تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

4 - على الداعية أن يتحلى بالصبر والحِلم لأنه سيتعرض في سبيل الدعوة لمشاق وسيواجه صعوبات، وما لم يتحل بالصبر والحِلم فإنه سيقف في أول الطريق؛ ولهذا لما أمر الله نبيه محمد بالدعوة أمره بالصبر فقال: {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ}. وقال لقمان لابنه: {وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ}.

5 - على الداعية أن يوقن بأن العاقبة الحميدة للحق ولو تأخرت، ولا يقنط ولا ييأس من حصول النتائج الحميدة، ولو على الأقل إقامة الحجة وبراءة الذمة. كما ذكر الله سبحانه عن الذين أنكروا على أصحاب السبت فعلتهم الشنيعة وقال لهم من قال: {لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}. قال الإمام الشوكاني - رحمه الله -: أي موعظتنا معذرة إلى الله حتى لا يؤاخذنا بترك الأمر

(الجزء رقم: 31، الصفحة رقم: 165)

بالمعروف والنهي عن المنكر اللذين أوجبهما الله علينا، ولرجاء أن يتعظوا فيتقوا ويقلعوا عما هم فيه من المعصية.

8. الأمر الذي يدعى إليه:

الصراط المستقيم الذي بعث الله به نبيه وخليله محمدا عليه الصلاة والسلام وهو ما دل عليه القرآن العظيم والسنة المطهرة الثابتة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام وعلى رأس

(الجزء رقم: 27، الصفحة رقم: 81)

ذلك الدعوة إلى العقيدة الصحيحة إلى الإخلاص لله وتوحيده بالعبادة والإيمان به وبرسله والإيمان باليوم الآخر، وبكل ما أخبر الله به ورسوله، هذا هو أساس الصراط المستقيم وهو الدعوة إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، ومعنى ذلك: الدعوة إلى توحيد الله والإخلاص له والإيمان به وبرسله عليهم الصلاة والسلام ويدخل في ذلك الدعوة إلى الإيمان بكل ما أخبر الله به ورسله مما كان وما يكون من أمر الآخرة وأمر آخر الزمان وغير ذلك ويدخل في ذلك أيضا الدعوة إلى ما أوجب الله من إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت إلى غير ذلك، ويدخل أيضا في ذلك الدعوة إلى الجهاد في سبيل الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والأخذ بما شرع الله في الطهارة والصلاة والمعاملات والنكاح والطلاق والجنايات والنفقات والحرب والسلم وفي كل شيء؛ لأن دين الله عز وجل دين شامل يشمل مصالح العباد في المعاش والمعاد، ويشمل كل ما يحتاج إليه الناس في أمر دينهم ودنياهم، ويدعو إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال، وينهى عن سفاسف الأخلاق وعن سيء الأعمال.

9. ثمرتها ونتائجها:

لاشك أن كل عمل من أعمال الخير لا بد أن تكون له آثار طيبة ونتائج حميدة، والدعوة إلى الله من أجل أعمال الخير، وهي وظيفة الرسل وأتباعهم، فلها آثار حميدة منها: امتثال أمر الله تعالى بقوله: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ} وبقوله: {وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ} قوله: {فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ}. . والأمر للرسول صلى الله عليه وسلم أمر لأمته ما لم يدل دليل على اختصاصه به، فكما أنه صلى الله عليه وسلم مأمور بالدعوة فأمته مأمورة بذلك، بل قد أمرها الله بذلك في قوله: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ}.

ومنها الاقتداء برسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما قال تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} فأتباع الرسول يدعون إلى الله على بصيرة كما دعا الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الله على بصيرة، ومن لم يدع كان اتباعه ناقصا، ومنها: تبليغ دين الله إلى الناس وقد أمرنا النبي - صلى الله عليه وسلم - بذلك فقال: {بلغوا عني ولو آية}. ومن لم يبلغ ما علمه من دين الله كان كاتما، وقد توعد الله الذين يكتمون ما أنزل الله من البينات والهدى باللعنة. ومنها هداية من أراد الله هدايته بسبب الدعوة وحصول الأجر العظيم لما دعاه، كما قال - صلى الله عليه وسلم -: {من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا}.

وفي الختام أسأل الله أن ينصر دينه، ويعلي كلمته، وينصر أولياءه، ويخذل أعداءه، ويهدي ضال المسلمين، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.

ـ[أم صفية وفريدة]ــــــــ[03 - 05 - 09, 12:39 ص]ـ

جزاكم الله خيرًا على هذه الفائدة النفيسة

أن يكون على علم بما يدعو إليه. قال تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ} فالرسول - صلى الله عليه وسلم - يدعو إلى الله على بصيرة، وأتباعه يدعون إلى الله على بصيرة. والبصيرة هي العلم، فلا بد للداعية من العلم بما يشرع وما لا يشرع بأن يميز بين السنة والبدعة والحسنة والسيئة، والحلال والحرام، وأن يعرف الشرك والتوحيد، وما هو الكفر والفسوق والعصيان حتى يعامل المدعوين بحسب ما عندهم من الخلل، فهو يحتاج إلى العلم الذي يستطيع به إقناع المعارض وإفحام المناظر ودحض الشبهة.

وهذه نقطة هامة جدًا، فالدعوة إلى الله ينبغي أن تكون قائمة على علم؛

أحيانًا العامة يستفتون الداعية لاعتقادهم أن كل داعية إلى الله فقيه!!

أيضًا أغلب الأحاديث الضعيفة والموضوعة تنتشر بين الناس بسبب (جماعة الدعوة والتبليغ والإخوان) الذين يروون الأحاديث بالمعنى لعدم حفظهم النصوص، كم أبغضهم!!

يحسبون أن كل من هبّ ودب يدعو إلى الله ويخطب في الناس http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/icon4.gif

الله المستعان ....

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير