تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لا أكتم القارئ سرَّاً أنِّي حين كنت أستمع لدروس بعض (كبار العلماء) أجد أنَّ توسعهم في مسائل الخلاف وتشقيقهم للقضايا الفقهيَّة ليس كثيراً، وخذ مثلاً على ذلك بسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ـ عليه رحمة الله ـ فمن يستمع لشرحه منتقى الأخبار، أو الفتوى الحمويَّة الكبرى، أو غير ذلك، يجد البساطة في الطرح والشرح، والسلاسة في الأسلوب، والبعد عن التقعُّر في الكلام؛ ولهذا كان يأتيه المبتدئ والمتقدم في العلم، وكلٌّ يستفيد منه، مع أنَّه كانت لديه جلسات خاصَّة في المسائل المتقدِّمة الفقهيَّة كالتعليق والشرح على فتح الباري وغيرها من الكتب الضخمة الكبرى للخاصَّة من طلاَّبه؛ الذين أيقن مَكَنَتَهُمْ بالعلم،وتقدمهم في الفهم.

ولنأخذ مثالاً آخر لعالم معاصر، وهو بذاته ـ رحمه الله ـ منهجية علميَّة حبذا لو يستفيد منها طلاَّب العلم والمشايخ في شرحهم للكتب والمتون العلميَّة، ذلكم هو الشيخ الفقيه محمد بن صالح العثيمين ـ أجزل الله له المثوبة والأجر والرحمة ـ فقد كان أباً تربوياً لطلاَّبه، وكان يعطي لكلِّ طالب ما يناسبه، ويقسِّم حلقاته العلميَّة إلى ثلاث حلقات، ولا يسمح لأيِّ طالب أن ينضم إلى الحلقة التي لا تناسبه؛ فحلقة للمبتدئين في العلم، وحلقة للمتوسطين، وحلقة للمتقدمين، ولهذا نجد أنَّ طلبة الشيخ من ناحية التأصيل نالوا حظَّاً جيداً وطيباً.

وكان ـ رحمه الله ـ يعطي لكلِّ طالب ما يناسبه من الشرح والتفصيل والتعليل، وهذا سرُّ نجاح الشيخ في إنتاج جيل من طلبته مؤصَّل وواعٍ، وبحق فقد كان الشيخ ـ رحمه الله ـ مدرسة تأصيليَّة معاصرة.

وقبل الختام فتلك كلمة من طالب علم، عانى في فترة ما معاناة جمهرة من طلاَّب العلم من تلقي الدروس على المشايخ بشكلها الطويل والمُمل، ويتمنَّى أن يكون لها تأثيرها وصداها بين مشايخنا وعلمائنا ـ بارك الله فيهم ـ لكي تكون تلك الدروس ذات بُعد منهجي، واستقراء واقعي للطلاَّب الذين بين أيديهم، ليصل لهم العلم وهم يشعرون بمتعة وفائدة وفهم، فهناك بعض الطلاَّب نَفَرَ ـ وأعرفهم شخصياً ـ لعسر المسائل الفقهيَّة التي كانت تلقى عليهم، فشعروا أنَّ العلم صعب وعسير، وهو ليس بذلك، ولكن المنهجيَّة التدريسيَّة لبعض المشايخ والعلماء كانت عسيرة بحق ومنفِّرة لطالب علم أمرد صغير لم يفقه من العلم شيئاً؛ فينفر إلى غير رجعة من تلك المدارس والمجالس العلميَّة، وقد يكون لهم عذر في ذلك وقد لا يكون كذلك ولكنَّه أمر واقع بين طلاَّب العلم.

وأخيراً:

ما أحلاها من كلمة للإمام الشافعي! من الأفضل أن يتمثَّلها العلماء وطلبة العلم سوياً وهي:

(ازدحام العلم في السمع مضلّة للفهم).

[/ URL]* أحد علماء تونس المعاصرين الكبار، انتقل إلى مصر وأعطي جنسيتها وأسندت إليه إدارة الأزهر في بداية الخمسينيات، وحينما تدخَّلت الحكومة في شؤون الأزهر شعر بالإهانة لعدم احترام حريَّة العلماء واحترام ذلك الصرح الكبير قدَّم استقالته، رحمه الله رحمة واسعة.

([1]) صفحة (300) من مجلَّة السعادة العظمى الصادرة بتونس عدد (19) المنشور في شوَّال سنة (1323هـ)، بواسطة: أليس الصبح بقريب؟ للشيخ محمد الطاهر بن عاشور:صـ17.

( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref1)([2] ) أليس الصبح بقريب؟ للشيخ محمد الطاهر بن عاشور:صـ17.

([3]) صحيح البخاري م1 ـ ج1ـ صـ25، باب العلم قبل القول والعمل.

( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref3)([4] ) يرى الإمام الفارسي أنَّه يقال لغير العاقل: (أمَّات) وأمَّا للعاقل فيقال: (أمَّهات)، ويرى آخرون أنَّه يجوز أن يكون ذلك للجميع سواء كان عاقلاً أو غير العاقل فيقال لهما (أمَّات) أو (أمَّهات)، وعلى ذلك شواهد شعريَّة (انظر: لسان العرب: 1/ 217)

[ URL="http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref5"]([5] ) أليس الصبح بقريب؟ للشيخ محمد الطاهر بن عاشور:صـ17.

ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[16 - 05 - 07, 11:57 م]ـ

رائع جدا اخي الشيخ خباب

استفدت كثيرا من مقالك، نفع الله بك

ـ[خباب الحمد]ــــــــ[21 - 05 - 07, 12:04 م]ـ

أخي الكريم

عبدالله العلي جزاك الله خيراً على مرورك وأنا استمتعت بتعليقك

ـ[وكيع الكويتي]ــــــــ[21 - 05 - 07, 12:17 م]ـ

هذا المقال حقه التثبيت والنشر ولو عن طريق الرسائل الخاصة لبعض طلبة العلم الذي ينطبق عليهم المقال السابق

شكر الله لك أخي خباب

ـ[خباب الحمد]ــــــــ[22 - 05 - 07, 06:35 م]ـ

أخي الكريم وكيع الكويتي جزاك الله خيراً على مرورك،وأجزل الله لك المثوبة والأجر.

ـ[الجعفري]ــــــــ[22 - 05 - 07, 09:03 م]ـ

جزاك الله خيراً

ـ[خباب الحمد]ــــــــ[23 - 05 - 07, 05:55 م]ـ

وجزاك الله خيرا أخي الجعفري

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير