تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يا شام، أين هما عينا معاويةٍ .... وأين من زحموا بالمنكب الشهبا

فلا خيول بني حمدان راقصةٌ .... زهواً ... ولا المتنبي مالئٌ حلبا

وقبر خالد في حمصٍ نلامسه .... فيرجف القبر من زواره غضبا

يا رب حيٍ .. رخام القبر مسكنه .... ورب ميتٍ .. على أقدامه انتصبا

يا ابن الوليد .. ألا سيفٌ تؤجره؟ .... فكل أسيافنا قد أصبحت خشبا

دمشق، يا كنز أحلامي ومروحتي .... أشكو العروبة أم أشكو لك العربا؟

أدمت سياط حزيران ظهورهم ..... فأدمنوها .. وباسوا كف من ضربا

وطالعوا كتب التاريخ .. واقتنعوا .... متى البنادق كانت تسكن الكتبا؟

سقوا فلسطين أحلاماً ملونةً .... وأطعموها سخيف القول والخطبا

وخلفوا القدس فوق الوحل عاريةً .... تبيح عزة نهديها لمن رغبا ..

هل من فلسطين مكتوبٌ يطمئنني ..... عمن كتبت إليه .. وهو ما كتبا؟

وعن بساتين ليمونٍ، وعن حلمٍ .... يزداد عني ابتعاداً .. كلما اقتربا

أيا فلسطين .. من يهديك زنبقةً؟ .... ومن يعيد لك البيت الذي خربا؟

شردت فوق رصيف الدمع باحثةً .... عن الحنان، ولكن ما وجدت أبا ..

تلفتي ... تجدينا في مباذلنا .. .. من يعبد الجنس، أو من يعبد الذهبا

فواحدٌ أعمت النعمى بصيرته .... فانحنى وأعطى الغواني كل ما كسبا

وواحدٌ ببحار النفط مغتسلٌ .... قد ضاق بالخيش ثوباً فارتدى القصبا

وواحدٌ نرجسيٌ في سريرته .... وواحدٌ من دم الأحرار قد شربا

إن كان من ذبحوا التاريخ هم نسبي .... على العصور .. فإني أرفض النسبا

يا شام، يا شام، ما في جعبتي طربٌ .... أستغفر الشعر أن يستجدي الطربا

ماذا سأقرأ من شعري ومن أدبي؟ .... حوافر الخيل داست عندنا الأدبا

وحاصرتنا .. وآذتنا .. فلا قلمٌ .... قال الحقيقة إلا اغتيل أو صلبا

يا من يعاتب مذبوحاً على دمه .... ونزف شريانه، ما أسهل العتبا

من جرب الكي لا ينسى مواجعه .... ومن رأى السم لا يشقى كمن شربا

حبل الفجيعة ملتفٌ على عنقي .... من ذا يعاتب مشنوقاً إذا اضطربا؟

الشعر ليس حماماتٍ نطيرها .... نحو السماء، ولا ناياً .. وريح صبا

لكنه غضبٌ طالت أظافره .... ما أجبن الشعر إن لم يركب الغضبا

ـ[ديبو]ــــــــ[04 - 10 - 2010, 11:42 م]ـ

أطفال الحجارة

بهروا الدنيا ..

وما في يدهم إلا الحجاره ..

وأضاؤوا كالقناديل، وجاؤوا كالبشاره

قاوموا .. وانفجروا .. واستشهدوا ..

وبقينا دبباً قطبيةً

صفحت أجسادها ضد الحراره ..

قاتلوا عنا إلى أن قتلوا ..

وجلسنا في مقاهينا .. كبصاق المحارة

واحدٌ يبحث منا عن تجارة ..

واحدٌ .. يطلب ملياراً جديداً ..

وزواجاً رابعاً ..

ونهوداً صقلتهن الحضارة ..

واحدٌ .. يبحث في لندن عن قصرٍ منيفٍ

واحدٌ .. يعمل سمسار سلاح ..

واحدٌ .. يطلب في البارات ثاره ..

واحدٌ .. بيحث عن عرشٍ وجيشٍ وإمارة ..

آه .. يا جيل الخيانات ..

ويا جيل العمولات ..

ويا جيل النفايات

ويا جيل الدعارة ..

سوف يجتاحك –مهما أبطأ التاريخ-

أطفال الحجاره ..

