تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ توفر القصيدة على وحدة البيت: و ذلك طبعا على غرار القصيدة العمودية الجاهلية؛ و وحدة البيت تعني استقلال البيت الشعري بفكرة واحدة بحيث إذا قدّمنا أو أخّرنا أو حذفنا أحد الأبيات فقد لا يتأثر المعنى و لا يختلّ. و وحدة البيت يقابلها في القصيدة الجديدة ما يسمى بالوحدة العضوية و هي ارتباط الأبيات في القصيدة ببعضها البعض ارتباطا عضويا أي كل بيت متصل بالبيت الذي يليه من حيث المعنى حتى انتهاء المقطوعة الشعرية أو القصيدة.

ـ استهلال القصيدة الشعرية بالبكاء على الأطلال أو بكاء الديار المهجورة، أو أن تفتتح بأبيات من شعر الحكمة.

ـ الدعاء بنزول المطر على قبر الميت تيمنا به و هذا على غرار الشعراء القدامى.

ب ـ من مظاهر التجديد:

ـ النزعة الإنسانية العالمية: حيث أن الشاعر يتخطى بأفكاره و مشاعره حدود الوطنية و القومية و الإقليمية الضيقة إلى رحاب العالمية لتمتزج هذه الأفكار و العواطف بأفكار و عواطف شرائح متعددة و فئات متنوعة من الناس عبر العالم زمانا و مكانا. فالشاعر يحب الحرية و يبغض الظلم و لا يرضى بالذل كأي إنسان فوق هذه المعمورة.

ب ـ الميل إلى توظيف مختلف مظاهر الطبيعة: فالطبيعة بالنسبة للشاعر هي الأم الرؤوم الحنون التي تحتضن أبناءها لذلك فهو يقدسها و يوظفها في شعره، و كما يقول الشاعر الإنجليزي كوليريدج» الطبيعة هي أعظم الشعراء جميعا، و الشعر هو فيض تلقائي لمشاعر قوية «.

ناهيك عن امتزاج الشاعر بالزمن و استنطاقه لعناصر الطبيعة كما هو الشأن في قصيدة

(إلى الطغاة) للشابي، و (الحجر الصغير) لإيليا أبي ماض

10 ـ تحديد المصدر الذي استلهم منه الكاتب أو الشاعر أفكاره: قد تكون تجارب الخاصة أو الواقع الذي يعيش فيه أو عقيدته أو الطبيعة التي سحر بجمالها أو رحلاته و أسفاره ... إلخ

11 ـ دراسة الأفكار من حيث شموليتها: و فيها يستقصي الكاتب جزئيات الموضوع و لا يترك صغيرة و لا كبيرة تتعلق بموضوعه إلا و ذكرها و الملاحظ هنا أن الأفكار إذا وردت شاملة نجد النص فيها يزخر بالعديد من الأفكار الجزئية.

خامسا ـ دراسة العاطفة:

لدراسة العاطفة نتبع المنهجية التالية ـ

أ ـ تحديد طبيعة العاطفة: تحدد العاطفة بحسب الدافع الذي حركها في نفوسنا، فإذا كان الدافع دينيا فتكون العاطفة دينية و إذا كان وطنيا كانت وطنية و هكذا ... و إذا كان إنسانيا فتكون إنسانية؛ و هذه العواطف تسمى بالعواطف الكبرى و من خصائصها أنها دائمة و مستقرة في قلب الأديب لا تزول و لا تؤول إلى غيرها.

نماذج حية عن طبيعة العواطف السابقة الذكر:

ـ تنتهك حرمة المسجد الأقصى من الصهاينة الأنجاس فتتحرك في أنفسنا عواطف نابعة من حبنا لله تعالى و للرسول صلى الله عليه و سلم فهذه العواطف تسمى بالعواطف الدينية لأن الدافع إليها ديني.

ـ يحتل العراق، تدمر المدن، تحرق القرى، تهدم الآثار فتتحرك عاطفة الشاعر، أي شاعر عربي يحمل في قلبه نخوة النسب العربي و الشعور بالانتساب إلى هذه الرقعة من الوطن العربي الكبير فنسمي هذه المشاعر بالعاطفة القومية.

ـ تستقل الجزائر من نير الاستعمار الفرنسي، تدوي حناجر النسوة الساحات بزغاريد الفرح، تعلو الهتافات، تملأ الصيحات الأماكن، فنقول عن هذه العواطف أنها وطنية.

ـ يعاني الأطفال في أي مكان من العالم من الفقر و الجوع و الحرمان و المرض و اليتم فيتأثر الشاعر لحالهم رغم أنه لا تربطه بهم رابطة الدم أو الدين أو الوطن و لكن أحس بهم كإنسان فنقول أن عاطفته إنسانية.

ب ـ استخراج الانفعالات المشكلة للعواطف الكبرى: الانفعالات هي تلك الأحاسيس التي يحس بها الأديب في لحظات معينة و في حالات نفسية خاصة و في ظروف محددة. و هذه الانفعالات من العوارض أي ليست ثابتة و إنما هي متغيرة؛ فإذا تغيرت الحالات و الظروف تغيرت المشاعر و الأحاسيس فإذا رأى الشاعر أبناء وطنه ينحدرون في سلوكهم و يتعاطون المحذرات و يلهون بسماعهم للأغاني الماجنة طبعا سيشفق على حالهم و يحزن و يتألم على ما ألم بهم و يتأسف على أوضاعهم و لكن إذا استدرك الآباء أخطاءهم و أحاطوا أبناءهم بالرعاية و الاهتمام و تدخل المصلحون بالوعظ و الإرشاد تتغير في هذه الحالة مشاعر الأديب فيشعر بالفرح و السعادة و التفاؤل بدل الحزن و التشاؤم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير