تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تأليف الكتب]

ـ[الديولي]ــــــــ[15 - 09 - 08, 03:09 م]ـ

قال الجاحظ:

وينبغي لمن كَتبَ كتاباً ألا يكتُبَه إلاّ على أَنَّ النَّاس كلَّهم له أعداء وكلُّهم عالمٌ بالأمور وكلُّهم متفرِّغ له ثم لا يرضى بذلك حتى يدع كتابه غُفْلاً ولا يرضى بالرأي الفطير فإنَّ لابتداءِ الكتابِ فتنةً وعُجُباً فإذا سكنت الطبيعةُ وهدأت الحركة وتراجَعَتِ الأخلاطٍُ وعادت النفسُ وافرة أعاد النَّظر فيه فَيَتَوَقَّفُ عند فصوله توقُّفَ من يكونُ وزنُ طمَعُه في السلامةَ أنقَصَ من وزَنِ خوفِه من العيب ويتفهَّم معنى قول الشاعر:) (إنَّ الحديثَ تَغُرُّ القومَ خلوتُه ** حتَّى يَلِجَّ بهم عِيٌّ وإكثارُ) ويقفُ عند قولهم في المثل: كلُّ مُجْرٍ في الخَلاءِ يُسَرُّ فيخاف أن يعتريه ما اعترى مَنْ أحرى فرسه وحدَه أو خلا بعلمه عند فقدِ خصومه وأهل المنزلة من أهل صناعته. (تداعي المعاني في التأليف) وليعلم أنَّ صاحبَ القلم يعتريه ما يعتري المؤدِّبَ عند ضربه وعقابه

فما أكثر من يَعزمِ على خمسةِ أسواط فيضرب مائة لأنَّه ابتدأ الضربَ وهو ساكنُ الطباع فأراه السكونُ أنَّ الصواب في الإقلال فلما ضرب تحرَّك دمُه فأشاع فيه الحرارةَ فزادَ في غضبه فأراه الغضبُ أنّ الرأي في الإكثار وكذلك صاحب القلم فما أكثرَ من يبتدئ الكتابَ وهو يُريد مقدارَ سطرين فيكتب (مقايسة بين الولد والكتاب) واعلم أَنَّ العاقلَ إنْ لم يكن بالمتتبِّع فكثيراً ما يعتريه من ولده أَنْ يحسُنَ في عينه منه المقبَّحُ في عين غيره فليعلمْ أنَّ لفظه أقربُ نسباً منه من ابنه وحركَتَه أمسُّ به رِحْماً من ولده لأَنَّ حركتَه شيءٌ أحدثَه من نفسه وبذاتِهِ ومن عين جوهرِه فَصَلت ومن نفسِه كانت وإنَّما الولدُ كالمخْطَةِ يتمخَّطها والنُّخَامةِ يقذِفها ولا سواءٌ إخراجُك مِنْ جزئك شيئاً لم يكن منك وإظهارُك حركةً لم تكن حتَّى كانت منك ولذلك تجِدُ فتنةَ الرجُل بشِعرِه وفتنتَه بكلامِه وكتبِه فوقَ فتنتِه بجميعِ نعمته. (ما ينبغي أن تكون عليه لغة الكتب) وليس الكتابُ إلى شيءٍ أحوجَ منه إلى إفهام معانيه حَتَّى لا يحتاجُ

السامع لما فيه من الرويَّة ويحتاجُ مِنَ اللفظ إلى مقدارٍ يرتفع به عَنْ ألفاظ السِّفْلَةِ والحَشْو ويحطُّه من غريب الأعراب ووَحْشِيِّ الكلام وليس له أَنْ يهذِّبَه جدّاً وينقِّحَه ويصفِّيه ويروّقه حتى لا ينطِقَ إلاّ بِلُبِّ اللُّبِّ وباللفظ الذي قد حذف فُضُولَه وأسقطَ زوائِده حتِّى عاد خالصاً لا شَوْب فيه فإنَّه إنّْ فعل ذلك لم يُفْهَمْ عنه إلا بأن يجدِّد لهم إفهاماً مِرَاراً وتَكراراً لأنَّ النَّاسَ كلَّهم قد تعوَّدوا المبسوطَ من الكلام وصارت أفهامُهم لا تزيد على عاداتهم إلا بأن يعكس عليها ويؤخذ بها ألا تَرَى أنَّ كتاب المنطق الذي قد وُسم بهذا الاسم لو قرأتَه على جميعِ خطباء الأمصار وبلغاءِ الأعراب لما فهموا أكثرَه وفي كتاب إقليدِسَ كلامٌ يدور وهو عربيٌّ وقد صُفِّي ولو سمِعه بعضُ الخطباء لما فهمه ولا يمكن أن يفهِّمه من يريد تعليمه لأنَّه يحتاج إلى أن يكون قد عرَف جهةَ)

ـ[محمد بن أبي عامر]ــــــــ[15 - 09 - 08, 07:05 م]ـ

شكر الله لك

ـ[ابو عبد الله البلغيتي]ــــــــ[15 - 09 - 08, 07:37 م]ـ

تأليف الكتب يحتاج علم وخبرة وسعة اطلاع.

فملكة التصنيف تكتسب بالممارسة للتصنيف.

ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[16 - 09 - 08, 09:00 م]ـ

يوجد كتاب للسويدان بعنوان " كيف تؤلف كتاباً " قد يفيد من يريد أن يؤلف كتاباً.

ولاننسى أهم سبب يجعل لأي كتاب قبول عند الناس الا و هو الاخلاص.

و جزاكم الله خيراً.

ـ[حسام الدين قاسم]ــــــــ[17 - 09 - 08, 01:50 ص]ـ

بارك الله فيكم

ذاك هي المواضيع فنريد أن ننفع الناس بأي شكل ولو بكلمة ويقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: ((بلغوا عني ولو آية)) ومن يريد صف أي كتاب على الوورد وتنسيقه على ثري بي تو فمكتبي في خدمة طلبة العلم بأزهد الأسعار للكتب الشرعية

أخوكم في الله

د. حسام الدين قاسم

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير