ مثلاً إلاَّ ما أخرجه البيهقيُّ في الشعب:

(باب معالجة كل ذنبٍ بتوبة)

6723 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، سَمِعْتُ أَبَا النَّادِي الْحُسَيْنَ بْنَ أَحْمَدَ الصُّوفِيَّ، سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ شَيْبَانَ يَقُولُ: " كَانَ عِنْدَنَا شَابٌّ عَبَ‍دَ اللهَ عِشْرِينَ سَنَةً، فَأَتَاهُ الشَّيْطَانُ فَقَالَ لَهُ: يَا هَذَا، أَعَجِلْتَ فِي التَّوْبَةِ وَالْعِبَادَةِ، وَتَرَكْتَ لَذَّاتِ الدُّنْيَا؟، فَلَوْ رَجَعْتَ فَإِنَّ التَّوْبَةَ بَيْنَ يَدَيْكَ، قَالَ: فَرَجَعَ إِلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ مِنْ لَذَّاتِ الدُّنْيَا، قَالَ: فَكَانَ يَوْمًا فِي مَنْزِلِهِ قَاعِدًا فِي خَلْوَةٍ فَذَكَرَ أَيَّامَهُ مَعَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فَحَزِنَ عَلَيْهَا، فَقَالَ: تَرَى إِنْ رَجَعْتُ يَقْبَلُنِي؟، قَالَ: فَنُودِيَ أَنْ يَا هَذَا، عَبَدْتَنَا فَشَكَرْنَاكَ، وَعَصَيْتَنَا فَأَمْهَلْنَاكَ، وَلَئِنْ رَجَعْتَ إِلَيْنَا قَبِلْنَاكَ ".

...

وقال ابن القيِّم في "الداء والدواء" - في معرض كلامه عن إمكان رجوع التائب إلى حالته التي كان عليها قبل الذنب - ص 113: ( .... فَهَذَا قَدْ تَكُونُ الْخَطِيئَةُ فِي حَقِّهِ رَحْمَةً، فَإِنَّهَا نَفَتْ عَنْهُ دَاءَ الْعُجْبِ، وَخَلَّصَتْهُ مِنْ ثِقَتِهِ بِنَفْسِهِ وَإِدْلَالِهِ بِأَعْمَالِهِ، وَوَضَعَتْ خَدَّ ضَرَاعَتِهِ وَذُلَّهُ وَانْكِسَارَهُ عَلَى عَتَبَةِ بَابِ سَيِّدِهِ وَمَوْلَاهُ، وَعَرَّفَتْهُ قَدْرَهُ، وَأَشْهَدَتْهُ فَقْرَهُ وَضَرُورَتَهُ إِلَى حِفْظِ مَوْلَاهُ لَهُ، وَإِلَى عَفْوِهِ عَنْهُ وَمَغْفِرَتِهِ لَهُ، وَأَخْرَجَتْ مِنْ قَلْبِهِ صَوْلَةَ الطَّاعَةِ، وَكَسَرَتْ أَنْفَهُ مِنْ أَنْ يَشْمَخَ بِهَا أَوْ يَتَكَبَّرَ بِهَا، أَوْ يَرَى نَفْسَهُ بِهَا خَيْرًا مِنْ غَيْرِهِ، وَأَوْقَفَتْهُ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّهِ مَوْقِفَ الْخَطَّائِينَ الْمُذْنِبِينَ، نَاكِسَ الرَّأْسِ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّهِ، مُسْتَحِيًا خَائِفًا مِنْهُ وَجِلًا، مُحْتَقِرًا لِطَاعَتِهِ مُسْتَعْظِمًا لِمَعْصِيَتِهِ، عَرَفَ نَفْسَهُ بِالنَّقْصِ وَالذَّمِّ).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير