من ذاك يسألني فأغفر ذنبه ... فأنا الودود الواسع الغفران
من ذا يريد شفاءه من سقمه ... فأنا القريب مجيب من ناداني
ذا شأنه سبحانه وبحمده ... حتى يكون الفجر فجرا ثان
يا قوم ليس نزوله وعلوه ... حقا لديكم بل هما عدمان
وكذا يقول ليس شيئا عندكم ... لا ذا ولا قول سواه ثان
كل مجاز لا حقيقة تحته ... أول وزد وانقص بلا برهان
هذا وثامنها بسورة غافر ... هو رفعة الدرجات للرحمن
درجاته مرفوعة كمعارج ... أيضا له وكلاهما رفعان
وفغيل فيها ليس معنى فاعل ... وسياقها يأباه ذو التبيان
لكنها مرفوعة درجاته ... لكمال رفعته على الأكوان
هذا هو القول الصحيح فلا تحد ... عنه وخذ معناه في القرآن
فنظيرها المبدي لنا تفسيرها ... في ذي المعارج ليس يفترقان
والروح والأملاك تصعد في معا ... رجه اليه جل ذو السلطان
ذا رفعة الدرجات حقا ما هما ... الا سواء أو هما شبهان
فخذ الكتاب ببعضه بعضا كذا ... تفسير أهل العلم للقرآن
فصل
هذا وتاسعها النصوص بأنه ... فوق السماء وذا بلا حسبان
فاستحضر الوحيين وأنظر ذاك تلقـ ... ـاه مبينا واضح التبيان
ولسوف نذكر بعض ذلك عن قر ... يب كي تقوم شواهد الايمان
واذا أتتك فلا تكن مستوحشا ... منها ولا تك عندها بجبان
ليست تدل على انحصار الهنا ... عقلا ولا عرفان ولا بلسان
اذ أجمع السلف الكرام بأن معنـ ... ـاها كمعنى الفوق بالبرهان
أو أن لفظ سمائه يعني به ... نفس العلو المطلق الحقاني
والرب فيه وليس يحصره من الـ ... ـمخلوق شيء عز ذو السلطان
كل الجهات بأسرها عدمية ... في حقه هو فوقها ببيان
قد بان عنها كلها فهو المحيـ ... ـط ولا يحاط بخالق الأكوان
ما ذاك ينقم بعد ذو التعطيل من ... وصف العلو لربنا الرحمن
أيرد ذو عقل سليم قط ذا ... بعد التصور يا أولي الأذهان
والله ما رد امرؤ هذا بغـ ... ير الجهل أو بحمية الشيطان
فصل
هذا وعاشرها اختصاص البعض ... من أملاكه بالعند للرحمن
وكذا اختصاص كتاب رحمته بعند الله فوق العرش ذو التبيان
لو لم يكن سبحانه فوق الورى ... كانوا جميعا عند ذي السلطان
ويكون عند الله ابليس وجبريل هما في العند مستويان
وتمام ذاك القول أن محبة الرحمن عين ارادة الأكوان
وكلاهما محبوبه ومراده ... وكلاهما هو عنده سيان
ان قلتم عندية التكوين فالذاتان عند الله مخلوقان
أو قلتم عندية التقريب تقريب الحبيب وما هما عدلان
فالحب عندكم المشيئة نفسها ... وكلاهما في حكمهما مثلان
لكن منازعكم يقول بأنها ... عندية حقا بلا روغان
جمعت له حب الاله وقربه ... من ذاته وكرامة الاحسان
والحب وصف وهو غير مشيئة ... والعند قرب ظاهر التبيان
فصل
هذا وحادي عشر هن اشارة ... نحو العلو بإصبع وبنان
لله جل جلاه لا غيره ... إذ ذاك اشراك من الانسان
ولقد أشار رسوله في مجمع الحج العظيم بموقف الغفران
نحو السماء بأصبع قد كرمت ... مستشهدا للواحد الرحمن
يا رب فأشهد انني بلغتهم ... ويشير نحوهم لقصد بيان
فغدا البنيان مرفعا ومصوبا ... صلى عليك الله ذو الغفران
أديت ثم نصحت اذ بلغتنا ... حق البلاغ الواجب الشكران
فصل
هذا وثاني عشرها وصف الظهو ... ر له كما قد جاء في القرآن
والظاهر العالي الذي ما فوقه ... شيء كما قد قال ذو البرهان
حقا رسول الله ذا تفسيره ... ولقد رواه مسلم بضمان
فاقبله لا تقبل سواه من التفا ... سير التي قيلت بلا برهان
والشيء حين يتم منه علوه ... فظهوره في غاية التبيان
أو ما ترى هذي السما وعلوها ... وظهورها وكذلك القمران
والعكس أيضا ثابت فسفوله ... وخفاؤه اذ ذاك مصطحبان
فانظر الى علو المحيط وأخذه ... صفة الظهور وذاك ذو تبيان
وانظر خفاء المركز الأدنى ووصف السفل فيه وكونه تحتاني
وظهوره سبحانه بالذات مثل علوه فهما له صفتان
لا تجحدنها جحود الجهم أو ... صاف الكمال تكون ذا بهتان
وظهوره هو مقتض لعلوه ... وعلوه لظهوره ببيان
وكذاك قد دخلت هناك الفاء للتبيب مؤذنة بهذا الشان
فتأملن تفسير أعلم خلقه ... بصفاته من جاء بالقرآن
اذ قال أنت كذا فليس لضده ... أبدا اليك من تطرق الاتيان
فصل
هذا وثالث عشرها اخباره ... انا نراه بجنة الحيوان
فسل المعطل هل نرى من تحتنا ... أم عن شمائلنا وعن أيمان
أم خلفنا وأمامنا سبحانه ... أم هل نرى من فوقنا ببيان
يا قوم ما في الأمر شيء غير ذا ... أو أن رؤيته بلا امكان
اذ رؤية لا في مقابلة من الرائي محال ليس في الامكان
¥