تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لقد كَرِه العلماء -أيها الإخوة- البيع والشراء في المسجد؛ كأن تبيع بضاعة في المسجد فتساوم عليها، حتى إن بعض التابعين قال: (يا أبناء الأفاعي، أتخذتم مساجد الله أسواقاً؟؟ هذا سوق الآخرة) أي: يباع فيه بضاعة الآخرة، وهي معرفة الله عزَّ وجل.

و ورد أيضاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:

" مَنْ سَمِعَ رَجُلا يَنْشُدُ ضَالَّةً فِي الْمَسْجِدِ فَلْيَقُلْ: لا رَدَّهَا اللَّهُ عَلَيْكَ فَإِنَّ الْمَسَاجِدَ لَمْ تُبْنَ لِهَذَا " *

(من صحيح مسلم عن أبي هريرة)

فتحقيق مصالح شخصية في المسجد من بيع و شراء، أو حل مشكلة ما يكون خارج المسجد، لأن هذه المساجد لم تبن لهذا.

وآخر شيء أود ذكره هو أن السلف الصالح والعلماء كرهوا رفع الصوت في المسجد، فخفض الصوت في المسجد من السنة، فإذا انتهى الدرس كان من الأولى أن يكون الصوت خفيضاً وذلك أدباً مع الله عزَّ وجل، فالإنسان دائماً يتأدَّب مع صاحب البيت، و كلما كان صاحب البيت عظيماً تأدب معه الإنسان أكثر، كانت هذه بعض الأحاديث المتعلقة بالمساجد التي وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم،

تلخيص معاني كلمة (مسجد):

إن الآية الكريمة تقول:

1 - المعنى الأول: إن المساجد هي مكان السجود، وإن أي أرضٍ تصلي فيها هي الله، فيجب أن تكون مخلصاً لله في كل شؤون حياتك، وفي كل أحوالك وحركاتك وسكناتك.

2 - المعنى الثاني: إن هذه الأعضاء (المساجد) التي تسجد بها لله ينبغي ألا تُخْضعها لغير الله، فلا تحنِ رأسك لغير الله، ولا تمد يدك ليدٍ مشبوهة، ولا تسر برجلك إلى معصية.

3 - المعنى الثالث: المساجد: (مصدر ميمي) وتعني:الصلوات، و الصلوات تكون لله وحده.

4 - المعنى الرابع: المسجد هو البيت الذي بني لأداء الصلوات، وإن هذا البيت بني لتعريف الناس بالله، فلا ينبغي لك أن تطرح فيه نظرية أرضية، ولا دعوة لإنسان أو جهة، أو فئة أو جماعة، فالمساجد لكل المسلمين، وفيها تتحقق المساواة بينهم، فإذا كنت خارج المسجد فقد يكون لك مرتبة علمية، أو مكانة معينة، أو وظيفة مرموقة، أو حجم مالي كبير، أما إذا دخلت إلى بيت الله فأنت واحدٌ من المسلمين، وهذا شيءٌ مهمٌ جداً، فقد نجد أحياناً إنساناً يشعر بعزَّته في المسجد فيقول: أنا مقامي كمقام أغنى إنسان! أو كمقام أقوى إنسان! فالمسجد يوحِّد بين المسلمين، بينما تفرِّق الدنيا بينهم.

أيها الإخوة الكرام ...

(سورة الجن: آية " 1 ")

وأنه ..

فإذا أتيح للإنسان أن يتكلَّم في مسجد، أو أن يخطب في مسجد فليعلم علم اليقين أن هذا المنبر منبر رسول الله، وأن هذا الكرسي كرسي رسول الله، فلا يجوز له أن ينطق بأهوائه، ولا أن يروِّج أفكاره، ولا أن ينال من خصومه، لأن هذا المنبر لله عزَّ وجل، فينبغي أن تنطق فيه بالحق، وأن تضع تحت قدمك كل مصالحك و أهوائك ..

والحمد لله رب العالمين

...

إن هذه الآيات هي حكم قطعي، فهؤلاء الجن لا يعلمون الغيب، ولا يملكون النفع ولا الضُر، وهم محاسبون ومعذَّبون إن عصوا، كما أنهم مكافؤون إن نجوا، وقد أُرسل النبي عليه الصلاة والسلام لهم، لكن النبي لم يعلم بوجودهم إلا بعد أن أعلمه الله بذلك، وقد ذكرت هذا كثيراً، ولكن الدرس الماضي لا يعني أنه ليس هناك إنسٌ يتعاونون مع الجن، إن هذا التعاون موجود، ولكنه غير مشروع، فقد نفيت مشروعية التعامل مع الجن، لكن الواقع يؤكِّد أن هناك أُناساً (رجالاً من الإنس يعوذون برجالٍ من الجن)، و هذا ما قاله الله عزَّ وجل (فزادوهم رهقاً)، وقد يستمتع الجن أحياناً بالإنس في مصالحهم وفي نشر ضلالاتهم، فأنا أنفي مشروعية التعامل مع الجن، أما التعاون بين الإنس والجن فهو قائم، وقد ذكره الله عزَّ وجل، ولكني أؤكد لكم أن هذا التعاون غير مشروع، بل هو محرَّم (ومن سحر فقد كفر)، لكن هناك من يزعم أنه يتصل بالجن وأنه يستقي الأخبار منهم ويتعاون معهم، فهو قد يستفيد من خصائص الجن في سرعة التنقُّل و الإتيان بأخبار دقيقة عن الشخص، كما أنه قد يدعي أنه يستحضر أرواح الموتى، وهو لا يفعل هذا في الحقيقة، بل إنه يستحضر قرناءهم من الجن، فيأتون بتفاصيل دقيقة جداً، فأنا لم أنف التعاون، بل أنفي مشروعية التعاون، فالتعاون غير مشروع، وليس عندنا

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير