ـ[ساري عاشق الشعر]ــــــــ[25 - 11 - 2010, 09:39 م]ـ
هذه مشاركتي في أحد المنتديات .. أتمنى أن تفيدك ..
شخص عزيز علي قدم لي نصيحة ... أحببت أن أششارككم بها .. إن كانت خيرا قبلتموه وإلا فهي لن تضركم شيئا .....
القصة وما فيها هي إنني كتبت عندما بدأت نظم الشعر كتبت قصيدة مقلدا فيا نزار قباني وحاولت أن أكتب كثيرا على نفس البحر و القافية ... المهم ... إنني عرضت ما كتبت على شاعر .... وهو خريج أدب عربي فقال لي:
لا تذب في شخصية الآخر ... ولا تحاول أن تكون نسخة لغيرك بل كن أنت أنت كما تريد أنت ... هؤلاء أشخاص نبغوا لأنهم لم يقلدوا بل شقوا طريقا رسموه بأيديهم .... وحذاري أن تقيد نفسك ببحر معين أو شاعر معين أو فكرة معينة ....
واحفظ واقرأ كثيرا .... عندها فقط تصبح كاتبا متميزا ...
للأسف أنا ألاحظ أن الكثيرين يحبون تقليد نزار أو غيره ... حتى إنك تشتم نفس ورائحة نزار في قصائدهم .....
هذا الرجل قال لي أيضا .. هل تعرف من صاحب قصيدة:لا تنتقد خجلي الشديد التي تغنيها نجاة الصغير .. جاوبته بلا تردد نزار طبعا فقال لي: لا ولكنها سعاد الصباح ... قال لي: انظر كيف تجد نفس نزار في القصيدة ...
فيا زملاء إن أكبر ما يقتل الإبداع هو التقليد .... فهو يميت الإحساس ويفقد الشعر رونفه .... وأيضا مشكلة التكلف والتصنع وغيرها الكثير ...
أحب أن أضيف بيت شعر .. أشعر أنه يصف حال الشعراء .. :
والشعراء فاعلمن أربعة
فشاعر يجري ولا يجرى معه
وشاعر يصيح وسط المعمعه
وشاعر من حقه أن تسمعه
وشاعر من حقه أن تصفعه
المشكلة أن أغلب شعراء اليوم من النوع الثاني ....
أعتقد أنه لكل شاعر تجربته الخاصة في الحب أو في الحياة بشكل عام ... قد توجد عناصر مشتركة وأمور متشابهة .. ولكن يبقى لكل خصوصيته ... فلايجب أن نغرق في مستنقعات التكرير والإعادة ...
وجمال الشعر يكمن في أن تصوغ المعنى العادي فتجعل منه انفجارا أو قنبلة شعرية ...
يعني على سبيل المثال ... شاعر أراد أن يصف حبيبته وهي تعض على شفتيها بعد أن ضحكت فقال .. :
وأمطرت لؤلؤا من نرجس وسقت ... وعضت على العناب بالبرد.
انظر كيف حول المعنى العادي إلى أسطورة شعري ...
فالتكرار دليل الضعف والشاعر أشبه بمخرج سينمائي ... لايعرض لك إلا ما يخدم الأحداث .. ففي الأفلام لا يعرضون لك إلا رجل يدخل باب البناية ثم يعرضون صورته في بيته .. لماذا؟؟؟؟
لأن ذلك تطويل ممل يخل بالحدث الدرامي ........
سمعت نصيحة من أحدهم يقول فيها .... إذا أردت أن تبدع فاكتب عما تعرفه ...
أي عما تتفاعل معه عاطفيا ويشغل الحيز الأعم من تفكيرك .....
وفكرة أخرى ........
لا تقيّد نفسك بموضوع معين ... أو يفكرة معينة .. أو بوزن شعري معيّن ... أو اتجاه أدبي معين ...
ولكن دع الحروف تنساب كالماء الزلال ..... ولا تتكلف عاطفة لا تأتي ... و لا تقيد عبارتك بالمخاطب أو الغائب ...
بل نوّع ي ذلك ... واترك القلب يخفق .. وإياك ثم إياك أن يكون دافعك مما تكتب .. إرضاء دوافع الآخرين ورغباتهم ..
على حساب أحاسيسك ومشاعرك .. وإلا سوف تفقد هويتك ورونقك الشعري ...
سمعت بيت شعر لأحمد شوقي يلخّص فيه مسألة الإبداع .. :
والشعر ما لم يكن ذكرى وعاطفة .... أو حكمة فهو تقطيع و أوزان
طبعا الموضوع أوسع من أن أستطيع أن أحيط بجميع جوانبه ... فهو علم قائم بنفسه وهو النقد ...
أتمنّى أن أكون قدّمت ما يفيد ..
وما شاء الله الإخوة قد قدّموا وشرحوا بما فيه الكفاية ..