تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ويضع الغول طريقة مقترحة للتدريس أسماها «طريقة الأهداف المطلقة»، ويقصد منها رسم خطة للسعي وراء هدف يستقطب معه عدة أهداف أخرى، قد يختار المتعلم ما يستهويه منها تاركًا الهدف الرئيس وشأنه، ليكون التعلم هنا ذاتيًا بالاكتشاف، لأن المتعلم يبحث عن هدف أحبّته نفسه، ويطمح إلى النجاح في سبيل الحصول عليه برغبته الداخلية.

انسجام الأهداف

إن إحدى القضايا الرئيسة التي تواجهها المؤسسات التربوية تكمن في الأسلوب الذي يجب عليها أن تسلكه مع من يلتحق بها، لتحقق مطلبه المهني والثقافي والاستمرار في ذلك، إذ ليس من السهولة بمكان على أي مؤسسة تربوية أن تحافظ على التوازن بين هذين المسارين، وأن تلتزم التوازن وخط الاعتدال فيما بينها، وإن كان يساعدها في مهمتها هذه أن التربية لا تعدّ الفرد لمهمة واحدة فقط، وإنما تعمل على إعداده لمهمات متعددة، كما أنها لا تعدّه من أجل العيش فقط وفي ظل ظروف معينة داخل المجتمع، وإنما تتجه الآن لإعداده للعيش في عالم متغيّر، وطابع ثقافي متغيّر أيضًا، لمجابهة الحالات الطارئة. إنها لا تعدّه لإشباع حاجاته وتلبية رغباته الآنية فحسْب، وإنما لتجعل من الممكن أن تكون حياته كلها حياة ممتعة.

وعلى ذلك يؤكد الغول ضرورة التمييز بين الأهداف العامة في التربية والأهداف الخاصة، وألا تطغى الأهداف الجانبية على الأهداف العامة في سير العملية التربوية، وأن يكون هناك نوع من التوافق والانسجام بين ميادين النمو المختلفة عند الفرد: الجسمية والعقلية والعاطفية والاجتماعية. مشيرًا إلى أن نمو الإحساس بالمسؤولية عند الفرد هو أفضل وسيلة لضمان وجود حسّ أخلاقي لنظام اجتماعي، علاوة على أن يكون لدى كل فرد في هذا النظام الحسُّ بتاريخهم ومصيرهم ليقرروا أين كانوا وإلى أين سيمضون.

وسائل تعديل السلوك

من الوسائل التعليمية الهادفة التي يقترحها الباحث، وسائل الرحلات المدرسية، وهو يقسم الرحلات إلى أنواع ثلاثة: الرحلات الترفيهية، والرحلات التعليمية النظامية، والرحلات التعليمية الترفيهية الحرّة، مشيرًا إلى أن الرحلات تساعد على تأكيد شخصية الطلاب.

ومن هذه الوسائل أيضًا الإيماء (الإشارة) التي يقسّمها الغول ثلاثة أقسام: الأول: وسيلة إيماء إيجابية تتفق مع أهداف العملية التربوية، كأن يستخدم المعلمُ اليد والرأس أثناء شرح المادة التعليمية. والثاني: وسيلة إيماء سلبية، لا تخدم العملية التربوية ولا تعزّز التعبير. والثالث: إيماءات التربية الجنسية.

ومن الوسائل التعليمية ـ كذلك ـ الامتحانات التي تهدف إلى تعديل سلوك أو انتقاء أشخاص أو مساعدة المتعلمين وإنقاذهم من الفشل، شرط أن يكون المتعلّم صادقًا في إجابته، ولا يتخلّل عملية الامتحان غشٌّ أو خداع أو حيلة أثناء مثول المتعلّم للامتحان التحريري أو الشفهي، ومن غير أن تتدخل المحسوبية بين المعلم وتلميذه. وعندما تتم عملية الامتحانات بالثقة التامة، فيجب احترام النتائج للاستفادة من خبرات الناجحين، خصوصًا إذا كانت الامتحانات تلبي حاجة المجتمع من صناعيين وتكنولوجيين.

دائرة الخبرات

يبني الباحث انتقاده لهرم «ديل» الذي وضعه فيلسوف التربية الأميركي «أدجار ديل» وحدّد من خلاله طرق اكتساب الخبرات، على أساس أن مخروط هذا الهرم ينتهي بنقطة الصفر، وأن «ديل» جعل اكتساب المعرفة بالوسائل المجردة محدودًا جداً، وينتهي بنهاية المخروط، وهذا يخالف مبدأ تجديد المعلومات وابتكارها واتساعها وخدمة بعضها لبعض. لذلك يقترح الباحث «دائرة الخبرات» كبديلٍ لهرم «ديل»، حيث إن الدائرة ليست كالمخروط، لأن الخبرات التعليمية ترتبط بداخلها ارتباطاً متكاملاً دون بداية أو نهاية. بل إن الدائرة تتسع لكل المعارف الجديدة.

البطاقة الوزارية

ويقترح الباحث عمل بطاقة للمعلم عن طريق وزارة التربية والتعليم تسمى «البطاقة الوزارية» تُجْمَع فيها بيانات شاملة حول سلوك المعلم، تتضمن الأحوال الشخصية والفنية والمهنية والصحية وغيرها. كما يقترح نقل المعلومات الموجودة في بطاقة الطالب المدرسية بعد تخرجه إلى الوزارة، وحفظها في ملفات الحاسوب لغاية تعيينه معلمًا أو موظفًا للدلالة على سلوكه ووضعه في الوظيفة المناسبة، خصوصًا عندما يكون لكل معلم رقمُ بطاقة خاصٌّ به.

مدرسة بلا صفوف

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير