* الجناس: هو أن يتفق اللفظان و يتشابهان في النطق و يختلفان في المعنى و هو: نوعان جناس تام و جناس ناقص، أما الجناس التام هو ما اتفق فيه اللفظان، و أما الجناس الناقص هو ما اختلف فيه اللفظان.
* السجع: هو توافق الفاصلتين في الحرف الأخير و لا يحسن السجع إلاّ إذا كان رصين التركيب، سليما من التكلف، خاليا من التكرار في غير فائدة.
ـ الموسيقى ـ
و هي نوعان داخلية تخص الشعر و النثر، و خارجية خاصة بالشعر فقط.
* الموسيقى الداخلية: هي ذلك النغم الخفي الذي تحسه النفس عند قراءتها الآثار الأدبية الممتازة شعراً و نثراً فنغم يبعث على الحماس و آخر يبعث على الحزن و الكآبة، و ثالث يثير فينا الحنان، و لو تساءلت عن مصدر هذا النغم لوجدته يكمن في حسن اختيار الأديب لكلماته بحيث أنها عند تجاورها جاءت منسجمة تنساب انسيابا فهي متآلفة الحروف لا تنافر فيها و يسهل النطق بها و لا يعتمد الأديب ذلك إلا قليلاً عند مراجعته لما كتبه، و إنما يهديه ذوقه الفني و قدرته الأدبية و كذلك سعة ثقافته و ثراء معجمه اللغوي، لكن هذا لا يمنعنا من محاولة الكشف عن بعض أسرار الفن في هذا الميدان.
لاحظ النقاد كثرة أحرف الهمس و هي: (السين و الصاد و الزاي) كما في قصيدة البحتري في إيوان كسرى
صنتُ نفسي عمّا يدنس نفسي ... و ترفعتُ عن جَدا كلّ جبسِ
و تماسكتُ حين زعزعني الدّهر ... التماساً منه لتعسي و نكسي
حضرت رحلي الهموم فوجهتُ ... إلى أبيض المدائن عنسي
أتسلى عن الحظوظ و آسى ... لمحل من آل ساسانَ دَرْسِ
فحروف الهمس و السين منها خاصة هي الملائمة لمن يتكلم وسط هذا الصمت الذي يوجب الهدوء و الاحترام.
ومن الملاحظ أيضا أن حروف المد و هي: (الألف و الواو، الياء) و خاصة الألف تكثر في أدب الرثاء شعراً و نثراً لأن طول الصوت يناسب الحزن مثل قصيدة مفدي زكرياء في أحمد زبانه
قام يختال كالمسيح و وئيدا ... يتهادى نشوانَ يتلو النشيدا
باسم الثغرِ، كالملائك أو كالطفل ... يستقبل الصَّباح الجديدا
شامخاً أنفُه جلالاً و تيهاً ... رافعاً رأسه يُناجي الخلودا
و تَعَالى مثل المؤذن يتلو ... كلمات الهدى و يدعو الرقودا
توازن العبارات في النثر يقابله حسن التقسيم في الشعر.
التكرار الذي لا يقصد به غير الموسيقى و جمال الترنم.
كثرت النعوت والإضافات و المتعاطفات يعتبرها النقاد ضعفاً فنياً لكن لها فائدتين فهي تساعد الأديب على التوسع في المعنى كما أنها تساهم بقوة في إحداث نغم الموسيقى الداخلية للنص.
* الموسيقى الخارجية: و هي المتولدة من الأوزان و القوافي و التي تدرس في ظل معرفتنا لعلم العروض و هو خاص بالشعر و تشمل الدراسة العروضية:
تسمية بحر القصيدة و تسجيل تفعيلاته.
الإشارة إلى تنوع القوافي (إن وجد) كما في الرباعيات و غيرها.
بيان عيوب القوافي.
قد يميل الشاعر إلى بحر الطويل أو البسيط إذا كان غرض القصيدة جاد يحتاج إلى اتساع تعبيري.
و قد يميل إلى المتقارب أو الخفيف في الشعر الثوري.
و الكامل و الوافر يناسبان شعر الغزل.
و صار الكامل خاصة يلائم معظم الأغراض
ـ الأسلوب العلمي ـ
من أهم خصائص هذا الأسلوب أنه:
* دقيق و محدد
* يخاطب عقل الإنسان دون عاطفته
* يعتمد على الترتيب المنطقي
* يخلو من الصور البيانية
* يستخدم الطباق للضرورة العلمية فقط
* لا يعنى مطلقاً بإيحاء الألفاظ
* خالِ من أية موسيقى داخلية
و قد يكون النص شعراً تعليمياً فهو من هذا النوع كما في ألفية بن مالك فأسلوبها علمي مع أنها شعر.
ـ الأسلوب العلمي المتأدب ـ
مميزات هذا الأسلوب أنه:
*يخاطب العقل بالدرجة الأولى لكنه يمس العاطفة قليلاً
* يتوفر على صور بيانية تقرب المعنى لكنها لا تخلو من الجمال أو الطرفة
* عباراته رشيقة و ليست جافة
* تَرِدُ فيه بعض المفردات الموحية
* يطوع الكاتب فيه المصطلح العلمي و النظريات فيقدمها بطريقة مشوقة، و يستخدم المحسنات البديعية للغرض العلمي و الجمالي
ـ نزعة السخرية ـ
قد يعبر عنها بلفظ التهكم و الاستهزاء و هي غرض قديم في جميع الآداب العالمية، تدفع إليه الرغبة في النيل من الخصم، لا عن طريق تعداد نقائصه فقط و إنما أيضاً عن طريق جعله أضحوكة، أو إظهار فكرة أو سلوك ما بمظهر التفاهة لمجرّد التقليل من شأنها في نظر الآخرين و قد تكون السخرية دُعابة تهدف إلى مجرّد الظرافة، ثم ارتقى فنّ التهكم و السخرية هذا ليمتزج بأعظم الميادين الجادة في الحياة كالسياسة و الاقتصاد و الفلسفة و ما إليها
مثلاً يروى عن البديع الهمذاني أنه رأى رجلا مفرط الطول معروفا ببرودة طبعه إلى حد الثقل فقال: "أقبل ليل الشتاء "
ـ الأحكام و القيم ـ
* / الأحكام: تتناول الأحكام دراسة مسألتين هما: مميزات صاحب النص بجانبيها الإنساني و الفني، و ظواهر البيئة
ـ مميزات صاحب النص: قد يظهر من خلال نصه مصلحا اجتماعيا أو داعيا إلى تقويم الأخلاق أو ثائراً شجاعاً قوي الشخصية، أو موضوعياً هادئاً متزناً، أو ذا نزعة فردية غارقا في همومه أو أي ملامح أخرى يفرزها النص.
ـ ظواهر البيئة:كثيرا ما يتضمن النص الأدبي بعض ظواهر البيئة فمثلاً الشعر الجاهلي يصور حياة العرب قبل الإسلام و هي بيئة يسودها الصراع القبلي و يطغى عليها منطق القوة و التنافس على موارد العيش و الماء القليلة و قسوة الحياة في الصحاري، بينما نجد أدب الأندلس يحفل بذكر الأنهار و الينابيع و أنواع الشجر و الورود و حياة الترف.
* / القيم:
و هي المثل و المبادئ العليا التي يحتويها النص و قد تكون ذات طابع إنساني رفيع كالدعوة إلى الحرية، أو الدعوة إلى الاعتزاز بالوطن أو قيماً تدعو إلى العدل و الحق و الخير و القيم الأخلاقية هي الداعية إلى التحلي بالفضائل من صدق و كرم وشهامة، و القيم الدينية تدعو إلى الخوف من الله و الشعور الدائم برقابته.
و قد تكون قيم النص ذات طابع فني و جمالي يتغنى بالطبيعة و مظاهرها من جبال و أنهار إلى غير ذلك
¥