تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وتعود نشأة غالبية هذه الجماعات إلى الأسس الفكرية التي عبر عنها الحاخام آبراهام بن سحاق كوك قبل قيام الدولة بحوالي ربع قرن حينما أسس مدرسة "مركاز هراف"، التي تعتبر أول مدرسة صهيونية متطرفة تخرج فيها معظم قادة هذه الجماعات.هذا النوع من المدارس بات يخرج في الفترة الأخيرة نوعية متشددة الى حد بعيد من المستوطنين والذين يرفضون الآخر " العربي الفلسطيني" بشكل قطعي ولا يجدون حلا لمسألة وجوده سوى الطرد أو القتل والتشريد، هذا النوع بدأ مع حكومة اسحق رابين الأولى في بداية التسعينات، هذه الدارس بالذات هي التي خرجت أمثال هؤلاء الجنود الذين لفتوا انتباهنا عبر شاشات التلفاز ومن قبلهم باروخ جولدشتاين مرتكب مجزرة الحرم الإبراهيمي، وهذا النمط من اليهود لا يعترفون بإنسانية العرب.

ويطلق على هذه المدارس التي نشأت بعد تسوية بين الأحزاب الدينية المتطرفة أمثال المفدال وشاس من جهة وبين الحكومة الإسرائيلية من جهة أخرى اسم " هشفوت ليسدير" والمعنى الحرفي لها " مدارس التسوية"، حيث كانت الحكومة معارضة فى البداية لوجودها ولكنها وافقت فى النهاية على انشائها تحت ضغط الأحزاب الدينية وخصصت لها ميزانيات ضخمة.

الأهداف التربوية للمدارس الدينية اليهودية:ركّزت التربية الصهيونية على ثلاثة عناصر تهدف كلها إلى خدمة المشروع الصهيوني في تأسيس الدولة العبرية وفي جمع الشتات اليهودي في هذه الدولة. وهذه العناصر هي: إحياء اللغة العبرية - تعزيز الارتباط بالأرض - تنمية الروح العسكرية والعنصرية".

1 - احياء اللغة العبرية:

لم تكن اللغة العبرية هي اللغة المتداولة بين يهود العالم. حتى ليقال بان هرتزل" مؤسس الدولة اليهودية" نفسه اضطر إلى تعلم الكلمات العبرية الخاصة بالصلاة عندما أراد تأدية الصلاة في مدينة بازل السويسرية قبيل افتتاح المؤتمر الصهيوني الأول. تكلم اليهود لغة البلدان التي عاشوا فيها، في البلدان العربية وفي آسيا وفي أوروبا والولايات المتحدة. وبما أن اللغة من أهم عوامل التوحد القومي، كان إحياء اللغة العبرية التي باتت خارج الاستعمال اليومي منذ مئات السنين، جزءاً أساسيا من المشروع الصهيوني ليس فقط في فلسطين عبر المدارس والحضانات ودور التعليم والمؤسسات الأخرى المختلفة. وإنما في الدعوات إلى إحياء تلك اللغة وتحديثها في كتابات ومؤلفات اليهود في كثير من بلدان العالم.

2 - تعزيز الارتباط بالأرض:

لا يمكن الدعوة إلى تحقيق المشروع القومي لليهود في فلسطين دون تنمية الارتباط النفسي والعاطفي بالأرض والتعلق بها. هكذا عملت الأدبيات اليهودية على تأكيد الحق التاريخي في ارض فلسطين. وعلى ضرورة التشبث بهذه الأرض والدفاع عنها (أرض الميعاد) وعلى استخراج النصوص المقدسة من التوراة التي تدعم هذا الارتباط وجذوره الدينية والتاريخية. ولقد عرضنا لهذه الأمثلة فى المقالات السابقة.

3 - تنمية الروح العسكرية:

ركزت المناهج الدراسية في هذه المدارس على مجموعة من الأمور، والتي أهمها "إحياء مشاعر الخوف عند اليهود من الآخر (لذلك يعتبرون أنفسهم في موقف دفاع عن أنفسهم ويطلق على جيشهم اسم "جيش الدفاع "الإسرائيلي" ... ). وكذلك تبرير القضاء على الخصم للمحافظة على الذات. و إحياء الذكرى المتمثلة باضطهاد اليهود (المحرقة ... ) والاستمرار في تذكير العالم بها وبالمأساة التي ألحقتها باليهود.

وللحديث يقية نأمل استئنافها فى المقال القادم بإذن الله

نشره الدكتور صلاح الدين السرسي

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير