تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

هؤلاء الذين يستخدمون الدين لإسكات الثائرين، ويوظفون النصوص لكم الأفواه وتثبيط الهمم، إن الإسلام برئ ومن هذا الفهم السقيم، والتوظيف اللئيم، لأن مقصد الحديث هنا هو الحث على التضحية بالمصالح الشخصية والفردية، لأجل مصالح العامة الجماعية، وذلك حين يكون الحكام فساقاً ومنحرفين في سلوكهم الشخصي وذواتهم كأفراد، فهذا لا يضيرنا ما داموا يقيمون الصلاة، ويحكمون بالعدل، ويقمعون الظلم، ويدافعون عن مصالح الأمة ويسهرون على تحقيق أمنها، ويحرصون على خيرها وبرها، وتحقيق رسالتها في التقدم والحضارة والخيرية، عندئذ ما لنا ولهم إذا كان فسقهم في داخل قصورهم فحسابهم عند ربهم.

كذلك بالنسبة لحديث وإن أخذ مالك وضرب ظهرك، فهو لمن يظلمه الحاكم بشكل شخصي وفردي لسبب من الأسباب، أو لظنٍّ من الظنون، أو لتوهمٍ أو وشاية، ينصحه النبي صلى الله عليه وسلم أن يصبر ويتجاوز ويتنازل عن حقه درءاً للفتنة العامة، ويضحي بمصالحه الشخصية في سبيل المصلحة العامة، وذلك حين تكون الأمة رخيّة هنيّة مزدهرة آمنة مطمئنة في عمومها، وحكامها حراس أمناء لمصالحها، وحماة أشداء لأمنها ودينها وحضارتها.

أما والأمة اليوم يُنكِّل بها حكامُها، فالشعوب مضطهدة جائعة، والمعتقلات غاصّة ممتلئة، والخيرات منهوبة، والثروات مسروقة، وأعداؤنا يقاسموننا على رغيف الخبز، وحفنة البرغل، والطاقات مهدرة بل مقموعة، وأهل الفساد والانحراف يمرحون، وأهل الصلاح والهدى مُستذلّون، ودماء المسلمين تسيل في كل مكان، وأشلاء أبنائهم ونسائهم تُدفن تحت أطنان من القنابل والدمار، أما والأمة كذلك: واقعٌ مظلم، ومستقبلٌ مجهول، وإبداعٌ مقتول، وعقولٌ بائسة، وأرواحٌ يائسة، فكيف لنا أن نسكت؟!

على أصحاب العمائم السلطانية أن يخرسوا ويكفوا عن التصفيق والتمجيد ليحصلوا على بعض الفتات وكفاهم كذباً ونفاقاً وتحريفاً للدين فالنبي صلى الله عليه وسلم الذي حرر العرب من ترهات الجاهلية والوثنية والذلة والاستكانة والفرقة، وأخرجهم من الظلمات إلى النور لا يشرّع للخنوع، ولا ينصح بالخضوع للجبابرة والعتاة لأنه هو القائل صلى الله عليه وسلم: " وقد سُئل أيُّ الجِهادِ أفضلُ؟ قَالَ: ((كَلِمَةُ حَقٍّ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائرٍ)) رواه النسائي بإسناد صحيح. وللحديث بقية.

وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم

والحمد لله رب العالمين

د. أحمد إدريس الطعان

– كلية الشريعة – جامعة دمشق


([1]): انظر لمكيافللي – الأمير ص 136، 159، 169، 94، 101، 103، 147، 148 وبرتراندرسل " تاريخ الفلسفة الغربية " ص 29 والغرب والعالم – كافين رايلي ص 13.

([2]) انظر: مكيافللي _ الأمير ص 147، 140، 149 وبرتراندرسل " تاريخ الفلسفة الغربية " ص 30.

ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[15 Jan 2009, 03:17 ص]ـ
نفثة مصدور او قل تلك شقشقة هدرت من عربيٍّ كريم حين سمع أن عدد الشهداء قد جاوز الألف وعدد الجرحى قد قارب الخمسة الآلاف، وهو يرى عار غزة نحمله جميعا
فما عاد لنا وجهٌ أن نُسمى عرباً. ها هو تلفزيون إسرائيل يعرض أشياخ يهود وعجائزهم الحاقدين يشكرون حسني مبارك علنا ويؤكدون أنه لولا موقفه المساعد لما أمكن حصر الفلسطينيين.
لا ننس موقف الحكومة السعودية - عاملها الله بما تستحقّ- فهي تسعى بنشاط غير مسبوق لمنع انعقاد القمة العربية. والله أعلم بما تعمل خلف الكواليس
أموت وأفهم كيف يفكّر هؤلاء

ويقال لنا:عقول الملوك ملوك العقول

لعمرك ما بقيت لنا معهم عقول

ما أجدرنا أن نتذكّر قول الشاعر

وحكومةٌ ما إنْ تُزحْزِحْ أحمقاً * عن رأسِها حتى توليَ أحمقا
ضعفت قوائمها وليست ترعوي * عن جهلها حتى تزولَ وتُمحقا
قيل اعشقوها قلتُ ما بقيت لنا * معها قلوبٌ كي نُحِبَّ ونعشقا
إنْ لم تكنْ ذاتُ البنين شفيقةًً * هيهات تلقى من بنيها مشفقا

ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[16 Jan 2009, 01:39 ص]ـ
أشكرك أخي المكرم د. عبد الرحمن وبارك الله فيك وجزاك خيراً ...

ـ[التواقة]ــــــــ[19 Jan 2009, 10:23 م]ـ
والآلأن وبعد أن وضعت حرب غزة أوزارها .. أهديكم ما تعلمته من غزة العزة .. غزة هاشم ...

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير