تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[شروح نخبة الفكر]

ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[12 - 11 - 05, 10:03 م]ـ

[شروح نخبة الفكر]

بسم الله الرحمن الرحيم

تمهيد

كان الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله – ولم يزل – من أشهر المتأخرين من علماء الحديث وحفاظه، وقد خدم هذا العلم الجليل خدمة جليلة، وهو من أحسن المتأخرين في الكلام في علم المصطلح، لأنه تكلم فيه عن حسن معرفة وسعة اطلاع وقوة خبرة وطول باع وكثرة ممارسة ووفرة مدارسة لهذا الفن واشتغال به واجتهاد فيه، فلقد قارب أن يكون من أهل الاستقراء التام في معرفة الحديث ورجاله وما قيل في علله؛ يضاف إلى هذا ما وهبه الله تعالى له من قوة الحفظ وما يسره عليه من عجيب الاطلاع على المكتبة الإسلامية، وعظيم الانتفاع بعلوم من تقدمه. ولكن ابن حجر مع كل هذا لم يرزق في التصنيف في علم المصطلح توفيقاً كبيراً مناسباً لسعة علمه بالحديث وجودة مؤلفاته فيه وفي رجاله؛ ولعله أن يكون من الصواب أو مما يقاربه أن يقال: إنه ليس لابن حجر في هذا الفن إلا كتابان اثنان:

أولهما: النزهة، وهو مختصر لم يستطع ابن حجر أن يبين فيه لطلبة العلم كل ما يحتاجون إلى معرفته من مسائل هذا الفن التي حققها أو علمها عالم حافظ كبير محقق مثله.

وثانيهما: النكت على ابن الصلاح، وهو ناقص لم يتمه.

نعم، لابن حجر كثير من التنبيهات والتحقيقات النافعة الداخلة في أبواب المصطلح، مبثوثة في كثير من كتبه، ولا سيما فتح الباري ومقدمته، وتهذيب التهذيب، ولسان الميزان.

ألف ابن حجر كتابه هذا (نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر) على ترتيب لم يسبق إليه، وحوى من العلم والاتقان ما لا يقاربه فيه غيره من مختصرات هذا الفن. ولكن يعاب عليه شدة اختصاره، فإنها سبب في قلة الانتفاع به، فأما صاحب العلم فيقل انتفاعه بما كان كذلك لقلة مادته، وأما المبتدئ في هذه العلوم فيصعب عليه غالباً فهم مقاصد هذه الكتب الشديد اختصارها.

وشدة الاختصار داء دب عند المتأخرين، ضاع بسببه كثير من جهودهم سدى وذهب خسراً، وصار لأجله مرتقى العلم صعباً ومسلكه وعراً، ثم إنهم ليضطرون بعد ذلك إلى شرح تلك المختصرات، وإيضاح تلك المقاصد المعماة، فيكثر في الشرح الدوران الفارغ حول الألفاظ والعبارات، والاستغراق المتكلف في مناقشة الحدود والتعريفات.

ولو كان ابن حجر ألف كتابه (النزهة) على طريقة ابن الصلاح لعظم نفع الكتاب وكثر علمه وازداد قبوله؛ ولكن لكل عصر آفاته وأدواؤه؛ وقل من يسلم منها.

وقد مدح النخبة كثير من العلماء، ولكن مال إلى نقدها جماعة من الحنفية، قال ابن همات الحنفي (ت1175): (وكان كثير من الفضلاء قد انتقد جل عباراتها).

وفروع (نخبة الفكر) من الكتب والحواشي ونحوها كثيرة جداً؛ ولكثرتها رأيت أن أذكر ما علمته منها مرتباً في أربعة أصناف:

الصنف الأول: شروح النخبة.

الصنف الثاني: منظومات النخبة.

الصنف الثالث: مختصرات النخبة.

الصنف الرابع: شروح وحواشي النزهة.

وفيما يلي ما رأيته أو سمعت به من شروح النخبة:

1ـ شرح كمال الدين محمد بن محمد بن حسن الشُمُنّي ت821. قال ابن حجر في المجمع المؤسس 3/ 302: «أرانيه بخطه». مخطوط ولعله طبع.

2ـ شرح محمد بن موسى المراكشي سبط اليافعي (ت823). ولم يكمل؛ ذكره السخاوي في الضوء اللامع (10/ 57) وصاحب العقد الثمين (2/ 367) وصاحب ذيل كشف الظنون (4/ 631) وصاحب معجم المؤلفين (12/ 65).

3ـ شرح المؤلف، واسمه (نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر)، ويأتي تفصيل ما يتعلق به في القسم السادس، فهو مختص به.

4ـ شرح أحمد بن ابراهيم بن نصر الله الحنبلي (ت876)، واسمه (ايضاح النخبة). ذكره السيوطي في نظم العقيان (ص32).

وذكر في الفهرس الشامل (2/ 1026/حديث) شرح نخبة الفكر لابن الحنبلي، وأن له نسخة مخطوطة في (لاله لي)، ويظهر أنه شرح أحمد المذكور هنا، ولكن تحرف اسمه الى محمد.

5ـ حاشية قاسم بن قطلوبغا بن عبد الله المصري المشهور بقاسم الحنفي (802 - 879هـ). ذكرها السخاوي 6/ 186.

6ـ شرح عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز الأبهري المتوفى ـ على ما ذكره صاحب كشف الظنون (2/ 1700) ـ في سنة (895) أو قريباً منها (1)؛ مخطوط، ولعله طبع.

تنبيه: ذكرت هذا هنا، وذكرته على الإحتمال في المختصرات أيضاً، فانظره.

7ـ شرح يوسف بن حسن بن أحمد بن عبد الهادي الصالحي الحنبلي (ت909). ذكره صاحب فهرس الفهارس (2/ 1141).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير