تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال إبراهيم بن أدهم: "مَا صَدق َاللهَ عَبدٌ أَحَبَّ الشُّهرة "قال الحافظ الذهبي معلِّقا: "قلت: عَلاَمَة ُالمُخلِصِ الذي قد يُحِبُّ شُهرَةً، ولا يشعرُ بها، أنّه إذا عُوتب في ذلك لا يَحْرَدُ (أي: لا يغضب) ولا يُبَرِّىءُ نفسَهُ، بل يعترف ويقول: رحمَ الله من أهدى إليَّ عُيوبي، ولا يَكُنْ مُعْجباً بنفسِه؛ لا يشعرُ بعيوبها، بل لا يشعر أنّه لا يشعر، فإنّ هذا داءٌ مزمنٌ" [سير أعلام النبلاء للذهبي: 7/ 393]

52. الرِّيَاءُ بَلاَءٌ

قال سفيان الثوري -رحمه الله-: "…وَإيَّاكَ أَنْ تَكُونَ كَمَنْ يُحِبُّ أَنْ يُعْمَلَ بِقَوْلِهِ، أَوْ يُنْشَرَ قَوْلُهُ، أَوْ يُسْمَعَ قَوْلُهُ، فَإذَا تُرِكَ ذاَكَ مِنْهُ؛ عُرِفَ فِيهِ" [حلية الأولياء، لأبي نعيم: 6/ 376]

53. مَنْ تَزَيَّنَ لِلنَّاسِ بِِمَا يَعْلَمُ اللهُ مِنْهُ غَيْرَِ ذلَِكَ شَانَهُ اللهُ

قال ابن قيَِّم الجوزية -رحمه الله-: "لَمَّا كَانَ المُتَزَيِّنُ بِمَا لَيْسَ فِيهِ ضِدّ المُخْلِصِ -فَإِنَّهُ يُظْهِرُ للنَّاسِ أَمْرًا وَهُوَ فِي البَاطِنِ بِخِلاَفِه- عَامَلَهُ الله بِنَقِيضِ قَصْدِهِ، فَإِنَّ المُعَاقَبَةَ بِنَقِيضِ القَصْدِ ثَابِتَةٌُ شَرْعًا وَقَدَرًا، وَلَمَّا كَانَ المُخْلِصُ يُعَجَّلُ لَهُ مِنْ ثَوَابِ إِخْلاَصِهِ الحَلاَوَة وَالمَحَبَّة وَالمَهَابَة فيِ قُلُوبِ النَّاسِ، عجّلَ للمُتَزَيِّنِ بِمَا لَيْسَ فِيهِ مِنْ عُقُوبَتِهِ أَن شَانَهُ اللهُ بينَ النَّاسِ؛ لأنّهُ شَانَ بَاطِنهُ عِنْدَ الله، وَهَذَا مُوجِبُ أَسْمَاءِ الرَبِّ الحُسنَى وَصِفَاتِهِ العُلْيَا وَحِكْمَتِهِ في قَضَائِه وَشَرْعِهِ. هذا، وَلَمَّا كَانَ مَنْ تَزَيَّنَ للنَّاسِ بِمَا لَيْسَ فِيهِ مِنَ الخُشُوعِ وَالدِّينِ وَالنُّسُكِ وَالعِلْمِ وَغَيْرِ ذَلِكَ قَدْ نَصَّبَ نَفْسَهُ لِلوَازِمِ هَذِهِ الأشْيَاء وَمُقْتَضَيَاتها؛ فَلاَ بُدَّ أَنْ تُطْلَبَ مِنْهُ، فَإذَا لَمْ تُوجَدْ عِنْدَهُ؛ افْتُضِحَ، فَيَشِينُهُ ذَلِكَ مِنْ حَيْثُ ظَنَّ أَنَّهُ عِنْدَهُ" [إعلام الموقعين لابن القيِّم: 2/ 180ـ181]

54. فِي حِفْظِ الوَقْتِ

قال ابنُ الجوزي -رحمه الله- عن الوقتِ وحِفْظهِ واتقاءِ إضاعتِهِ: "رأيتُ العاداتِ قدْ غَلبَتْ علَى النَّاسِ في تَضييعِ الزَّمَانِ، فَهُمْ يَتزَاوَرُونَ فَلاَ يَنْفَكُّونَ عنْ كلام لا ينفع وغيبة وأقلّه ضياع الزَّمانِ، وقد كانَ القدماءُ يحذِّرون منْ ذلك ..... ؛ وَاعْلمْ أنّ الزَّمانَ أشْرَفُ مِنْ أنْ يَضِيعَ مِنْهُ لحظةٌ فَكَمْ يُضَيِّعُ الآدَمِيُّ منْ سَاعَاتٍ يفوتُهُ فيهَا الثوابُ الجزيلُ ... والذي يُعينُ عَلىَ اغتنامِ الزَّمانِ الانفرادُ والعُزلَةُ مَهْماَ أمْكَنَ والاِختصارُ علَى السَّلامِ أو حاجةٍ مُهِمّة لمن يَلْقَى، وَقلّةُ الأكلِ فإنَّ كَثْرَتَهُ سببُ النَّومِ الطويلِ وَضياعِ الَّليلِ وَمَنْ نَظَرَ فِي سِيَرِ السَّلَفِ وَآمَنَ بالجَزَاءِ بانَ لهُ ما ذكرْتُهُ" [الآداب الشرعية لا بن مفلح: 3/ 474]

55. أَثَرُ المَعاصِي

قال ابن القيم -رحمه الله-: "قِلَّةُ التَّوْفِيقِ، وَفَسَادُ الرّأي، وخفاءُ الحقِّ، وفسادُ القلبِ، وخمولُ الذِّكرِ، وإِضاعةُ الوقتِ و نُفْرَةُ الخَلْْقِ، والوَحْشَةُ بينَ العَبْدِ وبيْنَ ربِّهِ، ومَنْعُ إجابةِ الدُّعاء، وقسْوَةُ القلْبِ، ومَحْقُ البركَةِ في الرِّزق والعُمرِ، وحِرمانُ العلمِ، ولِبَاسُ الذُّلِّ، وإِهانةُ العَدوِّ، وَضِيقُ الصَّدرِ، والاِبتلاءُ بِقرناءِ السُّوءِ الذين يُفْسِدونَ القَلوب ويُضيِّعونَ الوقْتَ، وطول الهَمّ والغمِّ، وضَنْكُ المعيشةِ، وكَسْفُ البالِ، تتولّدُ مِنَ المَعْصِيَةِ وَالغَفْلَةِ عَنْ ذِكْر الله كَمَا يَتَوَلَّدُ الزَّرْعُ مِنَ المَاءِ، والإِحْرَاقُ مِنَ النَّارِ، وأَضْدَادُ هَذِهِ تَتَوَلَّد عَنِ الطَّاعِةِ" [الفوائد لابن القيِّم: 46]

56. مِن ْوصَاياَ السَّلََف

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير