تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إن هذه الآيات هي حكم قطعي، فهؤلاء الجن لا يعلمون الغيب، ولا يملكون النفع ولا الضُر، وهم محاسبون ومعذَّبون إن عصوا، كما أنهم مكافؤون إن نجوا، وقد أُرسل النبي عليه الصلاة والسلام لهم، لكن النبي لم يعلم بوجودهم إلا بعد أن أعلمه الله بذلك، وقد ذكرت هذا كثيراً، ولكن الدرس الماضي لا يعني أنه ليس هناك إنسٌ يتعاونون مع الجن، إن هذا التعاون موجود، ولكنه غير مشروع، فقد نفيت مشروعية التعامل مع الجن، لكن الواقع يؤكِّد أن هناك أُناساً (رجالاً من الإنس يعوذون برجالٍ من الجن)، و هذا ما قاله الله عزَّ وجل (فزادوهم رهقاً)، وقد يستمتع الجن أحياناً بالإنس في مصالحهم وفي نشر ضلالاتهم، فأنا أنفي مشروعية التعامل مع الجن، أما التعاون بين الإنس والجن فهو قائم، وقد ذكره الله عزَّ وجل، ولكني أؤكد لكم أن هذا التعاون غير مشروع، بل هو محرَّم (ومن سحر فقد كفر)، لكن هناك من يزعم أنه يتصل بالجن وأنه يستقي الأخبار منهم ويتعاون معهم، فهو قد يستفيد من خصائص الجن في سرعة التنقُّل و الإتيان بأخبار دقيقة عن الشخص، كما أنه قد يدعي أنه يستحضر أرواح الموتى، وهو لا يفعل هذا في الحقيقة، بل إنه يستحضر قرناءهم من الجن، فيأتون بتفاصيل دقيقة جداً، فأنا لم أنف التعاون، بل أنفي مشروعية التعاون، فالتعاون غير مشروع، وليس عندنا للاستعاذة من ذلك إلا قول الله عزَّ وجل:

(سورة الأعراف)

و قول الله عزَّ وجل:

(سورة الأعراف)

و المعوذتان:

(سورة الفلق)

(سورة الناس)

هذا هو ديننا ... إنه دين علم، و دين النقل الصحيح، دين القرآن الكريم، أما ما سوى الكتاب والسنة فلا تلتفت إليه، و لا تعبأ به بل اركله بقدمك لأنه باطل في باطل.

فأنا لم أنف التعاون فالتعاون قائم، ولكنني أنفي مشروعية التعاون، و والله الذي لا إله إلا هو لقد ذكر لي أحد الإخوة الكرام عن رجل يتعاون مع الجن، فقال: والله إنه لا يصلّي وهو من أكبر الزناة، وله أساليب في قنص النساء يندى لها الجبين، فهذا التعاون قائم ولكن ليس مشروعاً، بل هو ضلالة.

وقد ذكرت لكم كثيراً أن كل خرقٍ للعادات إذا كان على يد نبي فهو معجزة، وإذا كان على يد ولي فهو كرامة، وإذا كان على يد فاسق فهو استدراجٌ وضلالة، فخرق العادات موجود حتى عند المضلّين، فقد تقول لي: ما تفسير هذا؟ فأقول: إن الدين لم يقره حتى يعطي تفسيراً له، فاسأل أهل الذكر، و اسأل الأطباء، فقد يجلس بعض الناس، ويتحدث عن خرق العادات، وعن هذا الذي يدخل سيخ في بطنه مثلاً، ففي جلسة من الجلسات قال أحدهم: ما قولكم فيّ؟ وهو لا يصلّي، وله أعمال من دون ذلك، ثم قال: أنا وآبائي على هذا المنوال. فهو يستخدم ذلك وسيلة للارتزاق.

أما الإسلام فهو بريء من هذه الخزعبلات والخرافات والتجاوزات والشطحات، لأن الإسلام دين علم، و دين كتاب وسنَّة، و دين منهج واضح، فكل شيء لم يفعله النبي فهو غير مشروع ..

أقال الله حين عبدتموه كلوا أكل البهائم وارقصوا لي

لقد علَّم النبي أصحابه أن يكونوا رهباناً في الليل فرساناً في النهار، و أنا لا أريد أن أطيل الحديث، لكني أريد أن أقول: إننا لا نملك إلا سنة النبي عليه الصلاة والسلام، قال تعالى:

(سورة الحشر: آية " 7 ")

فيجب عليك أن تمتلك منهج للتلقي، فترفض أي شيء خلاف الكتاب، وإلا وقعنا في متاهات لا تنتهي.

والحمد لله رب العالمين

ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[26 - 09 - 09, 05:49 م]ـ

فضل المساجد

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العلمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.

أيها الإخوة الكرام ... مع الدرس الخامس من سورة الجن، ومع الآية الثامنة عشرة وهي قوله تعالى:

(سورة الجن)

إن القرآن الكريم كتابٌ أحكمت آياته ثم فصلّت، فكلُّ آيةٍ تأخذ بالآية التي بعدها لتصبح كأنها سلسلة، فالآية الأولى في هذه السورة هي قوله تعالى:

(سورة الجن: آية " 1 ")

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير