تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فهذا الحديث المتفق على صحته نصٌّ صريح في أنه: لا ينبغي أن يتكلم إلا إذا كان الكلام خيراً، وهو الذي ظهرت له مصلحته، ومتى شكَّ في ظهور المصلحة فلا يتكلم. وقد قال الإِمام الشافعي - رحمه الله -: «إذا أراد الكلام فعليه أن يفكر قبل كلامه: فإن ظهرت المصلحة تكلَّم، وإن شكَّ لم يتكلم حتى تظهر») [50].

وقال ابن القيم - رحمه الله -: «وأما اللفظات فحفظها بأن لا تخرج لفظة ضائعة بأن لا يتكلم إلا فيما يرجو فيه الربح في دينه: فإذا أراد أن يتكلم بالكلمة نظر: هل فيها ربح وفائدة أم لا؟ فإن لم يكن فيها ربح أمسك عنها.

وإن كان فيها ربح نظر: هل تفوت بها كلمة أربح منها فلا يضيعها بهذه» [51].

فلنتفكر في كلامنا ولنقدم لأنفسنا ولنحاسبها ولْنُلزِمها كتاب الله وسنَّة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، ولننهى أنفسنا عن هواها.

جعلنا الله وإياكم ممن قال الله فيهم: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} [النازعات: 04 - 14] والحمد لله أولاً وآخراً، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.


(*) باحث شرعي (الإجازة العالية من كلية الشريعة بالجامعة الإسلامية) المدينة المنورة.
[1] عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: أَنَّ الْحَرُورِيَّةَ لَمَّا خَرَجَتْ وَهُوَ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالُوا: لَا حُكْمَ إِلَّا لِلَّهِ، قَالَ عَلِيٌّ: كَلِمَةُ حَقٍّ أُرِيدَ بِهَا بَاطِلٌ ... » إلخ الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه: (رقم 1066).

[2] رواه الإمام أحمد: (3/ 198) والقضاعي في «مسند الشهاب»: (2/ 62 - 63 رقم 887) وابن أبي الدنيا في «الصمت»: (رقم 9) وقال الهيثمي في «مجمع الزوائد» (1/ 53): «رواه أحمد، وفي إسناده علي بن مسعدة، وثقه جماعة، وضعفه آخرون» ا. هـ وحسنه الشيخ الألباني في الصحيحة: (رقم 2841).

[3] جامع العلوم والحكم لابن رجب: ص/91.

[4] رواه الطيالسي في «مسنده»: (رقم 2209) والإمام أحمد: (3/ 95 - 96) والترمذي: (رقم 2407) وابن السني في عمل اليوم والليلة: (رقم 1) وأبو يعلى في «مسنده»: (2/ 403 رقم 1185) وأبونعيم في «الحلية»: (4/ 309) والبيهقي في «شعب الإيمان»: (4/ 243 - 244) والبغوي في «شرح السنة»: (رقم 4126) وغيرهم، وصححه ابن خزيمة، وجود إسناده الحافظ العراقي، وصححه السيوطي كما في فيض القدير للمناوي (1/ 287) وحسنه الألباني في «صحيح الجامع»: (رقم 351) وشعيب الأرنؤوط في تحقيق «المسند»: (3/ 95).

[5] «شرح السنة»: (14/ 316).

[6] ذكره عنه الشيخ الأرنؤوط في تحقيق «المسند»: (18/ 403).

[7] «الفوائد» لابن القيم: ص/ 106،107.

[8] انظر: «الصمت» لابن أبي الدنيا: (رقم 66) «الذريعة إلى مكارم الشريعة» للراغب: ص/268.

[9] رواه الإمام أحمد: (5/ 231، 237) والترمذي: (رقم 2616) وقال: حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ، وابن ماجة: (رقم 3973) والحاكم في المستدرك: (2/ 413) وقال: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، وصححه الألباني في «صحيح سنن ابن ماجة»: (رقم 3209).

[10] «جامع العلوم والحكم»: ص/ 334.

[11] رواه الطيالسي: (رقم 1231) والإمام أحمد: (3/ 413، 4/ 384،385) والدارمي: (رقم 2711) والترمذي: (رقم 2410) وابن ماجة: (رقم 3972) وابن أبي الدنيا في «الصمت»: (رقم 7) وابن حبان في صحيحه: (5698، 5699، 5700، 5702) والحاكم: (4/ 313) والبيهقي في «شعب الإيمان»: (4/ 236، 237، 238) وغيرهم، وصححه ابن حبان والحاكم ووافقه الذهب، وابن القيم في الداء والدواء: ص/ 251، والألباني في «صحيح سنن ابن ماجة»: (رقم 3208). وروى مسلم في صحيحه (رقم 38) أصل هذا الحديث دون ذكر ما يتعلق باللسان، وهو الحديث الوحيد لسفيان بن عبد الله الثقفي - رضي الله عنه - في صحيح مسلم، والله أعلم.

[12] رواه ابن أبي عاصم في «الزهد»: (رقم 8) وقال المنذري في «الترغيب والترهيب»: (3/ 527) والهيثمي في «مجمع الزوائد»: (10/ 299): «رواه الطبراني بإسنادين، أحدهما جيد» ا. هـ، وصححه الألباني في «صحيح الترغيب والترهيب»: (رقم 2864).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير