تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(8) من فضل العلم أن النبي صلى الله عليه وسلم حث على التنافس فيه، فعن عبد الله بن مسعود قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالا فسلط على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها)) [متفق عليه].

(9) الفقه في الدين دليل على إرادة الله الخير بالعبد، فقد أخرج البخاري ومسلم عن معاوية رضي الله عنه أن النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: {مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ}.

(10) العلماء شهود على وحدانية الله،قال الله تعالى: ((شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائمًا بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم)) [آل عمران: 18]

(11) العلم مقدم على القول والعمل، قال تعالى {فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك} فأمر بالعمل بعد العلم وقال: {اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو - إلى قوله - سابقوا إلى مغفرة من ربكم} [الحديد: 20 - 21] وقال: {واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة} [الأنفال: 28].ثم قال بعد: {فاحذروهم} [التغابن: 14].

وقال تعالى: {واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه} [الأنفال: 41].

ثم أمر بالعمل بعد. انتهى، تفسير القرطبي (16/ 242).

وقد بوَّب الإمام البخاري بابًا فقال: باب العلم قبل القول والعمل،لقوله تعالى: {فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك} [محمد:19].

(12) نضارة وجوه أهل العلم، قال صلى الله عليه وسلم: ((نضر الله امرأً سمع مقالتي فبلغها، فرب حامل فقه غير فقيه، رب حامل فقه إلى من هو أفقه)) [أخرجه ابن ماجه (230) والترمذي وأحمد وصححه الألباني].

(13) طلب العلم جهاد في سبيل الله،فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من جاء مسجدي هذا لم يأته إلا لخير يتعلمه أو يعلمه فهو في منزلة المجاهد في سبيل الله، ومن جاءه لغير ذلك فهو بمنزلة الرجل ينظر إلى متاع غيره)) [أخرجه ابن ماجه (227) وأحمد (9419) بسند صحيح].و قال تعالى: {يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم} ومعلوم أنَّ جهاد المنافقين بالحجة والقرآن.

(14) ثواب العالم لا ينقطع بموته، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له)) [أخرجه مسلم].

(15) العلم بصيرة للقلب واللسان، قال تعالى: {فإنَّها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور} [الحج:46]؛ ولذلك جعل الله الناس على قسمين: إمَّا عالم أو أعمى فقال الله تعالى: {أفمن يعلم أنَّما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى} [الرعد:19].

(16) قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين:إن أهل العلم هم أحد صنفي الأمر الذين أمر الله بطاعتهم في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} [النساء:59]

فإن ولاة الأمور هنا تشمل ولاة الأمور من الأمراء والحكام،والعلماء وطلبة العلم، فولاية أهل العلم في بيان شريعة الله ودعوة الناس إليها، وولاية الأمراء في تنفيذ شريعة الله وإلزام الناس بها. كتاب العلم ص11.

(17) أهل العلم هم القائمون على أمر الله، فقد أخرج البخاري ومسلم عن معاوية رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ وَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ وَاللَّهُ يُعْطِي وَلَنْ تَزَالَ هَذِهِ الْأُمَّةُ قَائِمَةً عَلَى أَمْرِ اللَّهِ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ).

كيف يطلب العلم؟

وذلك بملازمة أهل العلم، والرحلة إليهم، والسماع منهم، والتدوين عنهم، والحفظ والمذكرة وطول النظر، والحذر كل الحذر من طلب العلوم بلا شيخ،قيل: (من دخل في العلم وحده خرج وحده)

أي: من دخل في طلب العلم بلا شيخ خرج منه بلا علم، إذ العلم صنعة، وكل صنعة تحتاج إلى صانع، فلا بد إذاً لتعلمها من معلمها الحاذق.

وقال الصفدي: (ولهذا قال العلماء: لا تأخذ العلم من صحفي، ولا من مصحفي).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير