تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

المثل الأول: ثياب المعطل ملطخة بعذرة التحريف، وشرابه متغير بنجاسة التعطيل. وثياب المشبه متضمخة بدم التشبيه وشرابه متغير بدم التمثيل، والموحد طاهر الثوب والقلب والبدن، يخرج شرابه من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين.

المثل الثاني: شجرة المعطل مغروسة على شفا جرف هار. وشجرة المشبه قد اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار. وشجرة الموحد أصلها ثابت وفرعها في السماء، تؤتي أكلها كل حين باذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون.

المثل الثالث: شجرة المعطل شجرة الزقوم، فالحلوق السليمة لا تبلعها. وشجرة المشبه شجرة الحنظل، فالنفوس المستقيمة لا تتبعها. وشجرة الموحد طوبى يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها.

المثل الرابع: المعطل قد أعد قلبه لوقاية الحر والبرد كبيت العنكبوت، والمشبه قد خسف بعقله، فهو يتجلجل في أرض التشبيه الى البهموت، وقلب الموحد يطوف حول العرش ناظرا الى الحي الذي لا يموت.

المثل الخامس: مصباح المعطل قد عصفت عليه أهوية التعطيل فطفيء وما أنار، ومصباح الشبه قد غرقت فتيلته في عسكر التشبيه فلا تقتبس منه الأنوار، ومصباح الموحد يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية، يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار.

المثل السادس: قلب المعطل متعلق بالعدم فهو أحقر الحقير، وقلب المشبه عابد للصنم الذي نحت بالتصوير والتقدير، والموحد قلبه متعبد لمن ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.

المثل السابع: نقود المعطل كلها زيوف فلا تروج علينا، وبضاعة المشبه كاسدة لا تنفق لدينا، وتجارة الموحد ينادي عليها يوم العرض على روؤس الأشهاد هذه بضاعتنا ردت الينا.

المثل الثامن: المعطل كنافخ الكير اما أن يحرق ثيابك واما أن ينجسك واما أن تجد منه ريحا خبيثة، والمشبه كبائع الخمر، اما أن يسكرك واما أن ينجسك، والموحد كبائع المسك انا أن يحذيك واما أن يبيعك واما أن تجد منه ريحا طيبة.

المثل التاسع: المعطل قد تخلف عن سفينة النجاة ولم يركبها فأركه الطوفان، والمشبه قد انكسرت به اللجة، فهو يشاهد الغرق بالعيان، والموحد قد ركب سفينة نوح، وقد صاح به به الربان: اركبوا فيها باسم الله مجريها ومرساها، ان ربي لغفور رحيم.

المثل العاشر: منهل المعطل كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى اذا جاءه لم يجده شيئا فرجع خاسئا حسيرا. ومشرب المسبه من ماء قد تغير طعمه ولونه وريحه بالنجاسة تغييرا، ومشرب الموحد من كأس كان مزاجها كافورا، عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا.

(وقد سميتها بالكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية)

وهذا حين الشروع في المحاكمة، والله المستعان، وعليه التكلان، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.

القصيدة النونية

حكم المحبة ثابت الأركان ... ما للصدود بفسخ ذاك يدان

أني وقاضي الحسن نفذ حكمها ... فلذا أقر بذلك الخصمان

وأتت شهود الوصل تشهد أنه ... حق جرى في مجلس الاحسان

فتأكد الحكم العزيز فلم يجد ... فسخ الوشاة اليه من سلطان

وأتى الوشاة فصادفوا الحكم الذي ... حكموا به متيقن البطلان

ماصادف الحكم المحل ولا هو استوفى الشروط فصار ذا بطلان

فلذاك قاضي الحسن أثبت محضرا ... بفساد حكم الهجر والسلوان

وحكى لك الحكم المحال ونقضه ... فاسمع اذا? يا من له أذنان

حكم الوشاة بغير ما برهان ... أن المحبة والصدود لدان

والله ما هذا بحكم مقسط ... أين الغرام وصد ذي هجران

شتان بين الحالتين فان ترد ... جمعا فما الضدان يجتمعان

يا والها هانت عليه نفسه ... اذ باعها غبنا بكل هوان

أتبيع من يهواه نفسه طائعا ... بالصد والتعذيب والهجران

أجهلت أوصاف المبيع وقدره ... أم كنت ذا جهل بذي الأثمان

واها لقلب لا يفارق طيره الأغـ ... صان قائمة على الكثبان

ويظل يسجع فوقها ولغيره ... منها الثمار وكل قطيف دان

ويبيت يبكي والمواصل ضاحك ... ويظل يشكو وهو ذو شكران

هذا ولو أن الجمال معلق ... بالنجم همّ اليه بالطيران

لله زائره بليل لم تخف ... عس الأمير ومرصد السجان

قطعت بلاد الشام ثم تيممت ... من أرض طيبة مطلع الايمان

وأتت على وادي العقيق فجاوزت ... ميقاته حلا بلا نكران

وأتت على وادي الأراك ولم يكن ... قصدا لها فألا بأن ستراني

وأتت على عرفات ثم محسر ... ومنى فكم نحرته من قربان

وأتت على الجمرات ثم تيممت ... ذات الستور وربة الأركان

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير