تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تصحيح الكتب القديمة]

ـ[أبو مصعب بن محمود الأثري]ــــــــ[03 - 12 - 05, 08:52 م]ـ

من الأمور التي يحتاجها المصحح للكتب القديمة وجهود أهل العلم في دفع الخطأ والتصحيف

إن أشد نقص في الكتاب العربي المطبوع كثرة الخطأ والغلط والتصحيف والتحريف ولذلك أسباب، منها خلو اكثر المخطوطات عن الشكل وخلو كثير منها عن النقط وتقارب صور بعض الحروف، ولا سيما في الخطوط التب لم يعتن بتحقيقها.

هذه الأسباب مع جهل النساخ تفسد أكثر المخطوطات، وإذا لم يعتن بالتصحيح قبل الطبع وعنده جاءء لمطبوع أكثر وأفحش غلطًا من النسخ المخطوطة.

والعناية الناجحة بالتصحيح لا يكفي فيها عالمية المصحح بل لابد من أمور آخر أهمها توفر المراجع.

وأكثر الألفاظ تعرضًا للغلط أسماء المتقدمين والقابهم وكناهم ونسبهم لانه كما قال بعض القدماء: ((شيء لا يدخله القياس ولا يقبله شيء ولا بعده شيء يدل عليه)) ليست التبعة على الخط العربي فقد أعد فيه من النقط والشكل علامات توضح أن الحرف مهمل أي غير منقوط ما هو كفيل مع تحقيق الخط بداء كل لبس، وقد كان السلف يعنون بذلك حق العناية حتى أن بعضهم سمع خبرًا فيه ذكر أبي الحوراء - بالحاء والراء - فكتبه وخاف أن يلتبس فيما بعد بأبي الجوزاء - بالجيم والزاي - فلم يكتف بعدم النقط ولا بوضع العلامات حتى كتب تحت الكلمة (حور عين).

ثم لما شاع التساهل في الضبط وكثر في الشيوخ من يقل تحقيقه واضطر أهل العلم إلى الأخذ من الكتب بدون سماع فزع المحققون إلى ما يدافعون به الخطأ والتصحيف.

فمن ذلك: تأليفهم كتب التراجم مرتبة على الحروف ثم على أبواب لكل اسم كما براه في [تاريخ البخاري] و [كتاب ابن أبي حاتم] فمن بعدهما، ولا ريب أن هذا يدفع كثيرًا من التصحيف والتحريف، ومن ذلك الضبط بالألفاظ كأن يقال ((بحاء غير منقوطة)) ويقع للقدماء قليل من هذا، ويكثر في مؤلفات بعض المتأخرين كابن خلكان في [وفياته] والمنذري في [تكملته] وابن الأثير في [كامله] كما نبه عليه الدكتور مصطفي جواد في [مقدمته] لـ[تكملة إكمال الإكمال] لابن الصابوني.

ومن ذلك - وهو أجلها وأنفعها- تأليف كتب في هذا الموضوع وهو ضبط ما يخشى الخطأ فيه.

وإذ كان أكثر الخطأ وقوعًا وأشده خطرًا الخطأ في الاسماء التي توجد أسماء أخرى تستبه بها وجهوا معظم عنايتهم إلى هذا فوضعوا به فنًّا خاصًا وهو ((المؤتلف والمختلف)) أي المؤتلف خطًّا، المختلف لفظًا، وهو كل ما لا يفرق بينه إلا الشكل أو النقط مثل: (عُبَاد) بعين مهملة مضمومة فموحدة مفتوحة فألف فدال مهملة، مع (عباد) مثله لكن بكسر أوله، و (عباد) بتلك الحروف لكن بفتح فتشديد، و (عياذ) بعين مهملة مكسورة فتحتية مخففة فألف فذال معجمة. وكثيرًا ما يذكرون الاسمين اللذين يفرق بينهما الخط المجود فقط مثل (بشر وشبر) وربما ذكروا ما هو أقل التباسًا من هذا كما يأتي في باب (أحمد وأجمد وأحمر) فصورة الراء مخالفة لصورة الدال مخالفة بينة ولكن لما كانت صورتهما قد تتقاربال في بعض الخوط وكان اسم (أحمر) قليلاً من سمي به لم يؤمن فيمن يرى في كتاب ((أحمر بن فلان)) مقاربة فيه صورة الراء لصورة الدال أن يتبادر إلى ذهنه أنه أحمد. فأما ما يزيد أحد الاسمين فيه على الآخر بحرف كـ (حسن وحسين، وسعد وسعيد، وعبد الله وعبيد الله)، وأشباه ذلك فقلما يتعرضون له لانه يكثر جدًّا.

منقول من مقدمة تحقيق (الإكمال) لابن ماكولا.- من كلام العلامة المعلمي

وانظر بلوغ الأماني من كلام المعلمي اليماني

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير