تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[شروح نزهة النظر وحواشيها]

ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[14 - 11 - 05, 07:35 م]ـ

شروح النزهة وحواشيها

بسم الله والحمد لله

(نزهة النظر) للحافظ ابن حجر من أحسن ما ألف المتأخرون في المصطلح، وقد تقدم شيء من الكلام المتعلق بها في التمهيد المتعلق بـ (النخبة)؛ ولكن كونها من أحسن تصانيف المتأخرين في بابها لا يلزم منه أن تسلم من النقد وتعرى عن الغمز؛ ومن أحسن ما رأيته من نقد هذا الكتاب ما كتبه الدكتور حاتم العوني في كتابه النفيس (المنهج المقترح لفهم المصطلح) (ص226 - 241) فقد انتقدها من جهة تأثرها في جملة من مباحثها بطريقة المتكلمين ومحاولة شرح المصطلحات وتقسيمها وتخصيصها بما يوافق تلك الطريقة ولو كان ذلك موهماً أحياناً لمعان لا تصح أو كان مخالفاً قليلاً أو كثيراً لطريقة واصطلاحات العلماء الأوائل الذين عنهم أخذ الناس هذا العلم بقواعده واصطلاحاته.

ثم قال بعد انتهائه من هذا النقد: (إن أشهر الكتب في علوم الحديث بعد الحافظ ابن حجر هي (فتح المغيث شرح ألفية الحديث) للسخاوي (ت902هـ)، و (تدريب الراوي شرح تقريب النواوي) للسيوطي (ت911هـ)، و (توضيح الأفكار لمعاني تنقيح الأنظار) للأمير الصنعاني (ت1182هـ).

وقد اتخذت هذه الكتب وغيرها مما وضع في عصرها أو بعده، من (نزهة النظر) للحافظ ابن حجر أصلاً أصيلاً ومصدراً أساسياً في فهم مصطلح الحديث وتقرير قواعده، فتناقلت الكتب ما جاء في (النزهة)، ونصرته، غالباً.

ولقد كان السخاوي مثالاً للتلميذ المتعصب لشيخه000 وحق له والله ذاك (1)!! لكن الحافظ عندي إمام، وابن الصلاح إمام، والخطيب إمام، والحاكم إمام، وغيرهم من نقاد الحديث أئمة أيضاً؛ فلا معنى للتعصب عندي لأحدهم دون الآخر!! 000

أما السيوطي فأخف من غيره تعصباً للحافظ خاصة في (تدريب الراوي)؛ ولعل سبب ذلك أنه يشرح كتاباً للنووي في اختصار كتاب ابن الصلاح، ثم هو لم يتتلمذ على الحافظ ابن حجر.

وأما الأمير الصنعاني، فأبعدهم عن التعصب، لكنه لا يجري مجرى غيره في ممارسة علم الحديث تطبيقاً وعملاً، ثم يؤخذ عليه كثرة تعويله على كتب أصول الفقه، وترجيح آراء أصحابها على آراء أصحاب الفن من المحدثين!

غير أنه مما يميز هذه الكتب وأشباهها أنها كتب موسعة مليئة بالنقول والأمثلة، إضافة إلى تحريرات وفوائد وفرائد لا يستغني عنها إلا من استغنى عن هذا العلم). انتهى.

وقد حظي كتاب ابن حجر هذا باهتمام كثير من المشتغلين بهذا الفن في عصره وبعد عصره، فبلغت شروحه وحواشيه ومختصراته وغيرها من التصانيف المتفرعة عنه مبلغاً بعيداً، وإليك ما علمته من تلك الفروع مما هو داخل في صنف شروح النزهة وحواشيها.

1ـ القول المبتكر على شرح نخبة الفكر، حاشية لابن قطلوبغا (ت879) على (النزهة)، مطبوعة. وتقدم ذكر حاشيته على النخبة في موضعها.

2ـ حاشية العلامة الحافظ المحقق برهان الدين ابراهيم بن عمر البقاعي (ت855)، ويأتي ذكر بعض ما يتعلق بها في الكلام على حاشية ابراهيم اللقاني.

3ـ حاشية محمد بن محمد (2) بن أبي بكر المقدسي المعروف بالكمال بن ابي شريف (ت906)، وهو أخو ابراهيم ناظم النخبة الذي تقدم ذكره.

ووجد لحاشيته هذه نسخ خطية عديدة.

4ـ نكت الحافظ السيوطي (ت911) على (النزهة).

ذكره البغدادي في (هدية العارفين) (1/ 543).

5ـ قفو الأثر في صفو علوم الأثر، لرضي الدين محمد بن ابراهيم بن يوسف الحلبي الحنفي المعروف بابن الحنبلي (ت971). انظر ترجمته في مقدمة تحقيق كتابه (در الحبب في تاريخ أعيان حلب) وفي (شذرات الذهب) (8/ 365 - 366).

ذكر مؤلفه في أوله كتب الاصطلاح كما ذكرها ابن حجر في أول النزهة ثم زاد عليه فقال:

(إلى أن جاء الحافظ الإمام شيخ الإسلام ناصر سنة سيد الأنام المترجم بفيلسوف علل الأخبار وطبيبها، المنعوت لما انه المقدم بإمام طائفة أهل الحديث وخطيبها، السابق في معرفة صحيح وسقيم الخبر قاضي القضاة [!] شهاب الدين أحمد بن حجر العسقلاني الأصل المصري الشافعي فلخص المهم من هذا الإصطلاح مما جمعه في كتابه الحافظ ابن الصلاح مع فرائد ضمت إليه وفوائد زيدت عليه في أوراق قليلة هي في نفسها جليلة سماها (نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر) فصارت جديرة إذ صغرت حجماً وتراءت نجماً لكل أثري بقول من قال:

والنجم تستصغر الأبصار صورته والذنب للطرف لا للنجم في الصغر

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير