ـ[أبوعلي2]ــــــــ[13 - 10 - 2010, 07:59 م]ـ
السلام عليكم
تفضل كلنا آذان صاغية.
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[14 - 10 - 2010, 02:45 م]ـ
لا أظن رجلا يطمح للرئاسة والإمارة يخفي ما يمكن أن يكون نقطة قوة في مسعاه
أخي إلى يومنا يحظى العلوية بتأييد العامة -وهذا ليس بالضرورة تأييدا لمذهب الرافضة -
فما بالك بقوم قريب عهدهم من عهد الجريمة التي ارتكبت بحق آل البيت.
ـ[حسنين سلمان مهدي]ــــــــ[15 - 10 - 2010, 11:29 م]ـ
تعود جذور القضية إلى ما قبل ولادة أبي الطيِّب بنحو أكثر من ثلاثة قرون من الزمن.
ويكمن سر القضية في موضوع الصراع المتوارَث والمتفاقِم بين القبائل اليمانية (القحطانية) وقبائل ربيعة ومضر (العدنانية)؛ حيث كان التفاخر بين هذين الأصلَين الأصيلَين للعرب (عاربةً ومستعرِبةً) ما فتئ يتزايَد على مرِّ العصور، وخصوصًا بين الشعراء، حتى بلغ ذلك التفاخر أقصى غايته عندما ادَّعى القحطانيون أنَّ العدنانيين يدينون لهم بالفضل الأسمى لأنهم هم الذين علَّموا إسماعيلَ عليه السلام (جدَّ العدنانيين) لغةَ العرب؛ فصار أبناؤه (المستعربة) يستحقون بذلك شرفَ الانتساب إلى العرب (تنظر التفاصيل في كتاب " فجر الإسلام " لأحمد أمين ص 6 - 8، وكتاب " العصبية القبلية وأثرها في الشعر الأموي للدكتور إحسان النص ص 345 - 352)!
هذا التقسيم القَبَلي (يمانية / ربيعة / مضر) وإن كان محلًّا للبحث والنظر عند المحققين؛ ولكنه (كما يقول أحمد أمين في فجر الإسلام ص 8) صحَّ أو لم يصحَّ فقد اعتنقه العرب ولا سيما متأخريهم (يعني مَن بعد عصر الصحابة) وبنَوا عليه عصبيَّتَهم وانقسموا في كل مملكة حلُّوا فيها إلى فرقٍ وطوائفَ كلٌّ حسب ما استقرَّ في ضميره من أمر نسبه وجذوره واصوله العرقية، وأصبحت هذه العصبية (كما يقوا أحمد أمين مضيفًا) مفتاحًا نصل به إلى معرفة كثير من أسباب الأحداث التأريخية، وفهمِ كثيرٍ من الشعر والأدب ولا سيما الفخر والهجاء ...
أقول: وهذا الموضوع في نظري هو الجزئية الجوهرية التي لم تلحظها أو لم تعطها حقَّها من الأهمية عبقريةُ أبي فهرٍ رحمه الله؛ وهذه الفكرة المحورية (العرف الخفي) الذي نشأ في ظلالها أبو الطيِّب طفلاً، وغُذِّي بلبانها فتًى، واتَّكأ على صداها ثائراً في أوائل أيام شبابه!
فأين الدليل على ذلك يا تُرى؟
يحدِّثنا أبو الفتح ابن جنِّي في كتابه " الخاطريات " ص 74: (أخبرهني بعض اصحابنا؛ قال: جيء بالمتنبي وهو صبي بذؤابةٍ إلى أبي بكر ابن دريد، فقيل: إنه شاعر. فقال: أنشدنا يا فتى شيئاً من شِعركَ. فأنشده:
مُتُّ إنْ لَم تَأْخُذُوا بدَمي
يا لَقَحْطانِي ويَعْرُبِيَّهْ!
قال: فمسح ابن دريد على رأسه وقال: لا، بل نأخذ بدمكَ!).
وهذا البيت غير مدرَج في كل طبعات ديوان أبي الطيب، وفيه من الدلالة الصارخة على تشبُّع هذا الفتى بتلك الفكرة القحطانية السالفة الذِّكر.
ويؤيُّد ذلك قولُه في أبياتٍ مسجَّلة في ديوانه على أنه قالَها على لسان بعض التنوخيين، وليست في حقيقتها إلَّا تعبيراً عن طموحاته الشخصية؛ حيث يقول:
قُضاعَةُ تَعلَمُ أنِّي الفَتى الَّـ
ــذي ادَّخَرَتْ لصُرُوفِ الزَّمانِ
ومَجدي يَدُلُّ بَني خِنْدِفٍ
على أنَّ كُلَّ كريمٍ يَماني ...
يُسابِقُ سَيفي منايا العِبَادِ
إلَيهم كأنَّهما في رهانِ
سأجعَلُه حَكَمًا في النفوسِ
ولو نابَ عنهُ لِساني كَفاني!
وأظنُّ هذا النصَّ قاطعًا في الدلالة على ترسُّخ تلك الفكرة في ضمير أبي الطيِّب.
خاصة وأنَّه قد نسب المضريين (الأعداء الحقيقيين للقحطانية) إلى أمِّهم (خِنْدِف = ليلى بنت حُلوان بن عِمْران، زوج إلياس بن مضر)، ولا يخفى ما في ذلك عند العرب من معنى الهِجاء عند المطَّلعين على أساليبهم الأدبية!
¥