ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[28 - 01 - 10, 12:21 م]ـ
هذه درَّةٌ من الدُّرَرِ.
ولو أذنتَ لي أخانا المفيد أبا عبد الرَّحمن؛ فإني لا أجد لقصَّة هذا الزاهدِ مثلاً إلاَّ ما أخرجه البيهقيُّ في الشعب:
(باب معالجة كل ذنبٍ بتوبة)
6723 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، سَمِعْتُ أَبَا النَّادِي الْحُسَيْنَ بْنَ أَحْمَدَ الصُّوفِيَّ، سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ شَيْبَانَ يَقُولُ: " كَانَ عِنْدَنَا شَابٌّ عَبَدَ اللهَ عِشْرِينَ سَنَةً، فَأَتَاهُ الشَّيْطَانُ فَقَالَ لَهُ: يَا هَذَا، أَعَجِلْتَ فِي التَّوْبَةِ وَالْعِبَادَةِ، وَتَرَكْتَ لَذَّاتِ الدُّنْيَا؟، فَلَوْ رَجَعْتَ فَإِنَّ التَّوْبَةَ بَيْنَ يَدَيْكَ، قَالَ: فَرَجَعَ إِلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ مِنْ لَذَّاتِ الدُّنْيَا، قَالَ: فَكَانَ يَوْمًا فِي مَنْزِلِهِ قَاعِدًا فِي خَلْوَةٍ فَذَكَرَ أَيَّامَهُ مَعَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فَحَزِنَ عَلَيْهَا، فَقَالَ: تَرَى إِنْ رَجَعْتُ يَقْبَلُنِي؟، قَالَ: فَنُودِيَ أَنْ يَا هَذَا، عَبَدْتَنَا فَشَكَرْنَاكَ، وَعَصَيْتَنَا فَأَمْهَلْنَاكَ، وَلَئِنْ رَجَعْتَ إِلَيْنَا قَبِلْنَاكَ ".
...
وقال ابن القيِّم في "الداء والدواء" - في معرض كلامه عن إمكان رجوع التائب إلى حالته التي كان عليها قبل الذنب - ص 113: ( .... فَهَذَا قَدْ تَكُونُ الْخَطِيئَةُ فِي حَقِّهِ رَحْمَةً، فَإِنَّهَا نَفَتْ عَنْهُ دَاءَ الْعُجْبِ، وَخَلَّصَتْهُ مِنْ ثِقَتِهِ بِنَفْسِهِ وَإِدْلَالِهِ بِأَعْمَالِهِ، وَوَضَعَتْ خَدَّ ضَرَاعَتِهِ وَذُلَّهُ وَانْكِسَارَهُ عَلَى عَتَبَةِ بَابِ سَيِّدِهِ وَمَوْلَاهُ، وَعَرَّفَتْهُ قَدْرَهُ، وَأَشْهَدَتْهُ فَقْرَهُ وَضَرُورَتَهُ إِلَى حِفْظِ مَوْلَاهُ لَهُ، وَإِلَى عَفْوِهِ عَنْهُ وَمَغْفِرَتِهِ لَهُ، وَأَخْرَجَتْ مِنْ قَلْبِهِ صَوْلَةَ الطَّاعَةِ، وَكَسَرَتْ أَنْفَهُ مِنْ أَنْ يَشْمَخَ بِهَا أَوْ يَتَكَبَّرَ بِهَا، أَوْ يَرَى نَفْسَهُ بِهَا خَيْرًا مِنْ غَيْرِهِ، وَأَوْقَفَتْهُ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّهِ مَوْقِفَ الْخَطَّائِينَ الْمُذْنِبِينَ، نَاكِسَ الرَّأْسِ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّهِ، مُسْتَحِيًا خَائِفًا مِنْهُ وَجِلًا، مُحْتَقِرًا لِطَاعَتِهِ مُسْتَعْظِمًا لِمَعْصِيَتِهِ، عَرَفَ نَفْسَهُ بِالنَّقْصِ وَالذَّمِّ).
بارك الله فيك أبا ريَّان وجزاك خيرا على هذه الإضافة المباركة
وأنا أحرص على تجريد الفوائد وعدم التعليق عليها كي لا أطيل على القارئ، فالانتقاء بمثابة عرض العقل على القراء، ولعل الله يشرح الصدر بالتعليق علي ما انتقيت هنا في ملف الوورد قبل نشره
ولو لم أظفر من هذا الموضوع إلا بتعليقات المشايخ والإخوة الأفاضل ودعائهم لكفى
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[28 - 01 - 10, 12:22 م]ـ
الفائدة الواحدة والتسعون (3/ 1296)
لم يكتب خطَّه في الإجازة لأن أشعريا كتب اسمه فيها
ترجمة أبي الوفاء غانم بن أحمد بن الحسن بن محمد بن علي بن جعفر الجلودي الأصبهاني من أهل أصبهان
شيخ من بيت الحديث، سَمَّعَهُ والده أبو الفضل من أبي عثمان سعيد ابن أبي سعيد العيار الصوفي وأبي نصر محمد بن علي بن عبيد الله الكاغذي وغيرهما، سمعت منه أحاديث يسيرة، ولما حصلت خطه في الإجازة سألت محمد ابن أبي نصر اللفتواني أن يكتب خطه في الإجازة، فكره الكتابة عند خطه، وأساء القول فيه، وظني أنه قال ذلك لأنه كان يميل إلى اعتقاد أبي الحسن الأشعري، والله أعلم
وكان صحيح السَّماع
ـ•ــ•ــ•ــ•ــ•ــ•ــ•ــ
الفائدة الثَّانية والتِّسعون (3/ 1367)
يعرف أسماء الكتب والأجزاء من كثرة ما سمع!
ويصحح تصحيفات من يخطيء في القراءة!
ترجمة أبي بكر محمد بن أحمد بن علي المفيد المعروف بزفرة من أهل أصبهان
شيخ حريص على طلب الحديث، لازم مجالسه، ما فاته شيخ من شيوخ أصبهان إلا وسمع منه، ولم يكن يعرف شيئا ويفهمه أصلا، وكان يعرف أسماء الكتب والأجزاء من كثرة ما سمع، حتى أن صاحبنا الشهاب محمد ابن أبي الوفاء المديني كان يقرأ جزءا من حديث أبي عبد الله بن مندة في جامع أصبهان على بعض الشيوخ، فقال " حمزة بن محمد الكتاني "
فقال زفرة: " الكناني " ورفع صوته
¥