[التعريف بشروح الهداية لابن الجزري]
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[10 - 11 - 05, 08:52 م]ـ
شروح الهداية لابن الجزري
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
بسم الله والحمد لله وصلى الله على صدر الرواة وبدر الثقات أحكم الناس وأصدقهم وأعلمهم وأوثقهم نبينا الأمين ورسولنا المبين محمد خاتم النبيين؛ وبعد.
فهذا مبحث لطيف للتعريف بشروح منظومة (الهداية إلى علوم الرواية) لابن الجزري؛ أسأل الله أن ينفعني وإياك به وبكل ما نسمع ونقول؛ فأقول:
(الهداية) منظومة في الاصطلاح، ألفها الحافظ المقرئ الكبير الذي انتهت إليه رياسة علم القراءات في الممالك الإسلامية في زمنه: محمد بن محمد بن محمد بن محمد المعروف بابن الجزري (ت833).
وتذكر منظومته هذه باسم (الهداية) أو (الهداية إلى معالم الرواية)، وبإسم (الهداية إلى فنون الحديث) أو نحو ذلك، والمسمى واحد قطعاً، خلافاً لمن توهم تعدده أو تردد ولم يجزم بوحدته؛ فقد ذكر بعض الأفاضل في مقدمة تحقيقه لكتاب ابن الجزري (التمهيد في علوم التجويد) في جملة ما ذكره له خمسة كتب في المصطلح!!! ولكنه توقف في اثنين منهما أهما واحد أم اثنان؛ والكتب الخمسة هي كما أسماها:
(البداية في علوم الرواية).
(تذكرة العلماء في أصول الحديث).
(مقدمة علوم الحديث).
(الهداية إلى علوم الدراية).
(الهداية إلى معالم الرواية).
ثم ذكر ما تقدمت إشارتي إليه من أنه ليس متيسراً له حينئذ القطع بأن الأخيرين كتابان أو كتاب واحد!!
وابن الجزري ليس له في المصطلح قصيدة تعرف غير هذه؛ هذا بحسب علمي.
نعم له في المصطلح كتاب آخر لكنه منثور لا منظوم؛ واسمه (البداية------) قال السخاوي في (الضوء اللامع) (9/ 257) في أثناء ترجمته: (وله تصانيف مفيدة)؛ ثم قال وهو يعد بعضها: (والبداية في علوم الرواية، والهداية في فنون الحديث أيضاً؛ نظم).
وكتاب (البداية) هذا جاء ذكره في (كشف الظنون) (1/ 389) و (هدية العارفين) باسم (تذكرة العلماء في أصول الحديث)، وورد هناك وصفه بأنه مختصر جعله مؤلفه بداية لمنظومته المسماة بـ (الهداية إلى معالم الرواية).
قال صاحب (كشف الظنون): ((تذكرة العلماء) في أصول الحديث؛ للشيخ شمس الدين محمد بن محمد بن الجزري المتوفى سنة ثلاث وثلاثين وثمنمئة مختصر أوله: (الحمد لله على بداية نهايتها الخ)؛ ذكر فيه شرف علم الحديث وزمان رواجه وكساده وقلة أهله في الروم كما ذكره ابن الأثير في أول (جامع الأصول)؛ وذكر مشايخه وسنده وسفرته إلى ما وراء النهر لنقل الحديث فيها؛ فكان ما قدر من نهب كتبه، وأنه أقام ببلدة كش، فشرح المصابيح لأهلها ولما استطرد الكلام إلى اصطلاح القوم طلبوا مختصراً جامعاً لعلومه وكانت منظومته المسماة بـ (الهداية إلى معالم الرواية) غير مستغنية عن بسط القول؛ فوضع هذا المختصر بداية لتلك الهداية ورتبه على مقدمة وأربعة أصول وفرغ [منه] سنة ست وثمانمئة).
فمن هذا يظهر أن (البداية في علوم الرواية) هو (تذكرة العلماء) نفسه، وهو كاف للجزم بذلك.
ولقد ذكر شمس الدين محمد بن محمد البديري الدمياطي سبب عمل هذه المنظومة إذ قال في ابن الجزري: (إن سبب اشتغاله بالحديث، بعد أن كان مكباً على علم القراءات: أن بعض مشايخه قال له ذات يوم: إن علم القراءات كثير التعب قليل الجدوى، وأنت ذهنك رائق، وفهمك فائق، ومن كان هكذا فعليه بعلم الحديث، فاجتهد فيه حتى حفظ مئة ألف حديث بأسانيدها، وألف في مصطلح الحديث أرجوزة خمسئة بيت [كذا ويأتي التعقب عليه] أغزر علماً من ألفية الحافظ العراقي، وشرحها السخاوي وغيره. وقد شرعت أيضاً أنا في شرحها).
هذا ما نقله الكتاني في (فهرس الفهارس) (1/ 304).
*****
وصف المنظومة:
،،،،،،،،،،،،،،،،،،
طبعت (الهداية) مؤلفة من (373) بيتاً؛ أول ثلاثة منها للاستفتاح والحمد والصلاة والسلام؛ وآخر أربعة منها لختمها والثناء عليها والصلاة والسلام على النبي المصطفى كذلك.
قال ابن الجزري في أول منظومته:
يقول راجي عفو رب رؤفِ******محمد بن الجزري السلفي
الحمد لله على هدايته*********إلى حديث المصطفى وسنته
صلى عليه ربنا وسلما****** *******وزاده هداية وسلما
وبعدُ إن خيرَ شيء يُقتفى****بعد القرآن حديث المصطفى
وقال في آخرها:
وها هنا قد تمت الهداية************جامعة معالم الرواية
¥