ـ[ديبو]ــــــــ[04 - 10 - 2010, 11:44 م]ـ

حكاية انقلاب

أنا الذي أحرق ألف ليلة وليلة ..

وأخلص النساء ..

من مخالب الأعراب ..

أنا الذي حميت وردة الأنوثة

من هجمة الطاعون ...

والذباب ..

أنا الذي جعلت من حبيبتي

مليكة تسير في ركابها ..

الأشجار ..

والنجوم ..

والسحاب ..

أنا الذي هرب قد هرب السلاح ..

في أرغفة الخبز ..

وفي لفائف التبغ ..

وفي بطانة الثياب ..

أنا الذي ذبحت شهريار في سريره ..

أنا الذي أنهيت عصر الوأد ..

والزواج بالمتعة ..

والإقطاع ..

والإرهاب ...

... وحين قامت دولة النساء ..

وارتفعت في الأفق البيارق ...

توقف النضال بالبنادق ..

وأبتدأ النضال

بالعيون .. والأهداب ..

ـ[ديبو]ــــــــ[04 - 10 - 2010, 11:45 م]ـ

الحاكم والعصفور

أتجول في الوطن العربي

لأقرأ شعري للجمهور

فأنا مقتنعٌ

أن الشعر رغيفٌ يخبز للجمهور

وأنا مقتنعٌ – منذ بدأت –

بأن الأحرف أسماكٌ

وبأن الماء هو الجمهور

أتجول في الوطن العربي

وليس معي إلا دفتر

يرسلني المخفر للمخفر

يرميني العسكر للعسكر

وأنا لا أحمل في جيبي إلا عصفور

لكن الضابط يوقفني

ويريد جوازاً للعصفور

تحتاج الكلمة في وطني

لجواز مرور

أبقى ملحوشاً ساعاتٍ

منتظراً فرمان المأمور

أتأمل في أكياس الرمل

ودمعي في عيني بحور

وأمامي كانت لافتةٌ

تتحدث عن (وطنٍ واحد)

تتحدث عن (شعبٍ واحد)

وأنا كالجرذ هنا قاعد

أتقيأ أحزاني ..

وأدوس جميع شعارات الطبشور

وأظل على باب بلادي

مرمياً ..

كالقدح المكسور

ـ[ديبو]ــــــــ[04 - 10 - 2010, 11:51 م]ـ

القصيدة الدمشقية

هذي دمشق .. وهذي الكأس والراح .... إني أحب ... وبعض الحب ذباح

أنا الدمشقي .. لو شرحتم جسدي .... لسال منه عناقيدٌ .. وتفاح

و لو فتحتم شراييني بمديتكم .... سمعتم في دمي أصوات من راحوا

زراعة القلب .. تشفي بعض من .... عشقوا وما لقلبي –إذا أحببت- جراح

مآذن الشام تبكي إذ تعانقني .... و للمآذن .. كالأشجار .. أرواح

للياسمين حقوقٌ في منازلنا .... وقطة البيت تغفو حيث ترتاح

طاحونة البن جزءٌ من طفولتنا .... فكيف أنسى؟ وعطر الهيل فواح

هذا مكان "أبي المعتز" .. منتظرٌ .... ووجه "فائزةٍ" حلوٌ و لماح

هنا جذوري .. هنا قلبي ... هنا لغتي .... فكيف أوضح؟ هل في العشق إيضاح؟

كم من دمشقيةٍ باعت أساورها .... حتى أغازلها ... والشعر مفتاح

أتيت يا شجر الصفصاف معتذراً .... فهل تسامح هيفاءٌ .. ووضاح؟

خمسون عاماً .. وأجزائي مبعثرةٌ .. .. فوق المحيط .. وما في الأفق مصباح

تقاذفتني بحارٌ لا ضفاف لها .... وطاردتني شياطينٌ وأشباح

أقاتل القبح في شعري وفي أدبي .... حتى يفتح نوارٌ ... وقداح

ما للعروبة تبدو مثل أرملةٍ؟ ... أليس في كتب التاريخ أفراح؟

والشعر .. ماذا سيبقى من أصالته؟ .... إذا تولاه نصابٌ ... ومداح؟

وكيف نكتب والأقفال في فمنا؟ .... وكل ثانيةٍ يأتيك سفاح؟

حملت شعري على ظهري فأتعبني .... ماذا من الشعر يبقى حين يرتاح؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير