تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[ابو هبة]ــــــــ[03 - 06 - 07, 06:58 ص]ـ

(6) كيف نتعلم حسن السمت: اعلم أن العلماء قد حضوا على تحري حسن السمت وتعلمه: قال ابن مفلح رحمه الله في الآداب الشرعية: فصْلٌ (فِي تَعَلُّمِ الْأَدَبِ وَحُسْنِ السَّمْتِ وَالسِّيرَةِ وَالْمُعَاشَرَةِ وَالِاقْتِصَادِ).وَيُسَنُّ أَنْ يُتَعَلَّمَ الْأَدَبُ وَالسَّمْتُ وَالْفَضْلُ وَالْحَيَاءُ وَحُسْنُ السِّيرَةِ شَرْعًا وَعُرْفًا (الآداب الشرعية) اهـ. (6/ 1) وهذه أهمها ألا وهو تعمير الباطن بالطاعة و إصلاحه بالإخلاص لله تعالى: وأصل الاحتفاء بحسن السمت الظاهر هو دلالته, في الغالب على صلاح الباطن. ومن هنا لا سبيل إلى التماس السمت الحسن بدون إصلاح القلب. وقال ابن عبد البر قال سفيان بن حسين: أتدري ما السمت الصالح؟ ليس هو بحلق الشارب ولا تشمير الثوب، وإنما هو لزوم طريق القوم، إذا فعل ذلك، قيل قد أصاب السمت، وتدري ما الاقتصاد؟ هو المشي الذي ليس فيه غلو ولا تقصير (التمهيد ج: 21 ص 68).وذكر الذهبي في الكبائر عن محمد بن مبارك الصوري قال: أظهر السمت في الليل فإنه أشرف من إظهاره بالنهار لأن السمت بالنهار للمخلوقين و السمت بالليل لرب العالمين. وفي ترتيب المدارك: سمع يحيى بن يحيى يقول في قول الله تبارك وتعالى: يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباساً يواري سوآتكم وريشاً ولباس التَّقوى. قال: لباس التقوى، السكينة والوقار وحسن السمّت. ثم رجع يحيى يقول: مع العمل بما يشبه ذلك. (6/ 2) الانتفاع بالقدوات والإكثار من مجالستهم: وقد حرص السلف على تتبع القدوات ممن عرفوا بحسن السمت سيما من كان يشبه في ذلك النبي صلى الله عليه وسلم وذلك بغرض ملازمتهم والاقتداء بهم, ومن ذلك أثر عبد الرحمن بن زيد رحمه الله: عبد الرحمن بن يزيد – رحمه الله – قال: «سألتُ حذيفةَ عن رجل قريب السَّمْتِ والهَدي والدَّلِّ من رسولِ الله –صلى الله عليه وسلم- حتى نأخذَ عنه؟ فقال: ما نعلم أحدا أقربَ سَمْتا وهَدْيا ودَلاّ بالنبيِّ –صلى الله عليه وسلم- من ابنِ أمِّ عبد، حتى يتوارى بجدار بيته، ولقد عَلِمَ المحفُوظُون من أصحاب محمد –صلى الله عليه وسلم-: أن ابن أم عبد أقربُهم إلى الله وسيلة» أخرجه البخاري. وعن إبراهيم، عن علقمة قال: كان عبد الله يشبه النبي، صلى الله عليه وسلم، في هديه ودله وسمته، وكان علقمة يشبه بعبد الله (سير أعلام النبلاء).وعلقمة هو الامام، الحافظ، أبو شبل علقمة بن قيس بن عبد الله بن مالك النخعي، الكوفي, جاء في ترجمته رحمه الله: لازم ابن مسعود حتى رأس في العلم والعمل، وتفقه به العلماء، وبعد صيته. وكان يشبه بابن مسعود في هديه ودله وسمته. (سير أعلام النبلاء).وفي (العلل) قال الحسن بن اسماعيل: سمعت أبي يقول: كان يجتمع في مجلس أحمد زهاء على خمسة آلاف أو يزيدون أقل من خمسمائة يكتبون والباقون يتعلمون منه حسن الادب وحسن السمت. اهـ. وَعَنْ إبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ قَالَ كَانُوا إذَا أَتَوْا الرَّجُلَ لِيَأْخُذُوا عَنْهُ نَظَرُوا إلَى سَمْتِهِ وَإِلَى صَلَاتِهِ وَإِلَى حَالِهِ ثُمَّ يَأْخُذُونَ عَنْهُ وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْمَعْنَى عَنْ جَمَاعَةٍ. (الآداب الشرعية).وقال سحنون: كنا نختلف عند البهلول نتعلم منه السمت. (ترتيب المدارك).وظهر ذلك على بعض السلف ممن شابه أباه في السمت والهدي: فمنهم السيدة فاطمة رضي الله عنها بنت النبي صلى الله عليه وسلم, وقد أوردنا حديث عائشة رضي الله عنها آنفاً. ومنهم سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب: قال ابن حبان في ترجمته: كنيته أبو عمر كان يشبه أباه في السمت والهدى وكان يخضب بالحناء وكان أشبه ولد عمر بن الخطاب به. (ثقات ابن حبان4/ 304).قال الامام أحمد وابن راهويه: أصح الاسانيد: الزهري عن سالم عن أبيه، كان يشبه أباه في السمت والهدى. (الكامل).ومنهم من شابه شيخه في السمت كمثل علقمة بن قيس النخعي وشيخه ابن مسعود الذي ذكرناه آنفاً. ومن التماس القدوات إدمان النظر في كتب السلف وسيرهم واجتهادهم ومقارنة ما كانوا عليه من الهدي بحالنا. وهذه نافعة سيما عند انعدام القدوات وقلة الشيوخ. (6/ 3) التزام الصمت ومراقبة اللسان: عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلاَ يُؤْذِ جَارَهُ،

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير