تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قال: إنا قد اتبعْنَاهُ الآن، ونكره أن نَدَعَه حتى ننظر إلى أي شيء يصير أمره، قال: وقد أردت أن تُسْلِفَنِي سَلفاً، قال: فما ترهنني؟ نساءكم، قال: أنت أجمل العرب، أنرهنك نساءنا؟! قال: ترْهَنُوني أولادَكم، قال: يُسَبّ ابن/ أحدنا فيقال: رُهِنت في وِسْقَيْن من تمَرٍ، ولكن نرهنك اللأْمَةَ ـ يعني السلاح ـ قال: نعم، و وَاعَدَه أن يأتَيهُ بالحارث، وأبي عبس بن جبر وعباد بن بشر، فجاؤوا فَدَعَوْهُ ليلاً، فنزل إليهم، قال سفيان: قال غير عمرو: قالت له امرأته: إني لأسمع صَوْتاً كأنَّه صوت دَمٍ، قال: إنما هذا محمد و رضيعُه أبو نائلة، إن الكريم لو دُعِيَ إلى طَعْنة ليلاً لأجاب، قال محمد: إني إذا جاء فسوف أمُدُّ يدي إلى رأسه، فإذا استمكنت منه فَدُونكم، [قال]: فلما نزل نزلَ وهو مُتَوَشِحْ، قالوا: نجد منك رِيحَ الطيب، قال: نعم، تحتي فلانة أعْطَرُ نساء العرب، قال: أفتأذن لي أن أشمَّ منه؟ قال: نعم، فشمَّ، ثم قال: أتأذن لي أن أعود؟ قال: فاستمكن منه، ثم قال: دونكم فقتلوه، متفق عليه.

وقد ذكرها البخاري رحمه الله بالنص التالي تحت باب " الكذب في الحرب " فتح الباري م/6 ص/184

(حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا سفيان بن عمرو بن دينار عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي ـصلى الله عليه وسلم ـ قال:من لكعب بن الأشرف , فإنه قد آذى الله ورسوله؟ قال محمد بن مسلمة:أتُحب أن أقتله يا رسول الله؟ قال: نعم. قال فاتاه فقال إن هذا ـ يعني النبي صلى الله عليه وسلم ـ قد عنّانا وسألنا الصدقة. قال: والله لتمُلُنّه. قال: فإنا اتبعناه فنكره أن ندعه حتى ننظر الى ما يصير أمره. قال فلم يزل يكلمه حتى استمكن منه فقتله) انتهى

المسألة الأولى:

ما حكم ما تلفظ به محمد بن مسلمة رضي الله عنه؟

قال ابن حجر رحمه الله في تعليقه على الحديث:

" قال ابن المنير: الترجمة غير مطابقة , لأن الذي وقع منهم في قتل كعب بن الأشرف يمكن أن يكون تعريضا ,

لأن قولهم " عنّانا " أي كلفنا بالأوامر والنهي ,

وقولهم " سألنا الصدقة " أي طلبها منا ليضعها مواضعها ,

وقولهم " فنكره أن ندعه الخ " معناه نكره فراقه ,

ولا شك أنهم كانوا يُحبون الكون معه أبدا "

انتهى

ثم نقل كلاما عن ابن بطال عن المهلب قال فيه:

"وليس فيه شئ من الكذب الحقيقي الذي هو الإخبار عن الشئ بخلاف ماهو عليه "

انتهى

وهنا يُلاحظ كيف كره بعض أهل العلم تسمية ما قاله محمد بن مسلمة كذبا , وتقدم كراهة تسميته غدرا , فكيف بمن سمّاه كفرا؟ وعليه أجاز التلفظ بالكفر دون إكراه؟

المسألة الثانية:

ظروف ما قبل اغتيال كعب وتسلسل الأحداث.

أُنوه الى أن ما أنقله من فقرات مختصرة من كلام شيخ الاسلام لا تُغني القارئ عن قراءة ـ الصفحات التي ذكرتها أعلاه ـ كاملة من كتاب الصارم.

وحاولت الاختصار قدر الامكان , لكني وجدت أحيانا ضرورة لتعضيد كلام شيخ الاسلام بكلامه هو لكي يتضح المُراد ويتأكد المعنى.

وقمت بتقسيمه الى نقاط بعنواين ـ اخترتها من عندي ـ وجدتها مناسبه لها.

(1) كعب وقومه كانوا معاهدين ابتداء. نوع العهد: "عهدهدنة/ صلح "

قال شيخ الاسلام في الصارم:

" وذكر أهل المغازي والتفسير مثل محمد بن إسحاق أن كعب بن الأشرف كان مُوادِعاً للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في جملة من واَدعَه من يهود / المدينة وكان عربيا من بني طي وكانت أُمُّه من بني النضِير "

وقال أيضا:

" أنه كان مُعَاهداً مُهادَناً, وهذا لا خلاف فيه بين أهل العلم بالمغازي والسير, وهو عندهم من العلم العام الذي يُستغنى فيه عن نقل الخاصة.

ومما لا رَيْبَ فيه عند أهل العلم ما قَدَّمناه من أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عاهَد لما قدم المدينة جميعَ أصناف اليهود: بني قَيْنُقاع والنضير وقرَيظَة, ثم نقَضَتْ بنو قَيْنُقاع عَهْدَه, فحاربهم؛ ثم نقضَ عهده كعبُ بن الأشرف, ثم نقض عهده بنو النَّضير, ثم بنو قُرَيْظَة. وكان ابن الأشرف من بني النَّضير, وأمْرُهم ظاهرٌ في أنهم كانوا مصالحين للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ

(2) كعب يترك المدينة و يذهب الى مكة ويُفضّل دين الجاهلية.

قال شيخ الاسلام:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير