تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والخلاصة: أنه لا ينبغي الجزم بثبوت مثل هذه القصة؛ إذا لم ترد مسندة في كتاب، ولم ترد أيضا في كتاب يتحرى الدقة، وإن كان الدعاء لا بأس به، ولا نكارة في معانيه ولا ألفاظه، من غير اعتقاد أن يترتب عليه فضيلة معينة، لا ما جاء في القصة، ولا غيرها من الفضائل، ومن غير أن يتخذ ـ أيضا ـ وردا ثابتا، كالأوراد التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم.

والله أعلم.

الإسلام سؤال وجواب

جزاك الله كل خير شيخنا الكريم وأحسن الله إليك وفقك الله وبسر أمورك كما أجبتني ..

ـ[خالد البحريني]ــــــــ[16 - 09 - 08, 04:54 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

(دعاءٌ يكرهه إبليس ويخاف منه) من المقالات المنتشرة بشكل كبير في المنتديات وبعض المساجد، فإليكم نص المقالة ثم التعليق عليها بحول الله وقوته:

أولاً: (نص المقالة):

(ورد فى الأثر عن الامام محمد بن واسع انه كان يدعو الله كل يوم بدعاء خاص

فجاءه شيطان وقال له: يا إمام أعاهدك أنى لن أوسوس لك أبداً ولن

آتيك ولن أمرك بمعصية ولكن! بشرط أن لا تدعو الله بهذا الدعاء ولا

تعلمه لأحد

فقال له الإمام: كلا سأعلمه لكل من قابلت وافعل ما شئت

هل تريد معرفة هذا الدعاء؟

كان يدعو فيقول:

اللهم إنك سلطت علينا عدواً عليماً بعيوبنا يرانا هو وقبيله من حيث

لا نراهم اللهم آيسه منا كما آيسته من رحمتك

وقنطه منا كما قنطته من عفوك وباعد بيننا وبينه كما باعدت

بينه وبين رحمتك وجنتك)

ثانياً: (مصدرها والتعليق عليها):

ذكر الإمام الغزالي في "إحياء علوم الدين" (3/ 37) هذا الأثر بلفظ:

(وكان محمد بن واسع يقول كل يوم بعد صلاة الصبح:

"اللهم إنك سلطت علينا عدواً بصيراً بعيوننا يرانا هو وقبيله من حيث لا نراهم اللهم فآيسه منا كما آيسته من رحمتك وقنطه منا كما قنطته من عفوك وباعد بيننا وبينه كما باعدت بينه وبين رحمتك إنك على كل شيء قدير"

قال: فتمثل له إبليس يوماً في طريق المسجد فقال له: يا ابن واسع هل تعرفني؟

قال: ومن أنت؟

قال: أنا إبليس.

فقال: وما تريد؟

قال: أريد أن لا تعلّم أحد هذه الاستعاذة ولا أتعرّض لك.

قال: والله لا أمنعها ممن أراد فاصنع ما شئت) ا. هـ

فقد ذكر الغزالي هذا الأثر في كتابه "الإحياء"عن الإمام محمد بن واسع رحمه الله تعالى بلا إسناد، وإذا كان كتاب "الإحياء" مليئاً بالأحاديث الباطلة والواهية والتي لا أصل لها كما قرر أهل العلم، فإن حال الآثار المذكورة عن التابعين وغيرهم في "الإحياء" ليس بأفضل من حال أحاديث "الإحياء".

والإمام المجاهد محمد بن واسع الأزدي البصري رحمه الله تعالى من الأئمة الثقات العباد الزهاد، احتج به الإمام مسلم في صحيحه، ومناقبه وفضائله كثيرة جداً، لكنه بُلي برواة ضعفاء يروون عنه، فربما كان هذا الأثر مما رواه الضعفاء وليس بثابت عنه.

وأما بالنسبة لمضمون الأثر، ففيه ملاحظتان:

الملاحظة الأولى: التقيد بالدعاء بعد صلاة الصبح، وهذا التقييد لا دليل عليه.

الملاحظة الثانية: المواظبة على الدعاء والتزامه كل يوم بعد صلاة الصبح، وهذه المواظبة لا سند لها.

قال الشيخ العلامة بكر بن عبد الله أبو زيد حفظه الله تعالى في كتابه الماتع "تصحيحُ الدعاء من الغلط والاعتداء" (ص42 - 43) وهو يسطر قواعد التعبد بالذكر والدعاء:

(وإن كان-أي الذكر أو الدعاء-غير وارد، بل أتى به الداعي من عند نفسه، أو من المنقول عن السلف، فإنه يجوز للعبد الذكر والدعاء بغير الوارد في باب الذكر والدعاء المطلق بخمسة شروط:

1. أن يتخير من الألفاظ أحسنها وأنبلها وأجملها للمعاني وأبينها، لأنه مقام مناجاة العبد لربه ومعبوده سبحانه.

2. أن تكون الألفاظ على وفق المعنى العربي ومقتضى العلم الإعرابي.

3. أن يكون خالياً من أي محذور شرعاً، لفظاً أو معنىً.

4. أن يكون في باب الذكر والدعاء المطلق لا المقيد بزمان أو حال أو مكان.

5. أن لا يتخذه سنة راتبة يواظب عليها.

هذا من جهة اللفظ، وأما من جهة الداعي به، فإن وردت هيئة في النص للذكر والدعاء المطلق فيؤتى بها وفق ما ورد، وإن لم ترد به هيئة، فيأتي به الداعي على أي حال في حدود المشروع، ومنها إن شاء رفع يديه وإن شاء لم يرفع، والله أعلم) ا. هـ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير