تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هو أصحُّ الكتب بعد كتاب الله عزَّ وجلَّ، اتَّفق النَّاس على تقديمه وتعظيمه لِما اشتمل عليه من أحاديث انتقاها صاحبها انتقاءً بارعا، يحتوي على أزيد من (7000) حديث، تناول من خلالها صاحبه مواضيع فقهية وعقدية وجملة من أخبار السيرة النَّبوية وأخرى في التَّفسير، كما يتضمَّن فوائد حديثية يعرفها أهل الاختصاص.

1) متى وكيف دخل صحيح البخاري إلى الجزائر؟

لا يمكن بالتَّحديد رسم مسار وتحديد زمان وصول هذا الكتاب إلى أحضان بلدنا هذا، لكن يكفي أن نذكر بأنَّ منزلة الكتاب وعلوِّ مقام صاحبه تجاوزت الحدود وقطعت الآفاق في زمن مختصر جداًّ، وهو ما يفسِّر وصول الكتاب على أعقاب وفاة صاحبه مباشرة، وقد حاول الشَّيخ محمَّد ابن أبي شنب تحديد المسار الذي عن طريقه وصل هذا الكتاب إلى مدينة الجزائر خاصَّة، فكتب بحثاً حاضر به في مؤتمر المستشرقين المنعقد سنة (1905م) بمدينة الجزائر تحت عنوان: (كيف وصل صحيح البخاري إلى مدينة الجزائر)، ذكر فيه أبرز الأسانيد والطُّرق التي يروي عن طريقها علماء الجزائر هذا الكتاب.

2) أوَّل مَن شرح صحيح البخاري عالمٌ جزائري:

اختلفت آراء المختصِّين في تعيين أوَّل مَن كان له فضل الأسبقية في شرح هذا الكتاب العظيم، فذهب معظم المشتغلين بهذا الفنِّ إلى أنَّ أوَّل مَن شرح (صحيح البخاري) هو الإمام الخطَّابي المتوفي سنة (388 هـ)، في حين أنَّ بعض المؤرِّخين كالشَّيخ عبد الرَّحمن الجيلالي (حفظه الله) يرى بأنَّ العالم الجزائري أبو جعفر أحمد بن نصر الدَّاودي التِّلمساني المتوفي سنة (402 هـ) هو أوَّل مَن شرح هذا الكتاب، وهذه مزيَّة شريفة ومنقبة منيفة لأهل الجزائر، وكتابه (النَّصيحة) الذي شرح فيه (صحيح البخاري) ما يزال في حكم المفقود، على أنَّ بعض الباحثين يزعم بأنَّ هذا الشَّرح موجودٌ بإحدى مكتبات تركيا.

3) اهتمام علماء الجزائر بالكتاب:

اهتمَّ علماء الجزائر منذ القديم بهذا الكتاب عناية فائقة، فمنهم مَن رحل لسماعه وطلب الإجازة فيه، ومنهم مَن تجاوزت عنايته به إلى كتابة شرح عليه كما فعل ابن مرزوق التِّلمساني، ومحمَّد بن يوسف السَّنوسي، وأبي راس المعسكري، وأحمد بن قاسم البوني، وغيرهم كثير، ومنهم مَن كان يعقد مجالس سماع ورواية، وكثيرٌ منهم كان يشرحه في مجالسه لطلبته، بل كان الملوك والسَّلاطين يخطبون ودَّ العلماء لتخصيص مجالس سماع خاصَّة بهم، وينفقون الأموال للحصول على أصحِّ النُّسخ لهذا الكتاب، وهذه المظاهر اختفى بعضها مع دخول الاستعمار الفرنسي، وإن كان هذا الأخير احتفظ لهذه الأمَّة ببعض الرُّسوم الخاصَّة برواية وقراءة صحيح البخاري في بعض مساجد العاصمة، وأبقت منصت الحزَّاب الذي يقرأ (صحيح البخاري) كلَّ سنة على ما كان عليه في العهد العثماني، ثمَّ جاء الاستقلال فمُحيَت هذه المعاني التي ربما كان أهلنا يعتقدون بأنَّها من جملة ما ورثناه عن الاستعمار، وكان الأولى أن تغرس مثل هذه العادات الحسنة في المجتمع، وتهذَّب من بعض ما يعلق بها من الخرافات، وتدرج في إطار الإسلام الصَّحيح النَّقيِّ من الشَّوائب والسلوكيات الفاسدة.

4) بعض العادات:

من عادة أهل الجزائر أنَّهم يعقدون في كلِّ سنة في المساجد الكبيرة بالمدينة مجالس يحضرها العلماء وعامَّة النَّاس، تتلى فيها أحاديث البخاري، بطريقة محاطة بسياج من الأدب، وفي زمن مخصوص، وبتقاليد خاصَّة، وهي إلى عهد قريب كانت ما تزال موجودة، ثمَّ اندثر رسمها ولم يبق منها إلا الاسم، وقد حاول بعض الوزراء منذ عقد من الزَّمن إحياء هذه العادة، إلاَّ أنَّه لم يهيِّئ لها الأسباب التي يقوم كلُّ مشروع على أساسها، فذهب مشروعه أدراج الرِّياح، وجاء بعده مَن ألزم الأئمَّة بقراءة البخاري في المساجد على النَّحو الذي كان عليه علماء الجزائر فلم يزد على أن أصدر تعليمات لا ترقى إلى مستوى القضية، ومع ذلك فإنَّه ما تزال هذه العادة المستحسنة منتشرة في بعض الأماكن من وطننا، على غرار ما يفعله إمام المسجد الكبير بالجزائر العاصمة الشَّيخ ابن يوسف الذي على كبر سنِّه ما يزال قائما على إحياء هذه العادة.

5) مِن مظاهر هذه العادات:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير