تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وعن عبد الله بن أبي قيس رضي الله عنه قال: قالت عائشة رضي الله عنها: (لا تدع قيام الليل، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يدعه، وكان إذا مرض، أو كسل، صلى قاعدا) رواه أبو داود وابن خزيمة في صحيحه

وعن طارق بن شهاب: (أنه بات عند سلمان رضي الله عنه لينظر ما اجتهاده، قال فقام يصلي من آخر الليل، فكأنه لم ير الذي كان يظن، فذكر ذلك له فقال سلمان حافظوا على هذه الصلوات الخمس، فإنهن كفارات لهذه الجراحات، ما لم تصب المقتلة، فإذا صلى الناس العشاء، صدروا عن ثلاث منازل، منهم من عليه، ولا له ومنهم من له، ولا عليه، ومنهم من لا له، ولا عليه، فرجل اغتنم ظلمة الليل، وغفلة الناس، فركب فرسه في المعاصي، فذلك عليه، ولا له، ومن له، ولا عليه فرجل اغتنم ظلمة الليل، وغفلة الناس، فقام يصلي، فذلك له، ولا عليه، ومن لا له، ولا عليه، فرجل صلى ثم نام، فلا له، ولا عليه، إياك والحقحقة، وعليك بالقصد، وداومه) رواه الطبراني في الكبير موقوفا.

والحقحقة السيبر الشديد، حتى تعطب راحلته، فلا يبلغ مراده

وعن فضالة بن عبيد، و تميم الداري رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من قرأ عشر آيات في ليلة كتب له قنطار، والقنطار خير من الدنيا، وما فيها، فإذا كان يوم القيامة يقول ربُّك عز وجل، اقرأ وارق بكل آية درجة، حتى ينتهي إلى آخر آية معه، يقول الله عز وجل للعبد: اقبض، فيقول العبد بيده يا ربّ أنت أعلم، يقول بهذه الخلد، وبهذه النعيم) رواه الطبراني في الكبير والأوسط

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آية، كتب من القانتين، ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين) رواه أبو داود وابن خزيمة في صحيحه

وعن عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

(ما من امرىء تكون له صلاة بليل، فيغلبه عليها نوم، إلاّ كُتب الله له أجر صلاته، وكان نومه عليه صدقة) رواه مالك وأبو داود والنسائي

وأما حال السلف مع قيام الليل، فمن اطّلع على أحوالهم في الليل، علم السر في بركة علومهم، وآثارهم على الأمّة، وتعرف على السبب في اصطفاء الله تعالى لهم إذ جعلهم خير القرون.

وهذه جملة مما في كتب التراجم، مثل صفة الصفوة، وحلية الأولياء، وغيرهما

كان ابن مسعود إذا هدأت العيون قام، فيُسمع له دويّ كدويّ النحل حتّى يصبح،

وقال أبو عثمان النهدي: تضيّفت أبا هريرة سبعا، فكان هو امرأته، وخادمه، يتعقّبون الليل أثلاثا: يصلّي هذا، ثم يوقظ هذا، ويصلّي هذا، ثم يوقظ هذا،

وعن أبي غالب قال: كان ابن عمر رضي الله عنهما ينزل علينا بمكة، وكان يتهجّد من الليل، فقال لي ذات ليلة قبل الصبح: يا أبا غالب: ألا تقوم تصلّي، ولو تقرأ بثلث القرآن، فقلت: يا أبا عبد الرحمن قد دنا الصبح فكيف اقرأ بثلث القرآن؟! فقال إنّ سورة الإخلاص (قل هو الله أحد) تعدل ثلث القرآن

و قال أبو الدرداء: صلّوا ركعتين في ظلم الليل لظلمة القبور،

وسألت ابنة الربيع أباها: يا أبتاه، الناس ينامون ولا أراك تنام؟ قال يا بنية: إن أباك يخاف السيّئات.

وكان زيد بن الحارث يجزىء الليل إلى ثلاثة أجزاء: جزءٌ عليه، وجزءٌ على إبنه، وجزءٌعلى ابنه الآخر،

وقال سعيد بن المسيب: إنَّ الرجل ليقوم الليل، فيجعل الله في وجهه نوراً، يحبه كلُّ مسلم، فيراه من لم يره قط، فيقول إني أحبّ هذا الرجل،

وسئل الحسن البصري: ما بال المتهجدين بالليل، من أحسن الناس وجوها، فقال: لأنهم خلوْا بالرحمن، فألبسهم من نوره،

وكان أبو إسحاق السبيعي رحمه الله يقول: يا معشر الشباب جدّوا واجتهدوا، وبادرواقوتكم، واغتنموا شبيبتكم قبل أن تعجزوا، فإنه قلّ ما مرّت عليّ ليلة إلاّ قرأت فيها بألف آية.

ولما احتضر أبو الشعثاء رحمه الله، بكي، فقيل له: ما يبكيك: قال لم أشتف من قيام الليل.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير