تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ـ[ديبو]ــــــــ[05 - 10 - 2010, 12:12 ص]ـ

إفادة في محكمة الشعر

مرحباً يا عراق، جئت أغنيك ..... وبعضٌ من الغناء بكاء

مرحباً، مرحباً .. أتعرف وجهاً ..... حفرته الأيام والأنواء؟

أكل الحب من حشاشة قلبي ..... والبقايا تقاسمتها النساء

كل أحبابي القدامى نسوني ..... لا نوار تجيب أو عفراء

فالشفاه المطيبات رمادٌ ...... وخيام الهوى رماها الهواء

سكن الحزن كالعصافير قلبي .... فالأسى خمرةٌ وقلبي الإناء

أنا جرحٌ يمشي على قدميه ..... وخيولي قد هدها الإعياء

فجراح الحسين بعض جراحي ..... وبصدري من الأسى كربلاء

وأنا الحزن من زمانٍ صديقي ..... وقليلٌ في عصرنا الأصدقاء

مرحباً يا عراق، كيف العباءات ..... وكيف المها .. وكيف الظباء؟

مرحباً يا عراق .. هل نسيتني .... بعد طول السنين سامراء؟

مرحباً يا جسور يا نخل يا نهر ..... وأهلاً يا عشب ... يا أفياء

كيف أحبابنا على ضفة النهر .... وكيف البساط والندماء؟

كان عندي هنا أميرة حبٍ ...... ثم ضاعت أميرتي الحسناء

أين وجهٌ في الأعظمية حلوٌ ..... لو رأته تغار منه السماء؟

إنني السندباد .. مزقه البحر ...... و عينا حبيبتي الميناء

مضغ الموج مركبي .. وجبيني ..... ثقبته العواصف الهوجاء

إن في داخلي عصوراً من الحزن ..... فهل لي إلى العراق التجاء؟

وأنا العاشق الكبير .. ولكن .... ليس تكفي دفاتري الزرقاء

يا حزيران. ما الذي فعل الشعر؟ ..... وما الذي أعطى لنا الشعراء؟

الدواوين في يدينا طروحٌ ..... والتعابير كلها إنشاء

كل عامٍ نأتي لسوق عكاظٍ .... وعلينا العمائم الخضراء

ونهز الرؤوس مثل الدراويش .... و بالنار تكتوي سيناء

كل عامٍ نأتي .. فهذا جريرٌ ..... يتغنى .. وهذه الخنساء

لم نزل، لم نزل نمصمص قشراً ...... وفلسطين خضبتها الدماء

يا حزيران .. أنت أكبر منا ..... وأبٌ أنت ما له أبناء

لو ملكنا بقيةً من إباءٍ .... لانتخينا .. لكننا جبناء

يا عصور المعلقات مللنا .... ومن الجسم قد يمل الرداء

نصف أشعارنا نقوشٌ وماذا ..... ينفع النقش حين يهوي البناء؟

المقامات لعبةٌ ... والحريري ...... حشيشٌ .. والغول والعنقاء

ذبحتنا الفسيفساء عصوراً ...... والدمى والزخارف البلهاء

نرفض الشعر كيمياءً وسحراً ...... قتلتنا القصيدة الكيمياء

نرفض الشعر مسرحاً ملكياً ..... من كراسيه يحرم البسطاء

نرفض الشعر أن يكون حصاناً .... يمتطيه الطغاة والأقوياء

نرفض الشعر عتمةً ورموزاً .... كيف تسطيع أن ترى الظلماء؟

نرفض الشعر أرنباً خشبياً .... لا طموح له ولا أهواء

نرفض الشعر في قهوة الشعر .... دخانٌ أيامهم .. وارتخاء

شعرنا اليوم يحفر الشمس حفراً ..... بيديه .. فكل شيءٍ مضاء

شعرنا اليوم هجمةٌ واكتشافٌ ..... لا خطوط كوفيةً، وحداء

كل شعرٍ معاصرٍ ليس فيه ...... غصب العصر نملةٌ عرجاء

ما هو الشعر إن غدا بهلواناً ...... يتسلى برقصه الخلفاء

ما هو الشعر .. حين يصبح فأراً ...... كسرة الخبز –همه- والغذاء

وإذا أصبح المفكر بوقاً ....... يستوي الفكر عندها والحذاء

يصلب الأنبياء من أجل رأيٍ ...... فلماذا لا يصلب الشعراء؟

الفدائي وحده .. يكتب الشعر ...... و كل الذي كتبناه هراء

إنه الكاتب الحقيقي للعصر ...... ونحن الحجاب والأجراء

عندما تبدأ البنادق بالعزف ..... تموت القصائد العصماء

ما لنا؟ مالنا نلوم حزيران ...... و في الإثم كلنا شركاء؟

من هم الأبرياء؟ نحن جميعاً ...... حاملو عاره ولا استثناء

عقلنا، فكرنا، هزال أغانينا ..... رؤانا، أقوالنا الجوفاء

نثرنا، شعرنا، جرائدنا الصفراء ...... والحبر والحروف الإماء

البطولات موقفٌ مسرحيٌ ...... ووجوه الممثلين طلاء

وفلسطين بينهم كمزادٍ .... كل شارٍ يزيد حين يشاء

وحدويون! والبلاد شظايا ..... كل جزءٍ من لحمها أجزاء

ماركسيون! والجماهير تشقى ..... فلماذا لا يشبع الفقراء؟

قرشيون! لو رأتهم قريشٌ ...... لاستجارت من رملها البيداء

لا يمينٌ يجيرنا أو يسارٌ ...... تحت حد السكين نحن سواء

لو قرأنا التاريخ ما ضاعت القدس ...... وضاعت من قبلها "الحمراء" ..

يا فلسطين، لا تزالين عطشى ..... وعلى الزيت نامت الصحراء

العباءات .. كلها من حريرٍ ...... والليالي رخيصةٌ حمراء

يا فلسطين، لا تنادي عليهم ..... قد تساوى الأموات والأحياء

قتل النفط ما بهم من سجايا .... ولقد يقتل الثري الثراء

يا فلسطين، لا تنادي قريشاً ..... فقريشٌ ماتت بها الخيلاء

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير