* الكشف عن سبب اعتماد الأديب على هذا الأسلوب دون غيره و نلفت نظرك إلى بعض التوضيحات حول غالب الاستعمال: فالأسلوب الخبري يناسب تقرير الحقائق سواءاً كانت علمية أو إنسانية كعناصر الفخر و الاعتزاز و المدح و الذم و الشكوى و التحصر و كذلك في الوصف و السرد و التحليل و الاستنتاج.
و يميل الأديب إلى الأساليب الإنشائية في أحوال مختلفة: فحالة الانفعال يناسبها النداء و التعجب و الاستفهام و عند النصح و الإرشاد و الدعاء و التمني يكثر الأمر و النهي و الرجاء.
و يشترك الخبر و الإنشاء معا لصنع الحوار كما في القصة و المسرحية.
* ملاحظة التقديم و التأخير و الكشف عن سببهما البلاغي (ليس النحوي) مع بيان أثرهما في الكلام و هو الاهتمام بالمتقدم و لفت الأنظار إليه
* تحديد مواضع القصر و بيان نوعه أحقيقي هو أم إضافي مع الإشارة إلى ان غرض الأديب من القصر هو إظهار أهمية المقصور عليه كقول المعري " المتنبي و أبو تمام حكيمان و إنما الشاعر البحتري " فقد جعل الشاعرية " المقصور " خاصة بالبحتري وحده " المقصور عليه "
ـ البيان ـ
* تحديد موضع الصورة البيانية بدقة و تسمية نوعها و ما يتعلق بها من تفاصيل و شرح الصورة، ثم بيان قيمتها يعني أ كانت صادرة عن عاطفة حقة أو أنها مجرد تلاعب بالألفاظ كما في قول شاعر يصف امرأة جميلة تساقطت دموعها على خديها و عضت أصابعها حزناً
و أمطرت لؤلؤأً من نرجس و سقت **** و رداً و عضت على العُنّاب بالبرد
ففي البيت 5 استعارات تصريحية فقد شبه الدمع بالؤلؤ و العيون بالنرجس و الخدود بالورد و الأصابع بالعُنّاب و الأسنان بالبرد و مما لا شك فيه هذه تزويقات متصنعة تعبر عن عبث الشاعر بالشعر.
* أثرها في المعنى: إذا كانت الصورة البيانية موفقة فإن لها تأثيراً هاما في تقوية المعنى و إبرازه و في التعبير عن عاطفة الأديب و إليك أمثلة توضح ذلك:
قال شوقي
و لقد تمر على الغدير تخاله **** و النبت مرآة زهت بإطار
و هو تشبيه تمثيلي شبه الشاعر فيه غدير الماء الصافي و قد أحاط به العشب من كل جانب بمرآة صقيلة يحيط بها إطار أخضر بديع و هي صورة موفقة استطاع الشاعر من خلالها أن يبرز لنا عمق الألوان و تناسق الأبعاد لأنهما يظهران بقوة في المساحة الصغيرة.
و قول الرصافي و هو يصف الأرملة المرضعة
حتى غدا جسمها بالبرد مرتجفا **** كالغصن في الريح و اصطكّت ثناياها
و هو تشبيه ضعيف لأن اهتزاز الجسم و هو يرتعد بالبرد قد يشبه يد المشلول مثلاً، أما الغصن فهو يتلوى و يتمايل بفعل الريح فالصورة غير موفقة.
و في الاستعارة المكنية قول إيليا أبو ماضي
قد سألت البحر يوماً هل أنا يا بحر منكا؟
أصحيح مارواه بعضهم عني و عنكا؟
أم تُرى ما زعموا زوراً و بهتاناً و إفكا؟
ضحكت أمواجه مني و قالت لست أدري
هنا الشاعر يشخص البحر عن طريق الاستعارة المكنية و يجعل أمواجه حية تضحك من أسئلة الشاعر.
و من الكناية قوله تعالى: " وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً " الفرقان الأية 27
فعبارة ((يوم يعض الظالم على يديه)) كناية عن صفة الندم و أثرها في المعنى عظيم حيث لم تكتف ببيان ندم الظالمين يوم القيامة و إنما نقلته من شعور نفسي داخلي و خفي إلى علامة ظاهرة لا تخفى على أحد، و هي العض على الأيدي فصورت الكناية هذا الندم يملأ قلوبهم حسرة و يزيد على ذلك و يفضحهم أمام الخلائق.
ملاحظة: " يفترض أن تكون صور الأديب جديدة لم يسبقه إليها أحد، قد تأتي الصورة البيانية (و التشبيهية خاصة) لمجرد تقريب الفكرة و توضيحها، دون أي أثر عاطفي و ذلك في الموضوعات ذات الطابع العلمي كقول: " فالأرض التي نعيش عليها تشبه كرة "
البديع ـ
* تحديد موضع المحسن و نوعه و تفصيل ذلك فيقال مثلاً طباق إيجاب أو جناس ناقص في نوع الحروف و تشرح الألفاظ المتجانسة و يشار في السجع إلى عبارتين متجاورتين أو أكثر يظهر فيها، و في الاقتباس يحدد النص المقتبس.
* الطباق: و هو يأتي بشكلين مختلفين هناك طباق الإيجاب و هو: ما لم يختلف فيه الضِّدان إيجابا و سلبا.
و هناك طباق السلب و هو: ما اختلف فيه الضِّدان إيجابا و سلبا.
¥