تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الأخطاء المكرورة عند المحققين ... وما أرانا نقول إلا معارا]

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[11 - 10 - 06, 08:13 ص]ـ

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه الغر الميامين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد

فعلى هامش ما نقابله كثيرا من أخطاء المحققين، وبجانب ما نقرؤه كثيرا من تعقبات بعض على بعض في تحقيق هذا الكتاب أو ذاك، و ........ ولستَ بمستبق أخا لا تلمه على شعث، و ...... والعذر عند كرام الناس مقبول، و ........ وكل يؤخذ من قوله ويترك ..... !

إلا أن في الخاطر أمرا أرغب في سَطْرِه من قديم، ولكن تحولُ دون ذلك شواغل وعوائق كثيرة، والله المستعان!

ثم قدر الله أن أقف اليوم على هذا الخطأ، وهو الذي يقابلني مرارا وتكرارا، وكنت أقرأ في بعض كتب أهل اللغة، فوقفت فتذكرت هذا الموضوع الذي كاد يغيب في مطاوي الذاكرة، بل كاد يروغ وتذهب أمثلته من الفؤاد!

وأكاد أوقن أنه ما من أحد منا إلا وقد قابل مثل هذا النوع من الأخطاء التي تجد كثيرا من المحققين يتتابعون عليها (ولا أريد أن أقول: يتتايعون)

والمثال الذي يحضرني دائما في هذا الباب قوله تعالى: {تَنبُتُ بالدهن}

فكثيرا ما كنت أقرأ لأهل العلم في سياق كلامهم أن الباء قد تأتي زائدة ويمثلون بقوله تعالى: (تنبت بالدهن) وأجد المحقق قد ضبطها بفتح التاء وضم الباء!!

وأرجع إلى نفسي متعجبا متحيرا، وأقول: وأين الزيادة في هذا الموضع؟

على هذه القراءة لا زيادة للباء.

وإنما يصح كلامهم في الزيادة على قراءة أبي عمرو وابن كثير {تُنْبِتُ بالدهن}.

ولكن المحقق لا يقف طويلا لينظر في ضبط الآية وهل يتوافق مع سياق الكلام، بل يضبط على قراءة حفص المشهورة عندنا والسلام!

ولعلي وقفتُ على هذا الخطأ في أكثر من عشرين موضعا!

واليوم أذكر لكم مثالا آخر لعله من النوادر:

قرأت في (كتاب ليس لابن خالويه):

((وقد يجيء المصدر على غير المصدر ... ))

فتذكرت ما كنت قرأته قديما في (معترك الأقران) للسيوطي:

(( ... فيه وجهان أحدهما أن يكون مصدرا على غير الضمير))

قال المحقق: هذا في الأصلين، وفي القرطبي: ... على غير المصدر.

وفي تفسير القرطبي:

(({فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا} القبول والنبات مصدران على غير المصدر، والأصل تقبلا وإنباتا)).

وفي تفسير البغوي:

(( .... وقيل هذا مصدر على غير [اللفظ]))

قال المحقق: في ب (الصدر)

قلت: هذا هو الصواب المشهور عند أهل العلم (مصدر على غير الصدر) والصدر هو (الفِعْل) وهي عبارة مشهورة عند العلماء كما وردت في أدب الكاتب لابن قتيبة وغيره، ويستعملها أبو حيان في البحر المحيط، ووردت على الصواب في مواضع من تفسير القرطبي وغيره من كتب أهل العلم.

فلعل الأمر اشتبه على الناسخ فظن الكلمة مصحفة فجعلها على أقرب صورة لها.

وأما ناسخ معترك الأقران فلعله اشتبه عليه خط السيوطي فظن الكلمة ظنا بعيدا جدا ولو كتبتا كلمة (الصدر) بخط سيء لاشتبهت بكلمة (ضمير) اشتباها كبيرا ولقربت منها جدا والله تعالى أعلم.

ثم ظهر لي وجه آخر حسن وهو أن كلمة (المصدر) اتصلت في الكتابة فظُنَّت (المضمر) وهي بمعنى (الضمير)، وعليه فيحتمل أن يكون الخطأ من السيوطي نفسه، وربما يكون من الناسخ حيث غير كلمة (المضمر) إلى الضمير والله أعلم.

والعلماء يعبرون عن ذلك بألفاظ مختلفة:

= فتارة يقولون: مصدر على غير الصدر

= وصرح به بعضهم فقال: مصدر على غير صدره

= وبعضهم يقول: مصدر على غير فعله

= وتارة: مصدر على غير الفعل

= وتارة: مصدر على غير بناء الفعل

وإلى لقاء مع خطأ آخر مكرور

وما أرانا نقول إلا معارا ........ أو معادا من قولنا مكرورا

أخوكم ومحبكم/ أبو مالك العوضي

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[11 - 10 - 06, 04:16 م]ـ

وهذا مثال آخر من هذا الباب ذكره الدكتور (رمضان عبد التواب) في < مناهج التحقيق >:

(( ... ويكفي للتدليل على هذه القضية مراجعة النص الذي اقتبسه الإمام السيوطي في القبائل التي تؤخذ عنها اللغة عن كتاب (الألفاظ والحروف) لأبي نصر الفارابي الفيلسوف المشهور.

يقول السيوطي في كتابه المزهر عن الفارابي:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير