تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[شروح مقدمة ابن الصلاح وحواشيها]

ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[11 - 11 - 05, 03:51 ص]ـ

[شروح مقدمة ابن الصلاح وحواشيها]

بسم الله والحمد لله، وصلى الله على نبينا محمد.

هذا بحث ذكرت فيه ما وقفت عليه أو اتصل بي خبره من شروح وحواشي على كتاب ابن الصلاح.

تمهيد:

ابن الصلاح هو الإمام الحافظ المحدث المؤرخ الفقيه الشافعي الشهير أبو عمرو عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان الشهرزوري نزيل دمشق، توفي سنة (643هـ). له ترجمة في كتب كثيرة متداولة، فلأقتصر هنا على بعض ما أورده في حقه الحافظ الذهبي في ترجمته من (تذكرة الحفاظ) (4/ 1430 - 1431)، قال:

«قال أبو حفص ابن الحاجب في معجمه: إمام ورع وافر العقل حسن السمت، متبحر في الأصول والفروع، بارع في الطلب حتى صار يضرب به المثل، واجتهد في نفسه في الطاعة والعبادة.

قلت [القائل هو الذهبي]:وكان سلفياً حسن الإعتقاد، كافاً عن تأويل المتكلمين، مؤمناً بما ثبت من النصوص، غير خائض ولا معمق، وكان وافر الجلالة حسن البزة، كثير الهيبة موقراً عند السلطان والأمراء». انتهى.

ألف ابن الصلاح كتاباً في علم المصطلح اشتهر جداً وكان سبباً في انتشار هذا العلم بعد انحساره، وفي قوته بعد ضعفه وفي إقبال الطلاب عليه بعد إهماله؛ وهو الذي يسمى (علوم الحديث) أو (معرفة علوم الحديث) واشتهر باسم (مقدمة ابن الصلاح)؛ وقد قال الشيخ الدكتور حاتم العوني في (المنهج المقترح لفهم المصطلح) في الفصل الرابع منه وهو العصر الذهبي للسنة:

(فقال ابن الصلاح في معرفة أنواع علم الحديث----).

ثم علق على هذه العبارة في الهامش ما نصه: (هذا هو الاسم الصحيح لكتاب ابن الصلاح، كما في ديباجة كتابه (ص6)، وكما في المخطوطات الموثقة له: انظر مقدمة تحقيق نور الدين عتر لكتاب (41 – 43)، ومقدمة تحقيق عائشة بنت عبد الرحمن له أيضاً (122 ـ 134)، وبنحو ذلك سماه ابن الصلاح أيضاً في كتابه (صيانة صحيح مسلم) (75).

وعلى هذا فتسميته بـ (علوم الحديث)، أو بـ (مقدمة ابن الصلاح) ليست تسمية صحيحة!) انتهى.

؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

قال ابن الصلاح في خطبة كتابه هذا: (هذا وإن علم الحديث من أفضل العلوم الفاضلة، وأنفع الفنون النافعة، يحبه ذكور الرجال وفحولتهم، ويُعنى به محققو العلماء وكَمَلَتُهم، ولا يكرهه من الناس إلا رذالتهم وسفلتهم؛ وهو من أكثر العلوم تولجاً في فنونها، لا سيما الفقه الذي هو إنسان عيونها؛ ولذلك كثر غلط العاطلين منه من مصنفي الفقهاء، وظهر الخلل في كلام المخلين به من العلماء.

وقد كان شأن الحديث فيما مضى عظيماً، عظيمة جموع طلبته، رفيعة مقادير حفاظه وحملته؛ وكانت علومه بحياتهم حيةً، وأفنان فنونه ببقائهم غضةً، ومغانيه بأهله آهلةً؛ فلم يزالوا في انقراض، ولم يزل في اندراس، حتى آضت به الحال إلى أن صار أهله إنما هم شرذمة قليلة العَدد ضعيفة العُدد، لا تُعنى على الأغلب في تحمله بأكثر من سماعه غفلاً، ولا تعنى في تقييده بأكثر من كتابته عطلاً، مطَّرِحين علومه التي بها جَلَّ قدره، مباعدين معارفه التي بها فخم أمره. فحين كاد الباحث عن مشكله لا يلفي له كاشفاً، والسائل عن علمه لا يلقى به عارفاً، منَّ الله الكريم تبارك وتعالى عليَّ – وله الحمد – أن أجمع بكتابٍ معرفة أنواع علم الحديث، هذا الذي باح بأسراره الخفية، وكشف عن مشكلاته الأبية، وأحكم معاقده، وأقعد قواعده، وأنار معالمه، وبين أحكامه، وفصل أقسامه، وأوضح أصوله، وشرح قواعده وفصوله، وجمع شتات علومه وفوائده، وقنص شوارد نكته وفرائده ---).

لخص ابن الصلاح في هذا الكتاب كتب الخطيب في هذا العلم، وزاد على ذلك الملخص فوائد وأشياء انتخبها من غير كتب الخطيب؛ ولذلك تكاثر إقبال العلماء والطلبة عليه منذ بداية ظهوره ودام ذلك كذلك حتى صار الكتاب كما وصفه الحافظ ابن حجر: (لا يحصى كم ناظم له ومختصر، ومستدرك عليه ومقتصر، ومعارض له ومنتصر). انتهى

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير