تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الدعوة إلى الله]

ـ[أبو يوسف النجدي]ــــــــ[02 - 05 - 09, 03:58 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، أمر المسلمين بأن تكون منهم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، والصلاة والسلام على عبده ورسوله نبينا محمد خير من دعا إلى الله وبشر وأنذر، وعلى آله وأصحابه الذين قاموا بنشر هذا الدين عن طريق الدعوة إلى الله والجهاد في سبيله حتى تحقق وعد الله بقوله: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}.

أما بعد: فهذه مقالة عن الدعوة إلى الله جمعت فيها ما استطعت عن هذا الموضوع، وحرصت على الإيجاز، وقد رتبتها وقسمتها على النحو التالي:

1. تعريفها.

2. حكمها.

3. فضلها.

4. أهميتها.

5. كيفيتها.

6. مجالاتها.

7. صفات الداعية.

8. الأمر الذي يُدعى إليه.

9. ثمرتها ونتائجها.

فأقول مستعيناً بالله ..

1. تعريفها:

طلب الإيمان بالله، وعبادته، والعمل بطاعته، وترك معصيته.

والله خلق الخلق لعبادته {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}، وهذا مقتضى العقول السليمة، ولما كانت الفِطَر قد تتغير، وقد يضل الناس بسبب الهوى والشيطان؛ أمر الله بالدعوة؛ لرد الشاردين وتعليم الجاهلين وتذكير الغافلين.

2. حكمها:

دلت الأدلة على وجوب الدعوة إلى الله، وأنها من الفرائض، منها قوله تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}، وقوله: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} وغيرها من الأدلة الواضحة.

وصرح العلماء أن الدعوة إلى الله عز وجل فرض كفاية بالنسبة إلى الأقطار التي يقيم فيها الدعاة، إذا قام به من يكفي من الدعاة أصبح في حق الباقين سنة مؤكدة، وإن لم يقم أهل البلدة بالدعوة على التمام صار الإثم عاما وصار الواجب على الجميع، واستدل من قال بهذا القول بقول الله عز وجل: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ}.

وعلى كل شخص أن يقوم بالدعوة إلى الله وإقامة الحجة على الناس حسب استطاعته وقدرته، ونحن في وقت أصبح من السهل الدعوة الله، فالانترنت مجال واسع ورحب في الدعوة إلى الله، والكتابة والكلمة والخطبة أيضاً من مجالات الدعوة، ونحن أيضاً في وقت كثر فيه المنكر فلا بد من الدعوة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وتكون الدعوة فرض عين إذا كنت في مكان لا يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر غيرك.

3. فضلها:

ورد في فضلها آيات وأحاديث كثيرة، منها قوله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}، فهذه الآية تدل دلالة واضحة على أنه لا أحسن ممن يدعوا إلى الله، أما من السنة؛ فقوله - صلى الله عليه وسلم - {من دل على خير فله مثل أجر فاعله}، { .. فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم}.

4. أهميتها:

إن الدعوة إلى الله تعالى لها مكانة عظيمة في الإسلام فهي أعظم المهمات التي بُعِث من أجلها الرسول - صلى الله عليه وسلم - وكُلِّف بها هو وأتباعه قال تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} والدعوة إلى الله تَسْبِق القتال في سبيل الله فقد كان - صلى الله عليه وسلم - يدعو الكفار إلى الله قبل أن يقاتلهم، وكان يوصي قوَّاده وجيوشه وسراياه أن يبدءوا عدوهم بالدعوة قبل القتال فإن استجابوا قبلوا منهم وإلا قاتلوهم، والدعوة إلى الله في هذا الزمان تشتد الحاجة إليها بسبب كثرة التضليل والإلحاد ونشاط دعاة الشر والفساد والإباحية واستخدامهم مختلف الوسائل، فهاهي وسائل الإعلام في أغلب

(الجزء رقم: 31، الصفحة رقم: 156)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير