فهو الزنيم دعي قوم لم يكن ... منهم ولم يصحبهم بمكان
وكلامهم أبدا لديه مجمل ... وبمعزل عن أمرة الايقان
نشد التجارة بالزيوف يخالها ... نقدا صحيحا وهو ذو بطلان
حتى إذا ردت اليه ناله ... من ردها خزي وسوء هوان
فأراد تصحيحا لها اذا لم يكن ... نقد الزيوف يروج في الأثمان
ورأى استحالة ذا بدون الطعن في ... باقي النقود فجاء بالعدوان
واستعوض الثمن الصحيح بجهله ... وبظلمه يبغيه بالبهتان
عوجا ليسلم نقده بين الورى ... ويروّج فيهم كامل الأوزان
والناس ليسوا أهل نقد للذي ... قد قيل الا الفرد في الأزمان
والزيف بينهم هو النقد الذي ... قد راج في الأسفار والبلدان
اذ هم قد اصطلحوا عليه وارتضوا ... بجوازه جهرا بلا كتمان
فإذا أتاهم غيره ولو انه ... ذهب مصفى خالص العيقان
ردوه واعتذروا بأن نقودهم ... من غيره بمراسم السلطان
فإذا تعاملنا بنقد غيره ... قطعت جوامكنا من الديون
والله منهم قد سمعنا ذا ولم ... نكذب عليهم ويح ذي البهتان
يا من يريد تجارة تنجيه من ... غضب الاله وموقد النيران
وتفيده الأرباح بالجنات والحور الحسان ورؤية الرحمن
في جنة طابت ودام نعيمها ... ما للفناء عليه من سلطان
هيئ لها ثمنا يباع بمثلها ... لا تشتري بالزيف من أثمان
نقدا عليه سكة نبوية ... ضرب المدينة أشرف البلدان
أظننت يا مغرور بائعها الذي ... يرضى بنقد ضرب جنكيز خان
منتك والله المحال النفس أن ... طمعت بذا وخدعت الشيطان
فاسمع اذا سبب الضلال ومنشأ التخليط اذ يتناظر الخصمان
يحتج باللفظ لمركب عارف ... مضمونه بسياقه لبيان
واللفظ حين يساق بالتركيب محفوف به للفهم والتبيان
جند ينادي عليه مثل ندائنا بإقامة وأذان
كي يحصل الاعلام بالمقصود من ... ايراده ويصير في الأذهان
فيفك تركيب الكلام معاند ... حتى يقلقله من الأركان
ويروم منه لفظة قد حملت ... معنى سواها في كلام ثان
فيكون دبوس الشقاق وعدة ... للدفع فعل الجاهل الفتان
فيقول هذا مجمل واللفظ محتمل وذا من أعظم البهتان
وبذاك يفسد كل علم في الورى ... والفهم من خبر ومن قرآن
إذا أكثر الألفاظ تقبل ذاك في الـ ... ـأفراد قبل العقد والتيان
لكن إذا ما ركبت زال الذي ... قد كان محتملا لدى الوحدان
فإذا تجرد كان محتملا لغير مراده أو في كلام ثان
لكن ذا التجريد ممتنع فان ... يفرض يكن لا شك في الأذهان
والمفردات بغير تركيب كمثل ... الصوت تنعقه بتلك الضان
وهنالك الاجمال والتشكيك والتجهيل والتحريف والاتيان بالبطلان
فإذا هم فعلوه راموا نقله ... لمركب قد حف بالتبيان
وقضوا على التركيب بالحكم الذي ... حكموا به للمفرد الوحداني
جهلا وتجهيلا وتدليسا ... وتلبيسا وترويجا على العميان
فصل
في بيان شبه غلطهم في تجريد اللفظ بغلط
الفلاسفة في تجريد المعاني
هذا هداك الله من إضلالهم ... وضلالهم في منطق الانسان
كمجردات في الخيل وقد بنى ... قوم عليها أوهن البنيان
ظنوا بأن لها وجودا خارجا ... ووجودها لو صح في الأذهان
أني وتلك مشخصات حصلت ... في صورة جزئية بعيان
لكنها كلية ان طابقت ... افرادها كاللفظ في الميزان
يدعونه الكلي وهو معين ... فرد كذا في المعنى هما سيان
تجريدا ذا في الذهن أو في خارج ... عن كل قيد ليس في الامكان
لا الذهن يعقله ولا هو خارج ... هو كالخيال لطيفة السكران
لكن تجردها المقيد ثابت ... وسواه ممتنع بلا امكان
فتجرد الأعيان عن وصف وعن ... وضع وعن وقت لها ومكان
فرض من الأذهان يفرضه كفر ... ض المستحيل هما لها فرضان
الله أكبر كم دهى من فاضل ... هذا التجرد من قديم زمان
تجريد ذي الألفاظ عن تركيبها ... وكذاك تجريد المعاني الثاني
والحق أن كليهما في الذهن مفروض فلا تحكم عليه وهو في الأذهان
فيقودك الخصم المعاند بالذي ... سلمته للحكم في الأعيان
فعليك بالتفصيل إن هم أطلقوا ... أو أجملوا فعليك بالتبيان
فصل
في بيان تناقضهم وعجزهم
عن الفرق بين ما يجب تأويله وما لا يجب
وتمسكوا بظواهر المنقول عن ... اشياخهم كتمسك العميان
وأبو بأن يتمسكوا بظواهر النصين واعجبا من الخذلان
قول الشيوخ محرم تأويله ... اذ قصدهم للشرح والتبيان
فإذا تأولنا عليهم كان أبطـ ... ـالا لما راموا بلا برهان
فعلى ظواهرها تمر نصوصهم ... وعلى الحقيقة حملها لبيان
يا ليتهم أجروا نصوص الوحي ... ذا المجرى من الاثار والقرآن
بل عندهم تلك النصوص طواهر ... لفظية عزلت عن الايقان
¥