تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الأوزان والمقاييس]

ـ[الكاتب عبدالله]ــــــــ[29 - 09 - 08, 06:11 ص]ـ

[الأوزان والمقاييس]

سلسلة مقالات مختارة من جريدة دار الخليج الإماراتية

< table border="0" cellpadding="10" cellspacing="0" width="584" height="310"> 02:01 آخر تحديث 2004 - 01 - 09 لم يستغن البشر في حياتهم عن الأوزان والمقاييس أو الأوزان والمكاييل، منذ ان وجدوا على ظهر البسيطة، لأنهم لا بد لهم ان يكون أمامهم شيء له حجم يريدون ان يعرفوا كم وزنه، أو أمامهم مسافات أو أطوال، يريدون ان يعرفوا لها الطول والعرض والعمق.

- هذه المقاييس والأوزان وان كانت مقدرة في علم الله إلا ان البشر يحتاجون الى زمن واجتهادات حتى يهتدوا اليها، قال تعالى: “وكل شيء عنده بمقدار” (الآية 8 من سورة الرعد).

- وفي اعتقادي ان تعلمها واجب أيضاً، لأنه علم من ناحية وقد أمرنا بطلب العلم، ومن ناحية أخرى عمل ومعاملة، وأمرنا بأن نتقنه أيضاً قال تعالى: “وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان”.

- لكن يا ترى كيف اهتدى البشر الى هذه الموازين والمقاييس والأوزان التي تملأ اليوم أسماؤها صفحات الكتب، والناس يستخدمونها في بلدانهم بأسماء مختلفة وأشكال مختلفة؟

- ان أبانا آدم لم يستخدمها مثلما نحن اليوم نستخدمها البتة، وان كان قد علمه الله الأسماء كلها، وبنوه الأوائل من بعده من نوح الى عيسى لم يعرفوا هذه الموازين بهذه الكيفية أيضاً لأكثر من سبب، فمن جهة هم لم يكونوا في حاجة الى ان يعرفوها، فالحاجة كانت أقل من ان يتحملوا كل هذه المشاق.

ومن جهة أخرى، لم تكن هذه الوسائل متاحة لهم لكي يخترعوها ويصنعوا لأنفسهم آلات الوزن والطول والمسافة، وجهاز الحرارة والسرعة والضغط ونبض القلب وغيرها، لذلك فإنهم استخدموا ما كان متاحاً لهم آنذاك كالشبر والفتر والذراع والباع.

- لكن يذكر الباحث علي باشا مبارك في كتابه الميزان في الأقيسة والأوزان ان الأمم عندما بدأوا في استخدام المقادير نسبوها للذراع ثم تنوسي ذلك العهد، بمعنى ان الأصل هو وحدة الأطوال.

- ويذكر أيضاً أن الأمة المصرية هي التي سبقت الأمم الأخرى الى معرفة الموازين والمكاييل، فالكتابات القديمة تشهد على ان الفراعنة هم نقلوا الأمم القديمة من التوحش الى عالم المعرفة والصنعة، فصاروا مهندسين يبنون الاهرامات بعد ان كانوا يعيشون في الكهوف.

- ومن هنا يكاد يؤكد أن الفراعنة هم أول من عرفوا مكعب الذراع ومكعب القدم، والأوزان والأكيال كلها منسوبة الى وحدة الأصول المصرية، فالعبرانيون الذين عاشوا في مصر في عهد نبي الله يعقوب 500 عام هم الذين تركوا هذه الثروة المكيالية والميزانية.

إذن العبرانيون والفراعنة والبطالسة والرومان هم مراحل قبل العرب، ولا بد ان نعترف بفضلهم والفضل لله أولاً وآخراً.

- يقول العالم الفرنسي جرار انه وجد الذراع القديم عام 1213 في جزيرة اسوان، وكان يقاس به علو النيل وهبوطه.

- وجاء بعده مسيو جومار عام 1822 من الميلاد ليقول انه وجد ذراعاً في خزانات منف وهو مصنوع من حجر فرعوني. ثم وجد غيره من الخشب وهو موجود الآن في قصر اللوفر بفرنسا.

- إذن الذراع هو وحدة الأطوال عند الفراعنة قدماً، وقدّر الذراع الذي اكتشفه العالم جرار بثمانية وعشرين اصبعاً، وهو عبارة عن سبع قبضات، أي ان كل أربع اصابع قبضة.

- ثم قدر العلماء هذا الذراع فوجدوا ان متوسطه هو 0،252 متراً وقد سمي هذا الذراع الذراع الملوكي، والقدم هو ثلثا الذراع، والغلوة 600 قدم.

- ويقابل الذراع الملوكي الفرعوني ما يسمى ذراع الأواني الرومي الذي استخدم في بلاد فينيقيا لكن بعد ذلك اختلط كلاهما فاستخدما في مصر الفراعنة، ومن مصر انتقلا الى البلاد الأخرى المجاورة .. هذا وللحديث بقية.

:01 آخر تحديث 2004 - 01 - 30

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير