إذا كان يوجد كلام في مكتبة داخل المسجد غير الذكر؟ نقول: إذا كانت المكتبة من المسجد فحكمها حكم المسجد، ليس فيها كلام، أما إذا كانت المكتبة بابها إلى الخارج، وليس لها باب إلى المسجد وقد يكون لها أحكام مختلفة، لكن المكتبة داخل حدود المسجد وبابها مفتوح إلى المسجد، ليس للخارج حكمها حكم المسجد. نكتفي بهذا، ونكون قد أنهينا الدرس، وصلى الله على نبينا محمد .......
ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[26 - 09 - 09, 05:48 م]ـ
فضل المساجد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العلمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
أيها الإخوة الكرام ... مع الدرس الخامس من سورة الجن، ومع الآية الثامنة عشرة وهي قوله تعالى:
(سورة الجن)
إن القرآن الكريم كتابٌ أحكمت آياته ثم فصلّت، فكلُّ آيةٍ تأخذ بالآية التي بعدها لتصبح كأنها سلسلة، فالآية الأولى في هذه السورة هي قوله تعالى:
(سورة الجن: آية " 1 ")
(سورة الجن: آية " 18 ")
المساجد لله:
أوحي إليَّ: أنه استمع نفرٌ من الجن، وأن المساجد لله.
فقد كان مما أوحي إلى النبي عليه الصلاة والسلام أن المساجد لله؛ أي: إن هذه البقاع في الأرض التي يُعْبَد الله فيها و تؤدَّى فيها الصلوات و يعلّم فيها العلم، هي لله وحده، لا لجهةٍ، ولا لفئةٍ، ولا لشخصٍ، و معنى أنها لله؛ أي: لا يجوز أن تكون الدعوة في المساجد إلا لله، فلا تقام فيها علاقة تجارية كالبيع والشراء، كما لا تقام فيها دعوة إلى إنسان ..
أيها الإخوة الكرام ... يقول عليه الصلاة والسلام:
" خير البلاد مساجدها، وشرُّها أسواقها ".
ففي الأسواق تُعرض الدنيا بأبهى شكلٍ وزينة، أما المساجد ففيها الآخرة، وإن حياة الإنسان مرتبطة بمعرفة الله و الاتصال به، فأين يعرف الله؟ إنه يعرفه في المسجد، كما أن حياة الإنسان مرتبطة بالعلّم، فأين يتعلّم؟ إنه يتعلمه في المسجد، فإذا كنت في المسجد كنت في المكان الذي يذكرك بالآخرة والعلم، كما يذكرك بالله عزَّ وجل و طاعته، وقد ورد في الحديث القدسي:
" إن بيوتي في الأرض المساجد، وإن زوارها هم عمارها، فطوبى لعبدٍ تتطهر في بيته ثم زارني وحُق على المزور أن يكرم الزائر"
فإذا كنت في بيتٍ من بيوت الله كنت في ضيافة الله، وضيافة الله عزَّ وجل ليست في طعام تأكلّه، أو شراب تشربه، ولكنها أمنٌ يملأ قلبك و توفيقٌ في عملك و صحةٌ في رؤيتك و توازنٌ في حياتك، فعطاء الله عزَّ وجل لا يقدَّر بثمن.
حب المساجد من علامات الإيمان:
لقد ورد في الحديث قوله:
" من أحب الله عزَّ وجل فليحبني، ومن أحبني فليحب أصحابي، ومن أحب أصحابي فليحب القرآن، ومن أحب القرآن فليحب المساجد ".
أي: إن من علامة إيمانك أنك تحب الله و رسوله و أصحابه، و أن تحب القرآن والمساجد، لذلك جاء في الحديث أنه من كان يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان، فمن أين استنبط النبي عليه الصلاة والسلام هذه الأحاديث؟ من قوله تعالى:
(سورة التوبة: آية " 18 ")
إن من علامات إيمانك أن ترتاح في المسجد، كما أن من علامات ضعف الإيمان أن تتضايق في المسجد، فالمؤمن في المسجد كالسمك في الماء، أما غير المؤمن من المسجد فهو كالعصفور في القفص لشدة تضايقه.
“ من أحب الله عزَّ وجل أحبني ومن أحبني فليحب أصحابي ومن أحب أصحابي فليحب القرآن ومن أحب القرآن فليحب المساجد فإنها أفنية الله عزَّ وجل “.
¥