تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

نَصَّهُ بِقِيَاسٍ، بَلْ تُهْدَرُ الأَقْيِسَة وَتَتَلَقَّى نُصُوصَهُ .. وَلاَ يحرِّف كَلاَمَهُ عَنْ حَقِيقَتِهِ لخَيَالٍ يُسَمِّيهِ أَصْحَابُهُ مَعْقُولاً، نَعَمْ هُوَ مَجْهُولٌ وَعَنِ الصَّوَابِ مَعْزُولٌ، وَلاَ يُوقفُ قَبُولُ مَا جَاءَ بِهِ صَلىَّ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلىَ مُوَافَقَةِ أَحَدٍ، فَكُلُّ هَذَا مِنْ قِلَّةِ الأَدَبِ مَعَهُ صَلىَّ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلمََّ وَهُوَ عَيْنُ الجُرْأَةِ" [مدارج السالكين لابن القيم: 2/ 387،390]

34. عِظمُ ذِكْرِ اللهِ تَعَالَى

قال أبو القاسم الأصبهاني رحمه الله: "لاَ نُعَارِضُ سُنَّةَ النَّبِيِّ صَلىَّ اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بِالمَعْقُولِ لِأَنَّ الدِّينَ إِنَّمَا هُوَ الاِنْقِيَادُ، وَالتَّسْلِيمُ دُونَ الرَدِّ إِلىَ مَا يوُجِبُهُ العَقْلُ، لِأنََّ العَقْلَ مَا يُؤَدِّي إِلىَ قَبْولِ السُنَّةِ، فَأَمَّا مَا يُؤَدِّي إِلىَ إِبْطَالِهَا فَهُوَ جَهْلٌ لاَ عَقْلٌ" [الحجة في بيان المحجة لأبي القاسم الأصبهاني: 2/ 509]

35. ذِكْرُ النّاس دَاءٌ، وذِكْرُ اللهِ دَوَاء

قالَ ابنُ القيِّم رحمَهُ الله: "الذِّكرُ بابُ المَحبَّةِ وَشَارِعُهاَ الأعْظمُ وَصِراطُهَا الأَقْوَم" وقال -رحمه الله- "مَحبّةُ اللهِ تعالى ومَعرفتُهُ وَدَوامُ ذِكرِه والسّكونُ إليه والطمأنينةُ إليهِ وَإفرادُهَ بالحُبِّ وَالخوفِ وَالرجاءِ وَالتوكّلِ وَالمعاملةِ بحيثُ يكونُ هوَ وحدَه المُستوْلِي علَى هُمُومِ العبدِ وَعَزَمَاتِهِ وَإرَادتِهِ، هُوَ جنّةُُ الدّنْياَ وَالنَّعيمُ الذِي لا يُشْبِهُهُ نَعيمٌ، وَهُوَ قُرّةُ عَيْنِ المُحِبَِّينَ وَحياةُ العاَرِفِينَ" [الوابل الصيِّب، لابن القيم: 70]

36. تَقْوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ

قال عبدُ الله بن عَوْن: "ذِكْرُ النَّاسِ داءٌ، وذِكْرُ اللهِ دواءٌ". قال الحافظُ الذّهبي معلِّقا: "قلت: إِي والله، فالعَجَبُ مِنّا ومِنْ جَهْلِنا كيفَ ندَعُ الدّواءَ وَنقتَحِمُ الدّاءَ؟ قال اللهُ تعالى: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ) [البقرة: 152]، (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ) [العنكبوت: 45]، (الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد: 28] ولكنْ لا يَتَهيّأُ ذلكَ إلاّ بتوْفيق اللهِ وَمَنْ أدْمَنَ الدُّعاءَ، وَلاَزَمَ قَرْعَ البابِ فُتِحِ لَهُ" [سير أعلام النّبلاء، للذهبي: 6/ 369]

37. مَتَى صَحَّت التّقوَى رَأيْتَ كُلَّ خيْرٍ

عن بكرٍ المُزَنِي قال: لمّا كانت فتنة ابن الأشعث، قال طلقُ بنُ حبيب: اِتَّقُوهاَ بالتَّقْوَى. فقيلَ لَه: صِفْ لَناَ التَّقْوَى. فقالَ: "العَمَلُ بِطَاعَةِ اللهِ، عَلَى نُورٍ مِن َاللهِ، رَجَاءَ ثَوَابِ اللهِ وَتَرْكُ معاصي الله عَلَى نورٍ مِنَ اللهِ، مخافةَ عذاب ِاللهِ". قال الذّهبي -رحمه الله- تعليقاً على هذه الكلمة: "أبْدَعَ وأَوْجَزَ، فلا تقْوىَ إلاّ بعملٍ ولا عملَ إلا ّبتَرَوِّ منَ العِلْمِ وَالاِتباع، ولا ينفعُ ذلك إلاَّ بالإخلاَصِ، لاَ لِيُقالَ فلانٌ تاركٌ للمَعَاصِي بِنُورِ الفِقْهِ إذِ المَعَاصي يفتقرُ اجتنابُهاَ إلىَ مَعْرِفَتِهاَ ويكونُ التَّرْكُ خوْفاً منَ اللهِ، لاَ لِيُمْدَحَ بِتَرْكِهَا، فَمَنْ دَاوَمَ عَلَى هَذِهِ الوَصِيَّةِ فَقَدْ فَازَ" [سير أعلام النبلاء، للذهبي: 4/ 601]

38. ما جَاء عَنِ السَّلَفِ فِي التَّقْوَى

قَالَ ابنُ الجوزي في وصِيّته المشهورة التي كَتبها لابنه أبي القاسِم: "يا بُنَيَّ، ومتَى صَحَّتِ التّقوىَ رَأيتَ كلَّ خيرٍ، وَالمُتَّقي لا يُرَائي الخلْقَ ولا يتعرّضُ لِماَ يُؤذي دينَهُ ومن حَفِظَ حُدودَ اللهِ حفظَهُ اللهُ، قال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وآله وسلّم لابن عباس رَضي الله عنهما: "احفظ ِاللهَ يحفظكَ، احفظِ اللهَ تجدْهُ أمامكَ" وَاعلمْ يا بُنيّ أنّ يونسَ عليه السَّلام لَماّ كانتْ ذَخيرتُه خيراً نَجَا بهَا مِنْ الشِدّةِ. قال الله عزّ وجلّ: (فَلَوْلاَ أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) [الصافات:143 - 144]. وأمّا فرعونُ فلماّ لمْ تكُنْ ذخيرتُه خيراً لم يجِدْ في شدّته مخلّصاً فقيل له: (آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير