وإذا هم اختلفوا بلفظة أحمد ... فيه لهم قولان مذكوران
أفبينهم خلف بأن مرادهم ... منه رسول الله ذو البرهان
ونظير هذا ليس يحصره كثرة ... يا قوم فاستحيوا من الرحمن
أبمثل ذا الهذيان قد عزلت نصو ... ص الوحي عن علم وعن ايقان
فالحمد لله المعافي عبده ... مما بلاكم يا ذوي العرفان
فلأجل ذا نبذوا الكتاب وراءهم ... ومضوا على آثار كل مهان
ولأجل ذاك غدوا على السنن التي ... جاءت وأهليها ذوي أضغان
يرمونهم كذبا بكل عظيمة ... حاشاهم من افك ذي بهتان
فصل في تنزيه أهل الحديث والشريعة
عن الألقاب القبيحة الشنيعة
فرموهم بغيا بما الرامي به ... أولى ليدفع عنه فعل الجاني
يرمي البريء بما جناه مباهتا ... ولذاك عند الغر يشتبهان
سموهم حشوية ونوابتا ... ومجسمين وعابدي أوثان
وكذاك أعداء الرسول وصحبه ... وهم الروافض أهبث الحيوان
نصبوا العداوة للصحابة ثم سموا بالنواصب شيعة الرحمن
وكذا المعطل شبه الرحمن بالمعدوم فاجتمعت له الوصفان
وكذاك شبه قوله بكلامنا ... حتى نفاه وذان تشبيهان
وكذاك شبه وصفه بصفاتنا ... حتى نفاه عنه بالبهتان
وأتى الى وصف الرسول لربه ... سمّاه تشبيها فيا اخواني
بالله من أولى بهذا الاسم من ... هذا الخبيث المخبث الشيطاني
ان كان تشبيها ثبوت صفاته ... سبحانه فبأكمل ذي شأن
لكن نفي صفاته تشبيهه ... بالجامدات وكل ذي نقصان
بل بالذي هو غير شيء وهـ ... ـو معدوم وان يفرض ففي الأذهان
فمن المشبه بالحقيقة أنتم ... أم مثبت الأوصاف للرحمن
فصل
في نكتة بديعة تبين ميراث الملقبين
والملقبين من المشركين والموحدين
هذا وثم لطيفة أعجب سأبديها لكم يا معشر الاخوان
فاسمع فذاك معطل ومشبه ... واعقل فذاك حقيقة الانسان
لا بد أن يرث الرسول وضده ... في الناس طائفتان مختلفتان
فالوارثون له على منهاجه ... والوارثون لضده فئتان
أحداهما حرب له ولحزبه ... ما عندهم في في ذاك من كتمان
فرموه من ألقابهم بعظائم ... هم أهلها لا خيرة الرحمن
فأتى الألى ورثوهم فرموا بها ... وراثه بالبغي والعدوان
هذا يحقق ارث كل منهما ... فاسمع وعه يا من له أذنان
والآخرون أولوا النفاق فاضمروا ... شيئا وقالوا غيره بلسان
وكذا المعطل مضمر تعطيله ... قد أظهر التنزيه للرحمن
هذي مواريث العباد تقسمت ... بين الطوائف قسمة المنان
هذا وثمة لطيفة أخرى ... سلوان من قد سب بالبهتان
تجد المعطل لا عنا لمجسم ... ومشبه لله بالانسان
والله يصرف ذاك عن اهل الهدى ... كمحمد ومذموم اسمان
هم يشتمون مذمما ومحمد ... عن شتمهم في معزل وصيان
صان الاله محمدا عن شتمهم ... في اللفظ والمعنى هما صنوان
كصيانة الاتباع عن شتم المعطل للمشبه هكذا الارثان
والسب مرجعه اليهم اذ هم ... أهل لكل مذمة وهوان
وكذا المعطل يلعن اسم مشبه ... واسم الموحد في حمى الرحمن
هذي حسان عرائس زفت لكم ... ولدى المعطل هن غير حسان
والعلم يدخل قلب كل موفق ... من غير أبواب ولا استئذان
ويرده المحروم من خذلانه ... لا تشقنا اللهم بالحرمان
يا فرقة نفت الاله وقوله ... وعلوه بالجحد والكفران
مونوا بغيظكم فربي عالم ... بسرائر منكم وخبث جنان
فالله ناصر دينه وكتابه ... ورسوله بالعلم والسلطان
والحق ركن لا يقوم لهذه ... أحد ولو جمعت له الثقلان
توبوا الى الرحمن من تعطيلكم ... فالرب يقبل توبة الندمان
من تاب منكم فالجنان مصيره ... أو مات جهميا ففي النيران
فصل في بيان اقتضاء التجهم والجبر والارجاء
للخروج عن جميع ديانات الأنبياء
واسمع وعه سرا عجيبا كان مكتوما من الأقوام منذ زمان
فأذعته بعد اللتيا والتي ... نصحا وخوف معرة الكتمان
جيم وجيم ثم جيم معهما ... مقرونة مع أحرف بوزان
فيها لدى الأقوام طلسم متى ... تحلله تحلل ذروة العرفان
فإذا رأيت الثور فيه تقارن الجيمات بالتثليث شر قران
دلت على أن النحوس جميعها ... سهم الذي قد فاز بالخذلان
جبر وارجاء وجيم تجهم**** فتأمل المجموع في الميزان
فاحكم بطالعها لمن حصلت له ... بخلاصة من ربقة الايمان
فاحمل على الأقدار ذنبك كله ... حمل الجذوع على قوى الجدران
وافتح لنفسك باب عذر اذ ترى ... الأفعال فعل الخالق الديان
فالجبر يشهدك الذنوب جميعها ... مثل ارتعاش الشيخ ذي الرجفان
لا فاعل أبدا ولا هو قادر ... كالميت أدرج داخل الأكفان
والأمر والنهي اللذان توجها ... فهما كأمر العبد بالطيران
¥