تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftn11)) عن عمران بن حصين ([12] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftn12)): أن رجلاً أتاه فسأله عن شيء فحدثه. فقال الرجل: حدثوا عن كتاب الله – عز و جل – و لا تحدثوا عن غيره. فقال: إنك امرؤ أحمق أتجد في كتاب الله صلاة الظهر أربعاً لا يجهر فيها، و عدّ الصلوات، و عدّ الزكاة و نحوها. ثم قال: أتجد هذا مفسراً في كتاب الله؟! كتاب الله قد أحكم ذلك، و السنة تفسر ذلك .. ) ([13] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftn13))، و قال رجل للتابعي الجليل مطرف بن عبد الله الشخير ([14] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftn14)): لا تحدثونا إلا بالقرآن. فقال له مطرف: (و الله ما نريد بالقرآن بدلاً، و لكن نريد من هو أعلم بالقرآن منا) ([15] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftn15))"([16] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftn16)).

2. أن الجيل الأول لم يكونوا يتلقون الوحي بقصد الثقافة و الإطلاع، و لا بقصد التذوق و المتاع، و لا ليستكثروا به من زاد الثقافة لمجرد الثقافة، إنما كان يتلقى أمر الله في خاصة شأنه و شأن الجماعة التي يعيش فيها، و شأن الحياة التي يحياها، فيتلقى ذلك الأمر ليعمل به فور سماعه، فكان التلقي للتنفيذ يفتح لهم آفاقاً من المتاع، و آفاقاً من المعرفة، لم تكن لتفتح عليهم لو أنهم قصدوا إليه بشعور البحث و الدراسة و الإطلاع، و كان ييسر لهم العمل، و يخفف عنهم ثقل التكاليف، و يخلط الوحي بذواتهم، و يُحَوَّل في نفوسهم، و في حياتهم إلى منهج واقعي، و إلى ثقافة متحركة لا تبقى داخل الأذهان و لا في بطون الصحائف. إن منهج التلقي للتنفيذ و العمل هو الذي صنع الجيل الأول، و منهج التلقي للدراسة و المتاع هو الذي خرَّج الأجيال التي تليه، فكان البون شاسعاً.

3. كان الرجل حين يدخل في الإسلام يخلع على عتبته كل ماضيه في الجاهلية، و كان يشعر في اللحظة التي يجيء فيها إلى الإسلام أنه يبدأ عهداً جديداً، منفصلاً كل الانفصال عن حياته التي عاشها في الجاهلية، و كان يقف من كل ما عهده في جاهليته موقف المستريب الشاك الحذر المتخوف؛ و بهذا الإحساس كان يتلقى هدي الإسلام، فإذا غلبته نفسه مرة، و إذا اجتذبته عاداته مرة، و إذا ضعف عن تكاليف الإسلام مرة .. شعر في الحال بالإثم و الخطيئة، و أدرك في قرارة نفسه أنه في حاجة إلى التطهر مما وقع فيه، و عاد يحاول من جديد أن يكون على وفق الهدي القرآني. ([17] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftn17))

4. أن الجيل الأول بتلك المنهجية في تلقي الوحي عاشوا بالإسلام واقعاً حياً، و نالوا شهادة الرضوان من ربهم، و شهادة خير القرون من نبيهم – صلى الله عليه و آله و سلم- و كانوا الميزان الذي توزن به الأجيال من بعدهم، فمن كان على مثل ما كانوا عليه مع نبيهم – صلى الله عليه و آله و سلم، فهو من الفرقة الناجية، قال تعالى: ((فإن ءامنوا بمثل ما ءامنتم به فقد اهتدوا)) ([18] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=27#_ftn18))

قال ابن الأمير الصنعاني – رحمه الله - على حديث افتراق الأمة إلى سبعين فرقة: وكان الأحسن بالناظر في الحديث أن يكتفي بالتفسير النبوي لتلك الفرقة فقد كفاه - صلى الله عليه و آله وسلم - معلم الشرائع الهادي إلى كل خير المؤنة، وعين له الفرقة الناجية؛ بأنها من كان على ما هو - صلى الله عليه و آله وسلم - وأصحابه، وقد عرف بحمد الله من له أدنى همة في الدين ما كان عليه النبي - صلى الله عليه و آله وسلم – وأصحابه، ونقل إلينا أقوالهم، وأفعالهم، حتى أكلهم وشربهم ونومهم ويقظتهم، حتى كأنا رأيناهم رأي عين، وبعد ذلك فمن رزقه الله إنصافا من نفسه، وجعله من أولي الألباب، لا يخفاه حال نفسه أولاً، هل هو متبع لما كان عليه النبي - صلى الله عليه و آله وسلم - وأصحابه أو غير متبع؟ ثم لا يخفى حال غيره من كل طائفة، هل هي متبعة أو مبتدعة؟ ومن ادعى أنه متبع للسنة النبوية متقيد بها يصدق دعواه أقواله وأفعاله أو تكذبها، فإن ما كان عليه -

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير