هل يستوي بالله نسبته الى ... بشر ونسبته الى الرحمن
كم أين للمخلوق عين صفاته ... الله أكبر ليس يستويان
بين الصفات وبين مخلوق كما ... بين الاله وهذه الأكوان
هذا وقد عضهوه أن نصوصه ... معزولة عن امرة الايقان
لكن غايتها الظنون وليته ... ظنا يكون مطابقا ببيان
لكن ظواهر ما يطابق ظنها ... ما في الحقيقة عندنا بوزان
الا اذا ما أولت فمجازها ... بزيادة فيها أو النقصان
أو بالكناية واستعارات وتشـ ... ـبيه وأنواع المجاز الثاني
فالقطع ليس يفيده والظن ... منفي كذلك فانتفى الأمران
فلم الملامة اذ عزلناها ... وولينا العقول وفكرة الأذهان
فالله يعظم في النصوص أجوركم ... يا أمة الآثار والقرآن
ماتت لدى الأقوام لا يحيونها ... أبدا ولا تحييهم لهوان
هذا وقولهم خلاف الحس ... والمعقول والمنقول والبرهان
مع كونه أيضا خلاف الفطرة الأو ... لى وسنة ربنا الرحمن
فالله قد فطر العباد على التفا ... هم بالخطاب لمقصد التبيان
كل يدل على الذي في نفسه ... بكلامه من أهل كل لسان
فترى المخاطب قاطع بمراده ... هذا مع التقصير في الانسان
اذ كل لفظ غير لفظ نبينا ... هو دونه في ذا بلا نكران
حاشا كلام الله فهو الغاية القصـ ... ـوى له أعلى ذرى التبيان
لم يفهم الثقلان من لفظ كما ... فهموا من الأخبار والقرآن
فهو الذي استولى على التبيان كاستيلائه حقا على الاحسان
ما بعد تبيان الرسول لناظر ... الا العمى والعيب في العميان
فانظر الى قول الرسول لسائل ... من صحبه عن رؤية الرحمن
كالبدر ليل تمامه والشمس في ... نحر الظهيرة ما هما مثلان
بل قصده تحقيق رؤيتنا له ... فأتى بأظهر ما يرى بعيان
ونفى السحاب وذاك امر مانع ... من رؤية القمرين في ذا الآن
فأتى بالمقتضى ونفى الموا ... نع خشية التقصير في التبيان
صلى عليه الله ما هذا الذي ... يأتي به من بعد ذا ببيان
ماذا يقول القاصد التبيان يا ... أهل العمى من بعد ذا التبيان
فبأي لفظ جاءكم قلتم له ... ذا اللفظ معزول عن الايقان
وضربتم في وجهه بعسـ ... ـاكر التأويل دفعا منكم بليان
لو أنكم والله عاملتم بذا ... أهل العلوم وكتبهم بوزان
فسدت تصانيف الوجود بأسرها ... وغدت علوم الناس ذات هوان
هذا وليسوا في بيان علومهم ... مثل الرسول ومنزل القرآن
والله لو صح الذي قد قلتم ... قطعت سبيل العلم والايمان
فالعقل لا يهدي الى تفصيلها ... لكن ما جاءت به الوحيان
فاذا غدا التفصيل لفظيا ومعـ ... زولا عن الايقان والرجحان
فهناك لا علم أفادت لا ولا ... ظنا وهذا غاية الحرمان
لو صح ذاك القول لم يحصل لنا ... قطع بقول قط من انسان
وغدا التخاطب فاسدا وفساده ... أصل الفساد لنوع ذا الانسان
ما كان يحصل علمنا بشهادة ... ووصية كلا ولا إيمان
وكذلك الاقرار يصبح فاسدا ... إذ كان محتملا لسبع معان
وكذا عقود العالمين بأسرها ... باللفظ إذ يتخاطب الرجلان
أيسوغ للشهدا إذا شهادتهم بها ... من غير علم منهم ببيان
إذ تكلم الألفاظ غير مفيدة ... للعلم بل للظن ذي الرجحان
بل لا يسوغ لشاهد أبد شها ... دته على مدلول نطق لسان
بل لا يراق دم بلفظ الكفر من ... متكلم بالظن والحسبان
بل لا يباح الفرج بالاذن الذي ... هو شرط صحته من النسوان
أيسوغ للشهداء جزمهم بأن ... رضيت بلفظ قابل لمعان
هذا وجملة ما يقال بأنه ... في ذا فساد العقل والأديان
هذا ومن بهتانهم أن اللغا ... ت أتت بنقل الفرد والوحدان
فانظر الى الألفاظ في جريانها ... في هذه الأخبار والقرآن
أتظنها تحتاج نقلا مسندا ... متواترا أو نقل ذي وحدان
ام قد جرت مجرى الضرورات لا ... تحتاج نقلا وهي ذان بيان
الا الأقل فانه يحتاج للنقل الصحيح وذاك ذو تبيان
ومن المصائب قول قائلهم بـ ... ـأن الله أظهر لفظة بلسان
وخلافهم فيه كثير ظاهر ... عربي وضع ذاك أم سرياني
وكذا اختلافهم امشتقا يرى ... أم جامدا قولان مشهوران
والأصل ماذا فيه حلف ثابت ... عند النحاة وذاك ذو ألوان
هذا ولفظ الله أظهر لفظة ... نطق اللسان بها مدى الأزمان
فانظر بحق الله ماذا في الذي ... قالوه من لبس ومن بهتان
هل خالف العقلاء أن الله ... رب العالمين مدبر الأكوان
ما فيه اجمال ولا هو موهم ... نقل المجاز ولا له وضعان
والخلف في أحوال ذاك اللفظ لا ... في وضعه لم يختلف رجلان
وإذا هم اختلفوا بلفظ مكة ... فيه لهم قولان معروفان
أفبينهم خلف بأن مرادهم ... حرم الاله وقلبه البلدان
¥